تحدّيات قديمة وجديدة أمام الإعلام التونسي

01 يناير 2019
شهد العام الماضي عدّة تحركات لإعلاميي تونس(شادلي بن ابراهيم/NurPhoto)
+ الخط -
كان عام 2018 حافلاً لإعلاميي تونس، تخلّله تحرّكات للصحافيين، واستفحال الأزمة الماليّة التي يعانون منها. ولكن ما هي انتظارات وأماني صحافيي تونس خلال عام 2019 المقبل، والذي سيكون عاماً انتخابياً في البلاد؟ وأي دورٍ للإعلام في هذا المخاض السياسي؟ 

في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، تقول الإعلامية فوزية الغيلوفي، وهي عضوة المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، إنّ هناك انتظارات عديدة من سنة 2019، قائلةً "نرجو أن تكون سنة إنجازات جديدة في قطاع الإعلام وأن تُنفذ كل القرارات الحكومية التي لم تنجز سنة 2018، فهناك تحديات كبيرة تنتظرنا بخصوص توقيع اتفاقية مشتركة لقطاع الصحافة والتي انتهينا تقريباً من إعدادها، وستكون ضمانة كبيرة للقطاع".
وتُعبّر عن أملها بتراجع الاعتداءات على الصحافيين وأن يحترم الجميع خصوصية العمل الصحافي، خصوصاً أنّ سنة 2019 ستشهد انتخابات رئاسية وتشريعية مما يستدعي حضورًا أكثر للصحافيين في التجمعات الانتخابية.
وتوضح أنّ هناك تحدٍ كبير ستعيشه النقابة الوطنية للصحافيين خلال العام، إذ ستتولى تنظيم مؤتمر الاتحاد الدولي للصحافيين وهي المرة الأولى التي يحتضن فيها بلد عربي هذا المؤتمر، آملةً الحفاظ على حرية الصحافة، المكسب الأكبر للثورة التونسية".

من جهته، يقول الإعلامي المختصّ في الشؤون السياسية، سامي العرفاوي، إنّ "سنة 2019 مفصلية ومهمة في تاريخ تونس وبالتالي في تاريخ الإعلام التونسي. فستكون كل العيون مركزة عليه لما له من دور هام في الحراك السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تعرفه تونس والذي سيزداد خلال الانتخابات التي يُتوقّع أن تشهد تنافساً شديداً بين كل الأطراف السياسية".
ويرى أنّ "الإعلام التونسي أمام امتحان كبير هو امتحان المهنية والاستقلالية والبعد عن المال الفاسد والمال السياسي حتى يؤدي دوره بالشكل المطلوب"، راجياً أن "يوفق الإعلام التونسي في كسب هذا التحدي الصعب الذي سيشكل عامل ضغط على عمل الإعلاميين حتى يحافظوا على المكاسب التي حققوها وتغيير الصورة النمطية التي يحملها بعض التونسيين على إعلامهم إذ يرونه مضلّاً في بعض الأحيان وهي صورة خاطئة على الإعلاميين التونسيين العمل على تجاوزها وإبراز الجوانب النيرة في الإعلام التونسي الذي يعتبر عماد الديمقراطية التونسية الناشئة".

وترى الإعلامية حنان الفتوحي، وهي مقدمة برامج حوارية سياسية، أنّ "القطاع يمر بفترة من أصعب الفترات التي شهدها منذ الثورة التونسية رغم مناخ الحرية والتعددية، فالإعلام التونسي على مستوى المضامين لم يرتقِ إلى مستوى طرح القضايا الحقيقية الكبرى في البلاد ولعب دوره في الضغط وتوجيه الرأي العام نحو استحقاقات البلاد الاقتصادية والاجتماعية وتقديم نقاشات في المضامين والرؤى المختلفة".
وتعتبر الفتوحي أنّ "الإعلام العمومي (الرسمي) لم يتقدم قيد أنملة في برنامجه الإصلاحي على صعيدَي الهيكل والمضمون"، مضيفةً "لا بد من تهيئة المناخ الإعلامي للعب دوره في المرحلة الانتخابية من خلال تطوير وتسريع برنامج إصلاح مؤسستي الإذاعة والتلفزيون (مؤسسات رسمية) ومراجعة بعض التعيينات فى الخطط الحساسة، كما يجب في سنة 2019 إرساء قانون جديد للإعلام السمعي البصري وإعادة انتخاب هيئة مستقلة تلعب دورها في التقييم والتعديل. كما يجب تسوية وضعية المؤسسات الإعلامية المصادرة (دار الصباح وإذاعتا "شمس إف إم" و"الزيتونة") حتى تبقى في منأى عن التجاذبات السياسية والضغوطات من قبل لوبيات المال الفاسد".
وتدعو إلى توفير مناخ إعلامي سليم يساعد على خوض هذه الانتخابات في إطار من الشفافية والإنصاف بين كل الأطراف السياسية.

أما الإعلامي الثقافي محمد رمزي المنصوري، فيقول إنّ "تونس تعرف ما بعد الثورة حركةً ثقافية أهمّ سماتها حرية الإبداع رغم بعض الانتكاسات الظرفية مثلما حصل سنة 2018 في أيام قرطاج المسرحية، لكن أعتقد أن سنة 2019 ستكون سنة الإعلام الثقافي باعتبار أنّ تونس ستحتضن العديد من الظاهرات الثقافية بعد أن تمّ اختيارها لتكون عاصمة للثقافة والتراث الإسلامي، وهو حدث سيخلق حركة في المجال الإعلامي والثقافي.
ويعتبر أنّ الإعلام الثقافي كما الإعلام التونسي سيكون مطالباً بالدفاع عن أبرز مكتسبات الثورة التونسية وهي حرية التعبير.
المساهمون