ينتقد الكاتب الصحافي الفرنسي، هيرفي كيمف، الديمقراطية في بلاده بشدة، ليس بسبب خوفه منها، ولكن بسبب ما يراه من تحول السياسيين ورجال الأعمال والإعلام إلى طبقة حاكمة مغلقة جديدة، حيث تتغير الوجوه بينما تظل السياسات كما هي.
ويقدم "هيرفي كيمف" -في كتاب "كفى للطغمة.. ولتحيا الديمقراطية" الذي أصدر ترجمته العربية "المجلس القومي للترجمة" بمصر- قراءة تحليلية للمشهد السياسي في بلاده وفي الغرب عامة، محاولا وضع يده على مشكلات الديمقراطية المعاصرة.
يناقش الكاتب الصحافي الفرنسي نشوء طبقة يصفها بـ "ألاوليغارشية"؛ وهو مصطلح قديم لوصف الطبقات الحاكمة في العالم الثالث؛ والتي تقوم على تحالف بين رجال الأعمال والعسكريين والقضاة، وتسعى لأن تكون مغلقة أمام انضمام أي وافد جديد لها، وتتميز بالانغلاق على الذات واستمرار نفس السياسات رغم تغيير الأشخاص.
يسمي "هيرفي كيمف" هذه الطبقة "أوليغارشية"، ويترجمها الدكتور أنور مغيث -المدير السابق للمركز القومي للترجمة ومترجم الكتاب- بالطغمة.
ويناقش الكتاب كذلك واحدة من أهم مشكلات الديمقراطية الحديثة، وهو التلاعب بالعقول.
ويقدم "هيرفي كيمف" -في كتاب "كفى للطغمة.. ولتحيا الديمقراطية" الذي أصدر ترجمته العربية "المجلس القومي للترجمة" بمصر- قراءة تحليلية للمشهد السياسي في بلاده وفي الغرب عامة، محاولا وضع يده على مشكلات الديمقراطية المعاصرة.
يناقش الكاتب الصحافي الفرنسي نشوء طبقة يصفها بـ "ألاوليغارشية"؛ وهو مصطلح قديم لوصف الطبقات الحاكمة في العالم الثالث؛ والتي تقوم على تحالف بين رجال الأعمال والعسكريين والقضاة، وتسعى لأن تكون مغلقة أمام انضمام أي وافد جديد لها، وتتميز بالانغلاق على الذات واستمرار نفس السياسات رغم تغيير الأشخاص.
يسمي "هيرفي كيمف" هذه الطبقة "أوليغارشية"، ويترجمها الدكتور أنور مغيث -المدير السابق للمركز القومي للترجمة ومترجم الكتاب- بالطغمة.
ويناقش الكتاب كذلك واحدة من أهم مشكلات الديمقراطية الحديثة، وهو التلاعب بالعقول.
ويشير الكتاب في هذه النقطة إلى ظاهرة متكررة بشدة في أوساط المرشحين والحكام، وهي الإسراف في إطلاق الوعود والمشاريع التي قد تثير حماسة الجماهير ونشوتهم، وإن كانت غير مفيدة لهم في الحقيقة، ويستخدم الكاتب هنا تشبيها لأفلاطون -الفيلسوف اليوناني- الذي رأى أن مثل هؤلاء الحكام يساوون الطباخ الذي يقدم للأطفال الحلوى دوما، ليجعلهم سعداء دون أن يهتم بضرر ذلك على صحتهم على المدى الطويل.
ولكن الكتاب ليس عن الديمقراطية فقط، بل عن البيئة كذلك، في الحقيقة إن المسألة البيئية كانت المدخل لـ "هيرفي كيمف" -المسؤول عن صفحة البيئة بجريدة "لوموند" الفرنسية- لمناقشة قضايا الديمقراطية، والكتاب هو الثالث من ثلاثة كتب نشرها المؤلف في فرنسا انطلقت من الأزمة البيئية إلى مناقشة أوسع لمستقبل نظم الحكم في العالم؛ كان الكتاب الأول بعنوان "كيف يدمر الأثرياء الكوكب"، حيث شرح فيه بالأرقام عمق الأزمة البيئية التي يعيشها العالم ومدى خطورتها على كل سكان الكوكب، وفي كتابه الثاني "الخروج من الرأسمالية من أجل إنقاذ الكوكب" يقدم كيمف حججه ضد الليبرالية الجديدة، ويشرح كيف أن السياسات الاقتصادية الليبرالية الجديدة تقود العالم نحو كوارث مختلفة يركز على البيئي منها، وفي الكتاب الثالث "كفى للطغمة" يقدم بديلا لذلك فيما يسميه الديمقراطية "الحقيقية".
