تحركات دبلوماسية سودانية لحل الأزمة الليبية

10 نوفمبر 2014
كرتي في اجتماع لجامعة الدول العربية (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

تنشط الخرطوم في جهود دبلوماسية، بهدف جمع الفرقاء الليبيين على طاولة المفاوضات، لإنهاء الأزمة المتفاقمة في ليبيا. وتمثلت هذه الجهود في اللقاءات التي عقدها وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، في ليبيا، لبحث قضايا السلام مع الأطراف الليبية في طرابلس وطبرق.

وعلم "العربي الجديد" أن "الخرطوم تخطط لعقد جلسة مفاوضات إجرائية بين الفرقاء الليبيين في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. وعقد وزير الخارجية علي كرتي الاثنين، سلسلة لقاءات مع نظيره الليبي، محمد عبدالعزيز، إلى جانب رئيس البرلمان، عقيلة صالح، في محاولة لإقناع الأطراف المختلفة ببدء عملية الحوار.

وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية، يوسف الكردفاني، لـ"العربي الجديد" إن "زيارة الوزير السوداني إلي ليبيا جاءت بهدف الالتقاء بالفرقاء الليبيين في كل من طبرق وطرابلس، للوقوف على الأوضاع، وتلمس وجهات النظر المختلفة، تمهيداً للدور الذي ستلعبه الخرطوم في تقريب شقة الخلاف بين أطراف النزاع، وتهيئة الأجواء الملائمة للحوار الوطني".

وسبق أن أعلنت الخرطوم رغبتها التوسط بين الفرقاء الليبيين، واعتبرت نفسها الأنسب للعب ذلك الدور، باعتبارها تقف على مسافة واحدة من الأطراف المختلفة.

وأبلغت مصادر "العربي الجديد" بأن "الخطوة التي تمت من قبل وزير الخارجية اليوم والتي تستبق اجتماع دول الجوار الليبي، الذي يعقد في الخرطوم الشهر الجاري، تمت بتنسيق كامل مع الجهات الإقليمية، بينها مصر والجزائر، إلى جانب قوى دولية نافذة، وذلك لإقناع الأطراف الليبية المختلفة بالحوار ضمن منظومة الاجتماع الموسع الخاص بدول الجوار الليبي".

ورأى مراقبون أن التحرك السوداني لاحتواء الأزمة الليبية جاء بعد تجاوز الفتور في علاقات ليبيا مع مصر والسعودية، ونوعاً ما الإمارات، إلى جانب تجاوز الشكوك والاتهامات التي ظلت توجه للحكومة السودانية بدعم أحد الفصائل المقاتلة في ليبيا. هذا فضلاً عن تأثر الأمن القومي السوداني بما يجري في طرابلس. واعتبروا أن للخرطوم علاقات جيدة بالجماعات المسلحة صاحبة الخلفيات الإسلامية، الأمر الذي يمكنها ضمن قوى إقليمية على لعب دور الوساطة.

وقال المحلل السياسي والأكاديمي البروفيسور الطيب زين العابدين لـ"العربي الجديد" إن "زيارة وزير الخارجية علي كرتي إلى ليبيا اليوم تشير إلى أن القضية هناك وصلت مراحل متقدمة"، مستطرداً أن وصول "الوزير إلى طبرق التي يوجد فيها أكبر قوة مسلحة من دون أي تمهيد أو وساطة، خصوصاً مصر، هو مخاطرة، لا سيما أن رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني نفسه ليست لديه سلطة على تلك القوات"، مضيفاً "أنها جرأة من الرجل، وتؤكد أن هناك استعدادا من قبل الفرقاء الليبيين للحوار".

ولكنه أكد أن الخرطوم وحدها لا تستطيع أن تلعب دوراً في الوساطة، الأمر الذي يشير إلى أن زيارة كرتي خطوة في اتجاه جمع الفرقاء الليبيين مع بعض دول الجوار لحلّ الأزمة.