ويعود الجدل لعرض البرنامج تحقيقاً حول مدرسة لتعليم القرآن بمنطقة الرقاب في محافظة سيدي بوزيد بالوسط الغربي التونسي، إذ أشار إلى الظروف غير الطبيعيّة التي يقيم فيها الأطفال والذين انقطعوا عن التعليم في المدارس الرسمية التونسية واكتفوا بالتعليم في المدرسة القرآنية. كما تطرّق إلى الاستغلال الذي يتعرض له الأطفال من قبل المشرفين على المدرسة.
بعد عرض البرنامج، تحرّكت النيابة العامة في محافظة سيدي بوزيد يوم 2 فبراير/شباط وقامت بغلق المدرسة وإيواء الأطفال بمركز خاص بالعاصمة التونسية ليخضعوا إلى العلاج الطبي والنفسي، كما قامت بسجن المشرفين على المدرسة.
الحلقة أثارت جدلاً بين مكذّب لما عرُض وبين داعم له. لكنّ مقدم البرنامج، الإعلامي حمزة البلومي، تعرض لتهديدات وهجوم من قبل بعض الأطراف التي رأت ما قام به تزويرًا للحقائق، ما دفع الإعلاميين التونسيين إلى التضامن معه.
واعتبر الصحافيون أن ما قام به يدخل في إطار عمله الإعلامي. وكتب الإعلامي زياد الهاني "أساند بقوة زميلي حمزة البلومي في مواجهة الحملة المغرضة التي تستهدفه، على خلفية التحقيق الصحافي الذي أجراه فريقه حول ما سمّي "المدرسة القرآنية بالرڤاب. ونحن في انتظار ما ستقوله السلط الأمنية والقضائية حول هذا الملف، وقد أصبحت المخولة وحدها لاستجلاء الحقيقة فيه". وأضاف "حمزة البلومي من شباب المهنة المتميزين والمحترمين، وهو جدير بكل التقدير، هو وكل الذين يعملون مخلصين في قطاعاتهم المختلفة من أجل النهوض ببلادنا درة الأوطان".
كما عبر الإعلامي هشام الحاجي عن تضامنه مع فريق عمل برنامج "الحقائق الأربع"، فكتب "أود ان اعبر عن تضامني مع اسرة تحرير برنامج "الحقائق الأربع" وأن أشير إلى أهمية العمل الذي قام به محمد الشريف حواص الذي تولى إنجاز التحقيق حول مدرسة الرقاب... ومحمد الشريف حواص من أحرص الصحافيين على احترام أخلاقيات المهنة ويتعامل مع مهنته بكل صرامة وجدية وهذا بالنسبة لي عامل إضافي من عوامل إضفاء مصداقية على هذا التحقيق وعلى ما توصل إليه من حقائق". وهو نفس التضامن الذي عبرت عنه الإعلامية إنصاف بوغديري رئيسة التحرير السابقة للبرنامج.
يُذكر أن "الحقائق الأربع" هو برنامج صحافة استقصائية وكثيراً ما كشف حقائق صادمة للتونسيين، فيعتبر من أنجح البرامج التلفزيونية في تونس.
Facebook Post |