والديمقراطية "الحقيقة" كما يصفها كيمف تتمثل في تقوية حرية تداول المعلومات على حساب وسائل الإعلام التقليدية، وفي وضع قواعد تمنع السياسيين من العمل كمستشارين للمؤسسات الاقتصادية بعد انتهاء مدة خدمتهم في العمل العام، وكذلك مراقبة المال السياسي، وخاصة ذلك الذي يتدفق على الإعلام لاستخدامه في توجيه الجمهور.
لقد تجول المؤلف في كتابه بمناطق كثيرة منها أوروبا والولايات المتحدة والهند والصين، ورصد أمورا تشبه تماما ما يحدث في مصر وغيرها من الدول العربية من تقنين للفساد، وقيام السلطات بابتكار تشريعات لتحقيق مصالح مجموعة من الشركات أو رجال الأعمال؛ رصد المؤلف تحالف السلطة والثروة والروابط العائلية بين أفراد "الطغمة" الحاكمة في كل دولة، رصد دعاوى التقشف التي تناقضها المرتبات الفلكية للمديرين والتفاوت الرهيب في الأجور.
لكننا لسنا بحاجة لمن يرصد لنا الآثار في بلادنا؛ فهي بارزة في الانهيار الشامل لكافة المجالات بسبب الفساد والروابط العائلية، واستفحال الفقر والتطرف والموت المجاني الذي يصطاد ضحاياه في بلادنا صبيحة كل يوم.
(مصر)
ولكن الكتاب ليس عن الديمقراطية فقط، بل عن البيئة كذلك، في الحقيقة إن المسألة البيئية كانت المدخل لـ "هيرفي كيمف" -المسؤول عن صفحة البيئة بجريدة "لوموند" الفرنسية- لمناقشة قضايا الديمقراطية، والكتاب هو الثالث من ثلاثة كتب نشرها المؤلف في فرنسا انطلقت من الأزمة البيئية إلى مناقشة أوسع لمستقبل نظم الحكم في العالم؛ كان الكتاب الأول بعنوان "كيف يدمر الأثرياء الكوكب"، حيث شرح فيه بالأرقام عمق الأزمة البيئية التي يعيشها العالم ومدى خطورتها على كل سكان الكوكب، وفي كتابه الثاني "الخروج من الرأسمالية من أجل إنقاذ الكوكب" يقدم كيمف حججه ضد الليبرالية الجديدة، ويشرح كيف أن السياسات الاقتصادية الليبرالية الجديدة تقود العالم نحو كوارث مختلفة يركز على البيئي منها، وفي الكتاب الثالث "كفى للطغمة" يقدم بديلا لذلك فيما يسميه الديمقراطية "الحقيقية".
والديمقراطية "الحقيقة" كما يصفها كيمف تتمثل في تقوية حرية تداول المعلومات على حساب وسائل الإعلام التقليدية، وفي وضع قواعد تمنع السياسيين من العمل كمستشارين للمؤسسات الاقتصادية بعد انتهاء مدة خدمتهم في العمل العام، وكذلك مراقبة المال السياسي، وخاصة ذلك الذي يتدفق على الإعلام لاستخدامه في توجيه الجمهور.
لقد تجول المؤلف في كتابه بمناطق كثيرة منها أوروبا والولايات المتحدة والهند والصين، ورصد أمورا تشبه تماما ما يحدث في مصر وغيرها من الدول العربية من تقنين للفساد، وقيام السلطات بابتكار تشريعات لتحقيق مصالح مجموعة من الشركات أو رجال الأعمال؛ رصد المؤلف تحالف السلطة والثروة والروابط العائلية بين أفراد "الطغمة" الحاكمة في كل دولة، رصد دعاوى التقشف التي تناقضها المرتبات الفلكية للمديرين والتفاوت الرهيب في الأجور.
لكننا لسنا بحاجة لمن يرصد لنا الآثار في بلادنا؛ فهي بارزة في الانهيار الشامل لكافة المجالات بسبب الفساد والروابط العائلية، واستفحال الفقر والتطرف والموت المجاني الذي يصطاد ضحاياه في بلادنا صبيحة كل يوم.
(مصر)