تحويل "قصر بورقيبة" إلى متحف.. قرار برسم التنفيذ

06 مايو 2019
(قصر بورقيبة في مدينة باجة التونسية)
+ الخط -
في كانون الأول/ ديسمبر عام 2011، قرّر الرئيس التونسي السابق، محمد المنصف المرزوقي، بيع القصور الرئاسية في البلاد باستثناء قصر قرطاج، على أن تحال أموال بيوعاتها إلى النهوض بقطاع التشغيل، في سعي نحو القطيعة مع النظام السابق.

قرار المرزوقي لم ينفّذ في الواقع، وبعد ستة أعوام أعلنت السلطات التونسية تحويل عدد من هذه القصور إلى معالم ثقافية وسياحية بسبب التكلفة المرتفعة للحفاظ عليها وحراستها، على أن يتم البدء باستغلال خمسة منها، لكن الإجراءات اللازمة لتطبيق ذلك تسير ببطء شديد.

منذ أيام، قرّرت وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية تخصيص القصر الرئاسي في مدينة باجة (105 كلم جنوبي تونس العاصمة) والمعروف بـ "قصر بورقيبة" لفائدة وزارة الثقافة نظراً لـ "موقعه المتميّز من أجل توظيفه كمتحف هو الأول من نوعه في الجهة على مساحة تبلغ 1700 م"، بحسب بيان الوزارة.

وأشار البيان إلى تخصيص مقرّ الكنيسة التي يعود بناءؤها إلى عام 1883 وأعيد ترميمها عام 1937 إبان الاستعمار الفرنسي، الكائنة وسط المدينة أيضاً لفائدة من أجل استغلالها في العروض الثقافية والتظاهرات والمعارض مع ساحة وحديقة مجاورة لها، إضافة إلى مقر المندوبية الجهوية للثقافة في باجة.

وكان وزير الثقافة محمد زين العابدين قد تقدّم باقتراح خلال افتتاحه المنتدى الدولي الثالث حول أهمية الحوكمة الرشيدة في الحفاظ على التراث المادي في نهاية آذار/ مارس الماضي، يقضي باسترجاع وتخصيص قصور الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة لفائدة الوزارة لجعلها قصوراً ومنارات للفكر والإبداع ولقاءات للمثقفين، وتوفير الحماية لها ختى لا يُعبث بمحتوياتها.

وأوضح الوزير أنّ "المعهد الوطني للتراث" يعمل حالياً على إعادة ترميم قصر برج البكوش ليكون فضاء للفنون والإبداع، ولا يرافق هذه الإعلانات الرسمية أية مواعيد محدّدة لافتتاح هذه المعالم بعد ترمميها.

قصر باجة ليس أول مبنى رئاسي يتحوّل إلى متحف، إذ افتتح عام 2013 قصر سقانص في المنستير، ليضمّ صور بورقيبة وهداياه من رؤساء دول وتسجيلات خطبه وسيارته المرسيدس الفخمة وغرفة نومه الخاصة وأغراضه الشخصية.

وكان بورقيبة قد شيّد أكثر من عشرة قصور في عدد من المدن التونسية، ويواجه ملف تحويلها إلى متاحف عائقاً أساسياً يتمثّل بغياب التمويل اللازم لذلك، وهو ما قد يؤخر الانتهاء من تحويل قصر باجة وغيره.

المساهمون