تحضيرات نجوم التنس... انطلاق العد العكسي لأميركا المفتوحة

28 يوليو 2018
منافسة نادال وفيدرير ستعود في أميركا المفتوحة (سكوت باربور/Getty)
+ الخط -
قطعنا شوطاً كبيراً في موسم التنس العالمي هذا العام. ومع انتهاء شهر يوليو/تموز بعد عدة أيام واقتراب شهر أغسطس/آب، يبدأ العدّ التنازلي لدى النجوم لبطولة أميركا المفتوحة، آخر دورات الغراند سلام، للموسم الحالي على الأراضي الصلبة، ومعه سنتحدث عن أبرز ما حصل مع النجوم في الفترة الأخيرة، والبطولات التي يتحضرون لخوضها في الأيام القادمة، تمهيداً لانطلاق المنافسة التي يسعى إلى الظفر بلقبها عدة أسماء.

البداية مع متصدر التصنيف العالمي في الوقت الحالي، الإسباني رافائيل نادال، والساعي إلى متابعة تحقيق الألقاب والاقتراب أكثر من الرقم القياسي المسجل باسم منافسه، روجر فيدرير، في عدد الألقاب المحققة في الغراند سلام.

موسم نادال حتى اللحظة لم يكن سيئاً للغاية، بالرغم من أنه كان يطمح إلى تحقيق نتائج أفضل، فقد فاز في 35 مباراة وخسر في ثلاث مناسبات فقط، وبلغت بالتالي نسبة انتصاره 92.11%، وهو رقم عال للغاية.

على مستوى بطولات الغراند سلام، ودّع نادال بطولة أستراليا من ربع النهائي، حين خرج على يد الكرواتي مارين سيليتش، بعدما عانى من إصابة، ليغيب فترة قصيرة ثم يعود بقوة في موسم الملاعب الترابية، الذي حقق خلاله أربعة ألقاب في مونتي كارلو وبرشلونة وروما، ثم ثاني دورات الغراند سلام، في البطولة المحببة إلى قلبه وملكها "رولان غاروس" في فرنسا.

لم يخض بعدها نادال أي مباراة على الملاعب العشبية، مفضلاً الخضوع للراحة والتدرّب فقط، ليدخل بطولة ويمبلدون البريطانية العريقة بقوة، محققاً 5 انتصارات متتالية، قبل أن يصطدم بالعائد بقوة، الصربي نوفاك ديوكوفيتش، في نصف النهائي، ليخوض الطرفان مباراة ماراثونية انتهت لصالح المصنف عاشر عالمياً في نهاية الأمر.

ويتطلع نادال إلى تحقيق اللقب الرابع في بطولة أميركا المفتوحة بعد أعوام 2010 و2013 و2017، حين فاز، في العام الماضي، على حساب الجنوب أفريقي كيفن أندرسون، ومن المحتمل أن يحافظ على اللقب، خاصة أنه في حالة بدنية جيدة ويبدو متحفزاً لذلك، إذ إن الخروج مبكراً سيؤثر بشكلٍ سلبي على عدد نقاطه في الترتيب العام، مع العلم أنه سيخوض منافسات بطولة كندا المفتوحة للماسترز ذات الـ1000 نقطة يوم السادس من أغسطس/آب، والتي ودّعها العام الماضي من الدور الثالث، قبل أن يخوض دورة سينسيناتي الأميركية للماسترز أيضاً، والتي تمتد حتى 19 الشهر عينه، مع العلم أنه خرج، العام الماضي، من دور ربع النهائي.

من رافا ننتقل إلى المصنف الثاني عالمياً، وتحديداً السويسري روجر فيدرير، والذي يعتبر في نظرٍ كثرٍ اللاعب الأفضل في التاريخ.

اللاعب المخضرم، صاحب الـ36 عاماً، فاز في العام الحالي بثلاث بطولات، وحقق 29 انتصاراً مقابل 4 هزائم فقط، وتبلغ نسبة فوزه بالتالي 87.88%.

ويمتلك فيدرير حظوظاً كبيرة في المنافسة على الأراضي الصلبة، كونه يُعتبر من اللاعبين المميزين في مثل هذه الملاعب، فهو حامل لقب بطولة أستراليا المفتوحة، حين هزم في النهائي الكرواتي مارين سيليتش.

يحاول فيدرير في كلّ موسم توفير بعض الطاقة من أجل البطولة الختامية في الغراند سلام، إذ تغيب، كما يعلم الجميع، عن جميع دورات الملاعب الترابية، وحتى فرنسا المفتوحة، من أجل التحضير لويمبلدون التي ودّعها من دور ربع النهائي، وهو حالياً يتحضّر للمشاركة في بطولة سينسيناتي التي لم يشارك فيها الموسم الماضي قبل انطلاق منافسات أميركا المفتوحة يوم 27 أغسطس/آب، والتي يتطلع إلى الظفر بلقبها، للمرة السادسة في مسيرته والأولى منذ عام 2008، إذ لم يفز هناك أبداً طوال 10 سنوات.

من السويسري نحطّ رحالنا للحديث عن النجم الصربي العائد بقوة إلى المنافسات، نوفاك ديوكوفيتش، فبعد معاناة كبيرة، خلال الفترة الماضية، من الإصابة، وغيابه عن الملاعب لعدة فترات بسبب العملية التي خضع لها ثم العودة مجدداً بشكلٍ مبكر، يبدو أن المصنف الأول عالمياً سابقاً قادرٌ على تحقيق الألقاب من جديد.

عاش نولي، في الفترة الماضية، أوقاتاً عصيبة على المستوى النفسي حتى، ولم ينجح حتى الأسطورة أغاسي الذي عمل معه مدرباً في إعادته إلى السكة الصحيحة، لكن مع تعافيه تدريجياً تحسّنت نتائجه.

بعد خيبة أمل صاحب الـ31 عاماً في بطولة أستراليا والخروج من الدور الرابع، بدأت العودة التدريجية تظهر مع انطلاق موسم الملاعب الترابية الذي ودّع أبرز دوراته من ربع النهائي، قبل أن يصل إلى ويمبلدون التي أعادته إلى الواجهة من جديد، حين هزم كيفن أندرسون في النهائي، ليصل إلى الانتصار رقم 25 هذا العام مقابل 9 هزائم، بنسبة فوز بلغت 73.53%.
وفي جولة سريعة على بقية اللاعبين المرشحين للقب، يسعى الألماني الشاب ألكسندر زفيريف إلى تقديم مستوى مميز والاقتراب من وصافة لاعبي التنس، إذ يحتل في الوقت الحالي المرتبة الثالثة، وكان أبرز إنجاز له في مسيرته في الدورات الكبرى الوصول إلى ربع نهائي فرنسا المفتوحة في 2018، بالتالي هو يطمح إلى تجاوز الدور الثاني في أميركا المفتوحة، والذي يعتبر أفضل ما وصل إليه هناك.

من جانبٍ آخر، فإن الجنوب أفريقي كيفن أندرسون بات، في الفترة الأخيرة، من أفضل اللاعبين على الساحة العالمية، إذ يحتل في الوقت الراهن المركز الرابع بين المحترفين، وهو الذي يبلغ من العمر 31 عاماً.

ويحلم أندرسون، صاحب الخبرة، بالوصول إلى نهائي أميركا المفتوحة مثل العام الماضي، حين خسر أمام نادال في النهائي، وهو الذي بلغ نهائي بطولة ويمبلدون هذا العام وخسرها أمام ديوكوفيتش.
المساهمون