ومن أبرز المرشحين، إن لم يكن الوحيد حتى الآن، لتولّي هذه المهمة، هو الموريتاني اسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي يتردد اسمه بقوة، لتمتعه بخبرة تصل إلى 30 عاماً في العمل مع الأمم المتحدة في افريقيا والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
كما أن اليمن ليست غريبة عليه، إذ سبق أن عمل فيها منسقاً مقيماً للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي. ومن اللافت أن ولد الشيخ أحمد، يعرب دائماً عن شعوره بالسعادة عندما يعمل في أوساط اليمنيين، مفاخراً بكونه موريتانياً من أصول يمنية.
وسبق أن تزامن وجود ولد الشيخ أحمد في اليمن، مع انطلاق الحوار الوطني اليمني، الذي أشرف عليه بنعمر، ملقياً محاضرات عدة فيه، ومشاركاً في نقاشات عدة لاستنباط الحلول للأزمة اليمنية. وكان ولد الشيخ أحمد، قد حذّر منذ البداية بأن الفترة المُتاحة للحوار الوطني لن تحلّ كل مشاكل اليمن.
اقرأ أيضاً: عدن لا يليق بها التدمير
ويتبنّى خَلَف بنعمر، حلولاً عملية للمشكلة اليمنية، وتحظى الانتخابات لديه بأولوية قصوى. كما أدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحت قيادته في صنعاء، دوراً هاماً بما يتعلق باجتماعات المانحين وأصدقاء اليمن في الرياض ونيويورك ولندن، متابعاً القضية اليمنية عن قرب.
وشارك ولد الشيخ أحمد، في تهيئة السجل الانتخابي الالكتروني اليمني، الذي سيتم استخدامه أثناء الاستفتاء على الدستور المقبل، وأُتيحت له الفرصة خلال هذا الإعداد، للتعرّف على قيادات الأحزاب اليمنية وآرائها في مختلف المشاكل، علاوة على إلمامه بآراء المحيط الاقليمي وعلاقته الحسنة مع المسؤولين السعوديين.
ويعتبر ولد الشيخ النظام الانتخابي الالكتروني اليمني الجديد، والمنوي تطبيقه عندما تستقرّ الأوضاع في البلاد، من أحدث الأنظمة الموجودة عالمياً، لقدرته على منع "التزوير الانتخابي"، وفقاً لما كان يدلي به من تصريحات في اليمن، وأبلغ وكالة الأنباء اليمنية الحكومية، بأنه لم يعد هناك مجال للخطأ في حال استخدام التكنولوجيا في العملية الانتخابية والاستفتاءات.
وأثناء وجود إسماعيل ولد الشيخ أحمد في اليمن، تابع القرارات التي أصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي بشأن التغييرات في الجيش والأمن ووصفها بـ"الايجابية والشجاعة". الأمر الذي يؤكد إلمامه بالحيثيات التي أدت لاحقاً إلى انفجار الأوضاع في اليمن.
وكثيراً ما كان ولد الشيخ أحمد يتناول في أحاديثه الصحفية ومحاضراته في اليمن، رؤيته للمرحلة الانتقالية، تحديداً ما يتعلق بمجريات مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وتوقع ظهور بعض الصعوبات، مبدياً قلقه من أن القضية الأمنية تعتبر التحدي الأكبر لليمنيين، وللمانحين وللمنظمات الدولية.
وكان ولد الشيخ أحمد قد شغل في مسيرته العملية منصب نائب الممثل الخاص للأمين العام ونائب رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. وكان آخر منصب تولّاه في العام 2014، حين عُيّن ممثلاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة ورئيساً لبعثة الأمم المتحدة للاستجابة الطارئة لفيروس "ايبولا"، بمستوى منصب وكيل الأمين العام.
وشغل الدبلوماسي الموريتاني، مناصب عدة مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، بما في ذلك منصب مدير إدارة التغيير في نيويورك ونائب المدير الإقليمي لشرق وجنوب أفريقيا في نيروبي والممثل المقيم في جورجيا.
نال ولد الشيخ أحمد شهادة الماجستير في تنمية الموارد البشرية من جامعة مانشستر ـ بريطانيا، وإجازة في الاقتصاد من جامعة مونبيلييه ـ فرنسا، وشهادة عليا في الاقتصاد وتحليل السياسات الاجتماعية من كلية ماستريخت للدراسات العليا ـ هولندا.
اقرأ أيضاً: اليمن: مناورات عسكرية وسياسية وبحاح يحدد شروط الحل