تخوف إسرائيلي من فقدان السيطرة على مخيمات الضفة

24 مارس 2014
يتصدر مخيم جنين معاقل المقاومة (رامي الشاعر- Getty)
+ الخط -


تخشى السلطات الإسرائيلية من فقدان السيطرة على مخيمات الضفة الغربية بالتزامن مع تزايد وتيرة المواجهات بين الاحتلال والفلسطينيين، بعدما اندلعت، أمس الأحد، مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وبين شبان المقاومة في مخيم عائدة، قرب مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، التي لم تكن الأولى. وجاءت المواجهات بعد يوم من جريمة جنين، التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأسفرت عن سقوط ثلاثة شهداء.

توقعت قوات الاحتلال أن ترافق مواكب تشييع الشهداء احتجاجات شعبية في الضفة الغربية، فأعلنت عن استنفار قواتها في الأراضي المحتلة. وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل تضرب كل من يحاول ويسعى لتهديد أمن مواطنيها. لكن عدداً من المحللين العسكريين في إسرائيل أعربوا عن توجسهم من تردي الأوضاع الأمنية وتراجع هيبة وقدرة السلطة الفلسطينية في مخيمات اللاجئين المختلفة، على الرغم من نجاح التنسيق الأمني الوثيق مع إسرائيل في إحباط ووضع عراقيل أمام تمكن منظمات فلسطينية، مثل "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، في تنفيذ عمليات في العمق الإسرائيلي.

وفي السياق، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس،" عاموس هرئيل، أن مخيم جنين تحول في الفترة الأخيرة إلى معقل للمقاومة والمنظمات المناهضة لإسرائيل، "لدرجة أن السلطة الفلسطينية حتى بعدما شنت، أواخر العام الماضي، حملة أمنية في محافظة جنين لا تزال عاجزة عن بسط سيطرتها على المخيم". واعتبر أن عدم الاستقرار الأمني لجهة فقدان السيطرة على المخيم في جنين يشكل مؤشراً ودليلاً على تراجع هيبة السلطة الفلسطينية. وأضاف أن اليأس الذي يدب في صفوف الفلسطينيين وعدم اقتناعهم بجدوى العملية السلمية يلعب دوراً كبيراً، ناهيك عن تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في الأطراف، بعيداً عن المدن الرئيسية كرام الله ونابلس وطولكرم.

من جهتها، نقلت صحيفة "معاريف"، مساء أمس الأحد، عن ضابط رفيع المستوى في القيادة الوسطى لجيش الاحتلال (المسؤولة عن الضفة الغربية)، اعترافه بتزايد عمليات إطلاق النار من قبل ناشطين في مخيم جنين ضد أهداف عسكرية إسرائيلية. يقابل ذلك ازدياد عمليات مداهمة المخيم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحثاً عن عناصر المقاومة، كانت آخرها السبت.

وعاد مخيم جنين ليتصدر معاقل المقاومة، إذ تكثر المواجهات والصدامات بين عناصر المقاومة وبين قوات الجيش الإسرائيلي داخل المخيم وفي أزقته، خلافاً للوضع في مناطق ومخيمات أخرى، اذ لا يلقى الجيش فيها معارضة أو مقاومة خلال مداهماته المتكررة، بحسب مصادر عسكرية إسرائيلية.

وأكد ضابط آخر في قيادة المنطقة الوسطى أن مخيم جنين تحول إلى أكثر المناطق خطورة وقلقاً في الضفة. يبقى ضباط القيادة العسكرية الوسطى على أعصابهم ويتحسبون لأي طارئ أثناء قيام قواتهم بأي عملية داخل المخيم. ولفت الضابط إلى أن عمليات الاعتقال تمر في الغالب من دون قتلى، إلا أن هذا الواقع مختلف في مخيم جنين.

 

المساهمون