وناشدت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، اليوم الأحد، المنظمات الدولية والحقوقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمجتمع الدولي، "التدخل لحماية الأسرى من القتل داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي من خلال التعذيب والإهمال الطبي، داعية إلى إنقاذ حياة الأسير سامر العربيد".
وأشارت الكيلة، في تصريحات، إلى أنّ "المعلومات التي ترددت من داخل سجون الاحتلال خطيرة للغاية، وتفيد بتعرض الأسير سامر العربيد للتعذيب الشديد، ما أدى لدخوله في حالة صحية حرجة".
وأوضحت أنّ ما حصلت عليه من معلومات من "مؤسسة الضمير" حول الوضع الصحي للأسير العربيد تفيد بتحويله، يوم الجمعة، من مركز تحقيق المسكوبية إلى "مستشفى هداسا- جبل الزيتون" في القدس المحتلة بوضع حرج، إذ تبين إصابته بفشل كلوي، إضافة إلى إصابات وكدمات في أنحاء متفرقة من جسده، وكسور في أضلاع صدره، نتيجة التعذيب الشديد الذي تعرض له.
وقالت الكيلة: "على المجتمع الدولي التدخل العاجل والفوري لإنقاذ الأسير من القتل الممنهج الذي تمارسه سلطات الاحتلال، إضافة إلى حماية بقية الأسرى، خصوصاً المرضى منهم، محملة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير العربيد".
Facebook Post |
وكانت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية، قد حذرت من "جريمة حقيقية قد ترتكب بحق الأسير سامر، خصوصاً أنّ كل الدلائل تشير إلى أنّ هناك ممارسات عقابية انتقامية، واعتداءات وحشية متواصلة يتعرض لها منذ اعتقاله".
وحمّلت الهيئة، في بيان، وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد"، اليوم الأحد، سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن صحة وحياة الأسير، والذي دخل مستشفى "هداسا"، الجمعة، بحالة صحية حرجة وخطيرة نتيجة التعذيب والضرب المبرح على أيدي المحققين.
وقالت الهيئة إنّ "الوضع الصحي للأسير عربيد صعب للغاية، ولا يسمح الاحتلال لأحد بزيارته أو الحديث معه"، مشيرة إلى أنّه "تعرض للتعذيب الجسدي القاسي، وذلك بعد أن أخذت مخابرات الاحتلال الإسرائيلية الإذن من المحكمة العليا الإسرائيلية باعتبار أن الأسير سامر قنبلة موقوتة".
ولفتت الهيئة إلى أنّه ووفقاً لمتابعات مؤسسة "الضمير لرعاية الأسير" فإنّ عربيد تعرض للضرب المبرح من قبل القوات الخاصة الإسرائيلية لحظة اعتقاله، الأربعاء الماضي، كما تعرض للتنكيل والتعذيب على أيدي المحققين الذين استصدروا قراراً من المحكمة الإسرائيلية بإجراء أساليب استثنائية في التحقيق مع الأسير أدت إلى دخوله في غيبوبة.
وبحسب المؤسسة، فإنّ الأسير العربيد أُصيب بكسور في القفص الصدري ورضوض، بينما آثار الضرب في أنحاء جسده نتج عنها فشل كلوي، مشيرة إلى أنّه عند وصوله للمستشفى كان فاقداً للوعي.
مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الانسانSaturday, 28 September 2019" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
وفي السياق، حذر القيادي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ومسؤول ملف الأسرى فيها علام الكعبي، من أن يكون الإعلان الإسرائيلي حول حياة الأسير العربيد، بمثابة دلالة على أنّ الاحتلال يسعى لارتكاب جريمة إعدام بحقه.
وقال الكعبي، في تصريح، تعقيباً على ما تداولته وسائل الإعلام العبرية حول وضع الأسير العربيد، "إنّ ما يتم تسريبه إنما يأتي في إطار تهيئة الأجواء لاستقبال خبر ارتقائه شهيداً في أقبية التحقيق، ودلالة واضحة على أنّ قرار إعدامه قد صدر بالفعل، مما يُسمى بمحكمة العدل الإسرائيلي العليا لرجالات جهاز المخابرات الإسرائيلية (الشاباك)، الذين فشلوا في انتزاع أي اعتراف من الرفيق البطل سامر الذي سجل حالة صمود منقطعة النظير أمام الأدوات الإجرامية لجهاز المخابرات الإسرائيلية".
وحمّل الكعبي الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن حياة العربيد، داعياً للكشف الفوري عمّا جرى ويجري بحق الأسير، والسماح فوراً للأطباء الفلسطينيين بمعاينته.
ودعا "الشعب الفلسطيني البطل للتحرك العاجل لإنقاذ حياة الأسير سامر قبل فوات الأوان، من خلال النزول الفوري للاشتباك مع قوات الاحتلال على الحواجز ونقاط التماس انتصاراً لرفيقنا الصامد البطل"، مطالباً المؤسسات الدولية بـ"ضرورة الوقوف أمام مسؤولياتها والتحرك العاجل لإنقاذ حياة الأسير سامر وضمان إطلاق سراحه".
وزعمت وسائل إعلام عبرية أنّ جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" قد كشف هوية منفذي عملية "عين بوبين" التي قتلت فيها مستوطنة إسرائيلية، الشهر الماضي، فيما ادعى "الشاباك" أنّ الأسير العربيد أحد أفراد الخلية التي نفذت العملية، حيث تنتمي الخلية لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".
وذكرت صحيفة "هآرتس"، أنّ "الشاباك" حصل على "تصريح قانوني"، يتيح استخدام أساليب تحقيق "استثنائية" مع الأسير العربيد، وتعرض خلالها للضرب والتعذيب الشديدين.