وقال المدير الطبي لبرنامج مساندة الطفل في "مركز السدرة للطب" عضو "مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع" نديم جيلاني إنّ "الأطفال المهمشين الذين يواجهون بالفعل شكلاً من أشكال سوء المعاملة أو الاعتداء أكثر عُرضة بشكل خاص في هذه الآونة، لأنّ المتدخلين المحتملين مثل معلمي المدارس ممن يوفرون لهم العناية في المؤسسات التعليمية ليس لديهم نفس القدر من التفاعل معهم".
ويهدف برنامج الدفاع عن حقوق الأطفال في "مركز سدرة للطب" إلى المساعدة في منع الإساءة ودعم الأطفال الذين يتعرضون لأيّ شكل من أشكال الإساءة، بما في ذلك المتابعة المستمرة والصارمة مع أولئك الذين يُعرف أنّهم تعرضوا لسوء المعاملة في الماضي.
وأضاف جيلاني، في بيان أصدرته "مؤسسة قطر" اليوم الأحد: "نحاول تشجيع الأهل على الانخراط في أنشطة ترفيهية مع أطفالهم وإبقائهم مشغولين، لتجنب الشعور المفرط بالملل والإحباط الذي يسبب التوتر في الأسر، لكنّ التحديات الجديدة آتية بالتأكيد، ونتعاون مع المؤسسات المحلية مثل مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي - أمان، ونتطلع إلى المنظمات والوكالات الدولية مثل الجمعية الدولية لمنع إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم للحصول على المشورة والبروتوكولات حول كيفية التعامل مع هذا الوضع الاستثنائي".
وتثير جائحة كورونا وتداعياتها أيضاً السؤال عما يحدث للأطفال الذين يتم تشخيص مقدمي الرعاية الأساسيين لهم بهذا الفيروس، مما قد يترك الضحايا من الأطفال المُعرضين لإساءة المعاملة من دون حماية، أو في رعاية المسيئين لهم. وبالرغم من أنّ دولة قطر لم تشهد إلّا عدداً قليلاً من هذه الحالات حتى الآن، يُسارع "مركز أمان" غالباً إلى احتضان الأطفال المهمشين تحت رعايته، ويتعامل مع أيّ من هذه الحالات بالتعاون مع "مركز السدرة للطب".
وشجّع جيلاني مقدمي الرعاية والمعلمين وأقران الأطفال على توخي الحذر من علامات سوء المعاملة، سواء من خلال التغيرات في السلوك أو الإصابات الظاهرة، أو حالة الخوف العامة بين الأطفال والمراهقين.
كذلك، نصح الوالدين بتوخّي الحذر ومراقبة نشاط الأطفال على شبكة الإنترنت، إذ من المحتمل أن يقضوا فترات أطول بكثير عبر الشبكة بسبب نقص التفاعل الحقيقي وأنشطة التعليم بالمدارس.
ولفت جيلاني إلى أنّ ذلك يؤدي إلى ظهور أنماط جديدة للإساءة مثل الاستمالة والسلوك العدواني وحتى الاعتداء الجنسي، مؤكداً أهمية إجراء حوارات صادقة مع الأطفال والمراهقين حول مخاطر استخدام الإنترنت.