الذين لا تماثيل لهم، لا نعرف أَين هم الآن
وأَين، فجأةً، سيظهرون.
أَما هنا، فأيّ سائق تاكسي أَو رجل على ناصية شارع بإمكانه أَن يوصلك
إلى "ميدان طلعت حرب"
وبما أَنه لم يكتب قصائد أَحفظها في المدرسة
أَو يترك آهاتٍ مُسجَّلة في الإسطوانات
فأَنا عاجز عن النفاذ إلى ضميره من وراء هذا البرونز
أَو سماع ما يحاول أَن يقوله
وسط عزيف الأصوات البشرية وزمامير السيارات وبائع الغاز
على الدراجة
ينقر "الإسطوانات" بمفتاح إنكليزي.
كُتب التاريخ مُضلِّلة
ونحن هنا لا نصدِّق سوى عذابات المُلحِّنين
وآهات حبِّهم الضائعة
فكيف أَنفذ إلى ضميرك لأتأكد أَنّ روافدنا تصبُّ في نيل الناس بذات الرغبة؟
انظر إليهم يهتفون لـ "سيّدتنا العدالة الاجتماعية"
اسمع الأرض في حُبِّهم وفي غضبهم
اسمع السماء
اسمعني أَمدُّ يدي إلى جرحها...
هي أَيضا لا تسمعني
بلادي مثلك
مصنوعةٌ من البرونز
ولم أَعد أَستطيع النفاذ إلى قلبها.