تحقيق من "وول ستريت جورنال" يتهم "غوغل" بالتلاعب بنتائج البحث... والشركة ترد

18 نوفمبر 2019
نفت "غوغل" مضامين التحقيق (دان كيتوود/Getty)
+ الخط -

وجد تحقيق أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مهندسي ومتعاقدي شركة البحث والذكاء الاصطناعي العملاقة "غوغل" يعملون وراء الكواليس على تغيير خوارزميات البحث وتغيير نتائج البحث بطرق نفتها الشركة في الماضي.

ونفت "غوغل" استخدام إدارة بشرية لجمع النتائج أو ترتيبها على إحدى الصفحات، مشيرة إلى أنه "لا يمكن الكشف عن تفاصيل عمل الخوارزميات التي ترتب النتائج مخافة استغلال هذه المعلومات للتلاعب بنتائج البحث من قبل منتجي المحتوى".

لكن هذه الرسالة غالباً ما تصطدم بما يحدث وراء الكواليس، تقول الصحيفة، بمرور الوقت، أعادت "غوغل" تصميم هندستها وتدخلت بشكل متزايد في نتائج البحث بدرجة أكبر بكثير مما أقرت به الشركة ومديروها التنفيذيون.

وتقول الصحيفة إنه غالباً ما تأتي هذه الإجراءات استجابةً لضغوط الشركات، ومجموعات المصالح الخارجية والحكومات في جميع أنحاء العالم. وتوصل التحقيق إلى أنه "حدثت زيادة حادة منذ انتخابات عام 2016 وصعود المعلومات الخاطئة إلى سطح الإنترنت".

وقال التحقيق إن "غوغل" أجرت تغييرات خوارزمية على نتائج البحث الخاصة بها لصالح الشركات الكبرى على حساب الشركات الأصغر حجماً، وفي حالة واحدة على الأقل، أجرت تغييرات نيابةً عن أحد المعلنين الرئيسيين، وهو شركة "إيباي". وذلك "خلافاً لموقفها المعلَن بأنها لا تتخذ هذا النوع من الإجراءات أبداً. بحيث تعزز الشركة أيضاً بعض المواقع الرئيسية مثل "فيسبوك" و"أمازون"، بحسب ما نقلته عن مصادر لم تسمها.

وتابع التحقيق أن مهندسي "غوغل" يقومون بإجراء تعديلات من وراء الكواليس على المعلومات الأخرى التي تضعها الشركة بشكل متزايد على رأس نتائج البحث الأساسية. وتتضمن هذه الميزات اقتراحات الإكمال التلقائي، ومربعات تسمى "لوحات المعرفة" و"المقتطفات المميزة"، ونتائج الأخبار، والتي لا تخضع لنفس سياسات الشركة التي تحد مما يمكن للمهندسين إزالته أو تغييره.

وبالرغم من إنكار ذلك علانية، يقول التحقيق إن "غوغل" تحتفظ بالقوائم السوداء لإزالة مواقع معينة أو تمنع أخرى من الظهور في أنواع معينة من النتائج. هذه التحركات منفصلة عن تلك التي تحظر المواقع كما هو مطلوب بموجب القانون الأميركي أو الخارجي، مثل تلك التي تعرض إساءة معاملة الأطفال أو انتهاك حقوق الطبع والنشر، والتغييرات المصممة لتخفيض مواقع البريد العشوائي.

وفي عملية الإكمال التلقائي، الميزة التي تتوقع عبارات البحث أثناء قيام المستخدم عند الكتابة في مربع البحث، أنشأ مهندسو "غوغل" خوارزميات وقوائم سوداء للتخلص من الاقتراحات الأكثر إثارة للجدل، مثل الإجهاض أو الهجرة، مما يؤدي في الواقع إلى تصفية النتائج، يشرح التحقيق.

واختلف موظفو "غوغل" والمسؤولون التنفيذيون، بما في ذلك المؤسسان، لاري بيج وسيرغي برين، حول مقدار التدخل في نتائج البحث وإلى أي مدى. ويمكن للموظفين الضغط من أجل إجراء مراجعات في نتائج بحث محددة، بما في ذلك مواضيع مثل اللقاحات والتوحد.

وبحسب التحقيق، ولتقييم نتائج البحث الخاصة بها، توظف "غوغل" الآلاف من العاملين من ذوي الأجور المنخفضة التي تهدف الشركة عبرهم إلى تقييم جودة تصنيف الخوارزميات. ومع ذلك، نقلت الصحيفة عن المتعاقدين أن ""غوغل" أعطت ملاحظات لهؤلاء العمال لإيصال ما تعتبره الترتيب الصحيح للنتائج، وقاموا بمراجعة تقييماتهم وفقاً لذلك".

"غوغل" ترد

من جانبها، ردت "غوغل" على التحقيق واصفةً إياه بأنه "غير دقيق" و"يعتمد على حكايات لم تعد تنطبق على سياساتها الحالية المتعلقة بالبحث".

وقال متحدث باسم "غوغل" في تصريح لشبكة CNBC: "لقد كنا شفافين حول المواضيع التي تمت تغطيتها في هذه المقالة"، و"عملنا لمكافحة المعلومات الخاطئة من خلال برنامج Project Owl وحقيقة أن التغييرات التي نجريها على البحث تهدف إلى إفادة المستخدمين، وليس بسبب العلاقات التجارية".

وتابع أن التحقيق "يحوي عدداً من الحكايات القديمة غير المكتملة، والكثير منها لم يسبق عملياتنا وسياساتنا الحالية فحسب، بل يعطي أيضاً انطباعاً غير دقيق عن كيفية تعاملنا مع بناء وتحسين البحث".

وتابعت: "نحن نتبع نهجاً مسؤولاً ومبدئياً لإجراء التغييرات، بما في ذلك عملية تقييم صارمة قبل بدء تغيير أي شيء". 

المساهمون