تحديات وأزمات اقتصادية قاسية سببها تأجيل أولمبياد طوكيو

24 مارس 2020
تأجيل الأولمبياد شكل تحديات قاسية للجميع (Getty)
+ الخط -
أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية واليابان رسمياً، الثلاثاء، إرجاء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة هذا العام في طوكيو، بعد مطالب متزايدة بذلك من الرياضيين، في سابقة خارج زمن الحرب، يرجح أن تسبب تداعيات اقتصادية هائلة بعد أعوام التحضير، بل أسهم القرار بأزمات قاسية للمنظمين.


حقوق البث التلفزيوني..وبطولات مكثفة
إقامة الأولمبياد في صيف 2021 كما تقرر رسمياً، شكل كابوساً بالنسبة إلى الرياضيين ومالكي حقوق البث التلفزيوني، نظراً لأن هذا العام يتضمن أساساً مواعيد رياضية عدة تتعارض أولاً مع بطولة العالم لألعاب القوى المقررة في الولايات المتحدة في شهر آب/أغسطس، والتي بدت مهددة فعلياً لتعديل موعدها.

كما من المقرر إقامة بطولة العالم للسباحة في اليابان بين 16 تموز/يوليو والأول من آب/أغسطس 2021، إضافة إلى أن بطولتي كأس أوروبا وكوبا أميركا لكرة القدم كانتا مقررتين في صيف 2020، أرجئتا الى صيف العام المقبل على خلفية تفشي فيروس كورونا.


الملاعب والمنشآت
ستقام الألعاب في 43 منشأة أولمبية، بعضها مؤقت وبعضها بني خصيصاً للحدث، والآخر سيعاد استخدامه لأغراض مختلفة بعد الدورة، وكلها ستواجه تحديات صعبة في حال التأجيل.

وسلطت اللجنة الدولية الضوء على هذه المسألة، وحذرت من أن عدداً من المنشآت التي تحتاج إليها للألعاب قد لا يكون متاحاً بحال التأجيل. على سبيل المثال، من المقرر أن تتحول إحدى نقاط بيع التذاكر الرئيسية للملعب الأولمبي الجديد، الذي يتسع لـ68 ألف مشجع، إلى مكان لإقامة "فعاليات ثقافية ورياضية" عند انتهاء الأولمبياد. لذلك سيتحتم نقل أي حدث مقرر فيها، إلى مكان آخر بحال تزامَن مع موعد جديد للألعاب.

ولا يقتصر الأمر على المنشآت الرياضية، إذ حجز المنظمون مركز معارض ضخم في طوكيو لتحويله إلى المركز الصحافي، الذي يتوقع أن يستخدمه الآلاف خلال تغطيتهم الحدث العالمي. ويعتبر مركز "بيغ سايت" من الأضخم في آسيا، ويستضيف مؤتمرات وفعاليات كبيرة، وعادة ما يكون محجوزاً قبل أشهر. وسيكون تعديل موعد حجزه من أجل الألعاب الأولمبية، أو إقناع من سبق لهم حجزه بالانتقال إلى مكان آخر (بحال تعارض الموعدين)، تحدياً كبيراً للمنظمين بحسب "فرانس برس".

القرية الأولمبية والفنادق
تدور أسئلة كثيرة حول مصير القرية الأولمبية المقامة على عقارات فارهة، مطلة على خليج طوكيو وناطحات السحاب وجسر "قوس قزح" الشهير. تضم القرية 21 مبنى مؤلفاً من 14 إلى 18 طابق، بسعة إجمالية تبلغ 18 ألف سرير خلال الألعاب الأولمبية وثمانية آلاف للألعاب البارالمبية. وكان المخطط يقتضي إعادة تأهيل القرية وتحويلها إلى آلاف الشقق الخاصة الفخمة وعرضها للبيع أو الإيجار.

وطُرحت الدفعة الأولى، المؤلفة من 940 شقة، للبيع، بداية صيف العام 2019، وقد تم بيع القسم الأكبر منها، بحسب ما تفيد التقارير الصحافية اليابانية. وبحال تأجيل الألعاب، سيضطر المنظمون لتأجيل أعمال التأهيل، وتالياً تأخير تسليم الشقق للشراة الذين سبق لهم توقيع العقود.

ومن بين التحديات "الكثيرة" التي ذكرتها اللجنة الدولية حجوزات الفنادق التي كلفت الملايين والتي سيكون من الصعب جداً معالجتها. وقبل تفشي فيروس كورونا المستجد، ساد قلق في اليابان من عدم توافر غرف كافية في الفنادق للذين سيحضرون لمتابعة الألعاب، وتم اقتراح رسو سفينة سياحية واستخدامها كفندق عائم.

لكن يبدو أن هذه الفكرة باتت مستبعدة، لا سيما بعد تسجيل إصابة أكثر من 600 شخص على متن سفينة "دايموند برينسس" السياحية بفيروس "كوفيد-19"، ووضع أكثر من ثلاثة آلاف شخص في الحجر الصحي على متنها لأسابيع عدة.

وفعلاً تم حجز العديد من الغرف الفندقية قبل أشهر عديدة، حيث دفع الكثيرون مبالغ طائلة كدفعة أولى قد يخسرونها، إضافة إلى اضطرارهم لإعادة الحجز مجدداً في حال تم إرجاء الألعاب. وسيواجه القطاع الفندقي أزمة كبيرة في حال أرجئ الأولمبياد، علماً أنه يعاني أصلاً من تراجع الحجوزات بسبب الانخفاض الحاد في أعداد السياح على خلفية تفشي فيروس "كوفيد-19"، الذي أودى بحياة أكثر من 15 ألف شخص، وتسبب بفرض قيود واسعة على حركة التنقل والسفر.

ومن بين الحلول المطروحة، اتخاذ قرار إقامة الأولمبياد في فترة غير الصيف، فهي قد تحل معضلة شكلت مصدر قلق كبير في دورة طوكيو، وهي الطقس الحار الذي تشهده البلاد في هذا الفصل. وقد يتيح ذلك إعادة سباق الماراتون إلى العاصمة اليابانية، بعدما تم نقله إلى مدينة سابورو الشمالية ذات الطقس الأكثر اعتدالاً، خوفاً من تأثير الحر الشديد والرطوبة العالية.

في المقابل منح قرار التأجيل الاتحادات الرياضية حول العالم الوقت للتحضير للدورات التأهيلية والتصفيات، وهي مشكلة كانت مصدر قلق للعديد من الرياضيين كونهم غير قادرين على التدرب في ظروف طبيعية.

المساهمون