تحركات دولية لإعادة توطين اللاجئين واحتجاجات في المخيمات

30 مارس 2016
خطوات إلى الأمام لتطبيق الاتفاق الأوروبي التركي(Getty)
+ الخط -


تُسارع تركيا الخطى لتطبيق الاتفاق التركي الأوروبي المتعلق باللاجئين، وبينما تعمل جامعة بهجشهير التركية على إقامة مشروع لتعليم 300 ألف طفل سوري اللغة التركية، قالت جمعية الهلال الأحمر إنها تنكب على إنشاء مخيم جديد بسعة 5 آلاف شخص لإيواء اللاجئين والمهاجرين الذين سيقوم الاتحاد الأوروبي بإعادتهم إلى تركيا وفق الاتفاق المبرم بين الجانبين.

وفي إطار سياسيات الدمج الجديدة للاجئين السوريين في تركيا، أكدت الأستاذة "أولوج سوناتا" رئيسة مركز دراسات الهجرة في جامعة بهجشهير التركية، بأن الجامعة تسعى لإقامة دورات تعليم اللغة التركية لـ300 ألف طفل من اللاجئين السوريين، وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم والبلديات، ومنظمات مجتمع مدنية.

وأضافت سوناتا بأن "تعلم اللغة التركية أمر لا يمكن الاستغناء عنه في مسألة اندماج اللاجئين في تركيا، كما نرغب في جعل التركية اللغة الثانية للأطفال اللاجئين إلى جانب لغتهم الأم العربية"، مشيرة إلى أن الجامعة بدأت تنظم دورات للمعلمين المزمع أن يتولوا مهمة تعليم أطفال اللاجئين السوريين، والتي ستبدأ في أشهر الصيف بإعطاء دورات لأطفال العائلات المقيمة في المدن وليس المخيمات.

وأكدت سوناتا أن تعلم اللاجئين للغة التركية سيتيح لهم القيام بأنشطتهم التعليمية والاجتماعية، مضيفةً "حتى وإن انتهت الحرب في سورية فإن 50 بالمائة منهم على الأقل لن يعودوا إلى بلادهم، كما أن بعضهم بدأ يعتبر تركيا وطناً له، لذلك يمكن أن نواجه مشاكل خطيرة مستقبلاً إذا لم نقم بتعليمهم وإدماجهم في المجتمع".

في غضون ذلك، أكد كرم قنينك نائب رئيس جمعية الهلال الأحمر التركي، بأن الجمعية تعمل على إنشاء مخيم جديد في ولاية مانيسا(غرب البلاد) يتسع لخمسة آلاف شخص، بهدف استضافة وتوفير الاحتياجات الإنسانية للاجئين والمهاجرين الذين ستتم إعادتهم من الاتحاد الأوروبي إلى تركيا وفق الاتفاق المبرم بين الجانبين. وأشار قنينك إلى أنه هناك 22 مخيماً في تركيا يقطنها 250 ألف لاجئ سوري، وأن الهلال الأحمر التركي قدم لهم 310 ملايين ليرة تركية (أكثر من مليون دولار) عبر تعبئتها في أرصدة بطاقات إلكترونية خصصتها الجمعية للاجئين، موضحاً أنهم يواصلون تقديم الدعم للاجئين الذين لا يعيشون في المخيمات أيضاً، حيث تم مؤخراً افتتاح مراكز اجتماعية لحل مشاكل اللاجئين بخصوص الاندماج في المجتمع.

في المقابل، أمضى المهاجرون الذين لم يغادروا مُخيماً مؤقتاً اليوم على الحدود اليونانية في خيام على خط السكك الحديدية؛ احتجاجاً على غلق الحدود مع مقدونيا.

ويقطع المهاجرون الخط منذ 12 يوماً ومنعوا حركة القطارات عبر الحدود ذهاباً وإياباً. وتأججت مشاعر الارتباك والإحباط بين المقيمين في المخيم؛ إذ لا يعرفون ما هي خطوتهم التالية، ويرفض كثيرون التوجه لمراكز استقبال رسمية أقامتها الحكومة؛ بعد أن قال آخرون عادوا منها إنها ليست أفضل كثيراً من المخيم المؤقت على الحدود.

كما يخشون أن ترفض السلطات اليونانية السماح لهم بمغادرة مراكز الاستقبال إذا ذهبوا إليها.

ويعمل الاتحاد الأوروبي على برنامج لنقل المهاجرين بحيث يجري توزيع عدد معين من المهاجرين على دول أوروبية أخرى، ولكن المقيمين في المخيم يقولون إنه لا تتوافر معلومات تُذكر عن كيفية التقديم في البرنامج.

وفي هذا السياق، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كل الدول اليوم الأربعاء على التعهد بسبل قانونية جديدة وإضافية لقبول اللاجئين السوريين مثل إعادة التوطين أو القبول لأسباب إنسانية، أو لم شمل الأسر فضلاً عن إتاحة فرص العمل أو الدراسة.

وكانت إيطاليا والسويد ضمن عدد قليل جداً من الدول التي قدمت تعهدات جديدة ملموسة بإعادة توطين لاجئين؛ فتعهدت إيطاليا بزيادة سنوية بنحو 1500 في عدد من تستقبلهم من اللاجئين في حين تعهدت السويد بزيادة سنوية قدرها ثلاثة آلاف لاجئ لكن لن يكون جميعهم سوريين.

ويقضي الاتفاق التركي الأوروبي، بشأن اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، بإعادة كافة العابرين إلى الجزر اليونانية بطرق غير شرعية من الأراضي التركية، اعتباراً من الأحد 20 مارس/ آذار2016 إلى تركيا، على أن تبدأ الأخيرة اعتباراً من 4 أبريل/نيسان القادم، تسليم الاتحاد الأوروبي لاجئاً سورياً مقابل كل مهاجر غير قانوني يتم إعادته إليها. ​

دلالات
المساهمون