حذر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، اليوم السبت، من الأخطار المترتبة عن استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مخططاتها الاستيطانية الاستعمارية، بعد الكشف عن مخطط استيطاني كبير يهدف لبناء منشآت تجارية وسكنية في منطقة جنوب محافظة الخليل، من بينها مراكز صناعية، ومركز طبي، ووحدات سكنية.
وقال المكتب الوطني الفلسطيني في تقرير أسبوعي صادر عنه، إن "المشروع الاستيطاني في جنوب الخليل يهدف بمجمله إلى الاستيلاء على مئات الدونمات من أراضي المواطنين وطمس معالم ما يسمى الخط الأخضر عبر توسيع الاستيطان جنوب المحافظة في المناطق المحاذية لجدار الفصل العنصري داخل الأراضي المحتلة عام 1948".
كما يخطط الاحتلال لبناء منطقة صناعية قرب معبر "ترقوميا" جنوب الخليل وإقامة مجمع تجاري في مستوطنة "تيناعوماريم" قرب بلدة الرماضين جنوب الخليل، حيث تتم عمليات تجريف لأراضي المواطنين الفلسطينيين منذ أسابيع في تلك المنطقة.
وحذر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض من سعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى تنفيذ مخطط استيطاني جنوب بيت لحم يهدد آلاف الدونمات بالمصادرة ويستهدف موقعا جبليا كبيرا وشاهقا يدعى خلة النحلة يقع بين قرى أرطاس ووادي رحال والخضر وتبلغ مساحته نحو 1700 دونم على الأقل، ويعود لمواطنين من القرى الثلاث إضافة إلى مواطنين فلسطينيين من مدينة بيت لحم ومخيمي الدهيشة وعايدة، وهو مزروع بأشجار الزيتون والعنب واللوزيات والأشجار الحرجية منذ عشرات السنين.
وتعتبر هذه المنطقة حلقة وصل بين قرى جنوب بيت لحم مع بعضها البعض من جهة، ومع مدينة بيت لحم من جهة أخرى.
وحسب المخطط الاستيطاني الجديد الذي تم الكشف عنه، فإنه "سيتم بداية إقامة 800 وحدة استيطانية، تتبعها إقامة أكثر من 1700 وحدة أخرى ليصبح إجمالي هذه الوحدات 2500 وحدة".
ويتضمن هذا أيضا تعديل مسار جدار الفصل العنصري المقام في الجهة الشرقية والجنوبية من بيت لحم، ما سيعزل نحو 10 آلاف دونم إضافية خلفه، وسيزيد من طول الجدار ما بين 8 و10 كيلومترات ليرتفع امتداد الجدار حول بيت لحم من نحو 82 كيلومترا الآن إلى 92 كيلومتراً.
ومن شأن تنفيذ هذا المخطط توسيع منطقة مستوطنة "افرات" وموقع يطلق عليه اسم "تل عيتم" الواقع شرقي المستوطنة، ومصادرة أراضٍ جديدة بعد الإعلان عنها أنها "أراضي دولة".
ولفت المكتب الوطني إلى تصريحات وزير البناء والإسكان الإسرائيلي، يوآف غالانت، بأن الكتلة الاستيطانية "غوش عتسيون" سوف تستوعب نحو نصف مليون مستوطن خلال عقد من الزمان.
وأكد غالانت مساعي إسرائيل إلى البناء في المنطقة، وتقديم المساعدة لمن يستوطنها وأن وزارته تعمل على عدة مشاريع مختلفة في المنطقة، تم التوقيع على بعضها أخيرا، وذلك أثناء زيارته لمستوطنتي، "غوش عتصيون و"تكوع" المقامتين على أراضي الفلسطينيين جنوبي الضفة الغربية.
والى الغرب من رام الله، لفت المكتب الوطني الفلسطيني إلى مصادقة ما تسمى "اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء" في اللواء الأوسط التابع لإدارة التخطيط الإسرائيلية، على مخطط بناء 4200 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "موديعين" المقامة على أراضي الفلسطينيين وقررت اللجنة المذكورة منح "الجمهور" مهلة 60 يوماً لتقديم الاعتراضات التي ستبحثها بعد انتهاء المهلة المذكورة.
وتشمل الخطة الموضوعة من بلدية "موديعين" 1050 وحدة استيطانية صغيرة معدة للأزواج الشباب ومناطق تجارية وصناعية بمساحة 23 ألف متر مربع، علما بأن الخطة بكاملها ستنفذ على مساحة 1140 دونما.
كما قامت سلطات الاحتلال بالإعلان عن مصادرة 221 دونما من أراضي بلدة سلواد الواقعة شمال شرق مدينة رام الله التي تعود لمواطني البلدة الذين يمتلكون وثائق قانونية مسجلة بطابو تثبت ملكيتهم لتلك الأراضي، والتي تنوي سلطات الاحتلال وضع اليد عليها بغية توسيع المستوطنات غير الشرعية المقامة على أراضي سلواد.
في سياق آخر، دان المكتب الوطني للدفاع عن الأرض الحرب الإسرائيلية الشاملة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها المختلفة على القدس ومقدساتها، ومنها قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إغلاق وهدم مدرسة الخان الأحمر الأساسية، في التجمعات البدوية المقامة شرق القدس، بحجة أن المدرسة تقع في مناطق C التي تسيطر عليها قوات الاحتلال.
وأكد المكتب الوطني أن هذا القرار التعسفي يأتي في إطار الهجمة الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال ضد التجمعات البدوية وذلك بهدف تدميرها وتهجير سكانها من أجل السيطرة على تلك الأراضي والمناطق لصالح الاستيطان والمستوطنين.
كما ندد المكتب الوطني بقيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي وما تسمى بـ"إدارة أراضي إسرائيل"، وبالتعاون مع الشركة الاقتصادية لتطوير مستوطنة "معاليه أدوميم" بنشر أربع مناقصات مختلفة لبناء فندق ومناطق تجارية، ومنطقة لتصنيع المحركات، ومكاتب في المستوطنة.