تقع قلعة الكرك على الجانب الجنوبي من الهضبة المُثلَّثة التي تقع فوقها مدينة الكرك الأردنية، والتي ترتفع عن مستوى سطح البحر حوالي 900 متر، وقد بُنيت بحسب المصادر المختلفة على يد فولك أمير بيت المقدس، وحلت محل قلعة الشوبك في الأهمية وكانت الأخيرة قد بنيت قبلها بثلاثين عاماً.
عند مدخل قلعة الكرك مثلاً ثمة برج يتزيّن بالخط العربي بالحروف الكبيرة المضفرة على الطراز المملوكي ومؤرخة بـ 1290م، وتذكر العناصر المعمارية للبناء بالقاهرة المملوكية وعمارتها.
ويأتي كتاب الباحث الأكاديمي رفعت بوايزة ليعيد قراءة الجانب الفني والجمالي في القلعتين، الكرك والشوبك، والذي صدر مؤخراً تحت عنوان "السمات الفنية والقيم الجمالية في الخطوط العربية على العمائر المملوكية- قلعتا "الكرك والشوبك" أنموذجاً" ضمن منشورات أعمال مشروع "المدن الثقافية" التي تصدرها وزارة الثقافة الأردنية.
تنحصر دراسة المؤلف في الفترة الواقعة ما بين 1250 و1517، ويتناول فيها بشكل خاص ما يحمله المبنيان من خطوط عربية، تعود لفترة الحكم المملوكي، حيث قام بوايزة بدراسة الكتابات في القلعتين وتحليلها بصرياً وجمالياً ومقارنتها، معتمداً على التاريخ كمنهج في الوقوف على المسار الزمني لذلك التطور.
يضم الكتاب أربعة فصول، في الأول يتناول البنية الفنية والقيم الجمالية في فن الخط العربي؛ من هندسة الخط والبنية الفنية فيه والتركيب والتكوين له، حيث يرى الباحث أن التشكيلات الفنية في القلعتين تمثل فترة شكلت منعطفاً فنياً مهماً في تاريخ الخط العربي، مثلتها الفترة المملوكية.
أما الفصل الثاني "فلسفة الخطوط العربية على العمارة الإسلامية"؛ فيقف عند مجموعة من العلاقات والروابط والعناصر التي شكلت في مجملها تلك الفلسفة الخطية الإسلامية ويتناول العمارة والفنون الإسلامية، وعلاقتها بواجهة المباني، والوظائف والحاجات النفعية والرمزية والجمالية.
أما الفصل الثالث "الخط العربي في العصر المملوكي"، فيتطرّق إلى هوية الخطوط العربية السائدة في ذلك العصر وفلسفاته وجمالياته وعلاقته بالمعارك والحروب التي وقعت في تلك الفترة، حيث شكلت منعطفاً أساسياً في الخط العربي الذي استخدم في إثبات الوجود والهوية.
وفي الفصل الأخير، يتحدّث المؤلف عن العناصر المعمارية والأسس الجمالية لخطوط قلعتي الكرك والشوبك ليشير إلى وجود مجموعة من القراءات غير الدقيقة في ما يتعلق بخطوط ونقوش تلك القلاع.