حددت السلطات الصحية في المنطقة الوسطى في جنوب غانا، الارجاج (التشنج النفاسي أو الإكلمسية) على أنّه السبب الرئيسي في وفيات الأمهات في المنطقة، وهي واحدة من المناطق الإدارية العشر في غانا (غرب أفريقيا).
والارجاج هو أحد اضطرابات الحمل الشائعة، وفيه تحدث تشنجات غير متوقعة لدى النساء الحوامل اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم، وغالباً ما يتبع ذلك بغيبوبة تهدد حياة الأم والجنين.
يصف مسؤول الإعلام في إدارة الخدمات الصحية في المنطقة الوسطى، ريتشارد داركو، الوضع، لموقع "غانا ويب"، على أنّه يبعث على الإحباط، ويذكر أنّ وفيات الأمهات (الوفيات المرتبطة بالحمل أو الوضع) ارتفعت في المنطقة من 45 حالة في الربع الأول لعام 2016 إلى 48 للفترة نفسها من عام 2017، بالرغم من تحسّن مستوى الرعاية الطبية والأجهزة والتقنيات المستخدمة في المستشفيات وارتفاع الوعي لدى العائلات.
بالرغم من ذلك، يشير داركو إلى أنّ إدارة الخدمات الصحية في المنطقة مصممة على تحسين الصحة العامة في مدنها وبلداتها، من خلال تعزيز التربية الصحية، وزيادة فاعلية خدمات الرعاية، وتبنّي معايير أكثر عملانية وابتكاراً، غايتها تقليص وفيات الأمهات في المنطقة، على أمل إنهائها بشكل جذري.
عدا عن اضطرابات الحمل، تواجه المنطقة وإدارتها الصحية تحديات ترتبط ببعض الأمراض. من ذلك، فيروس "إتش آي في"، ومرض الإيدز، إذ يشير داركو إلى أنّ المنطقة تشهد، منذ ثلاث سنوات، استقرار معدل الإصابة عند 1.8 في المائة من السكان، علماً أنّ معدل الإصابة بالمرض وحمل الفيروس في غانا ككلّ لعام 2016 هو 1.60 في المائة من السكان، بحسب أرقام وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه). في هذا الإطار، يرجع خبراء الصحة زيادة نسبة الإصابة بالإيدز أو حمل الفيروس على المستوى الوطني في المنطقة الوسطى، إلى ارتفاع معدل الأمية، والفقر، والنزوح الدائم من الريف إلى الحضر، بسبب عدم توافر فرص العمل.
مع ذلك، فإنّ المنطقة لم تسجل أيّ حالة إصابة بمرض الكوليرا عام 2017، بالرغم من تسجيل 725 إصابة عام 2016. وتعود هذه القدرة في السيطرة على المرض إلى تعزيز القطاع الصحي بعدد من الإجراءات الفعالة لمواجهة الصعود الكبير في عدد الحالات عام 2016. على هذا الصعيد، يحث داركو السكان، سواء في المنطقة الوسطى أو في عموم غانا، على الاهتمام بالنظافة الشخصية، وغسل اليدين بالصابون، وتعقيم الأدوات المستخدمة، وعدم شراء المأكولات والمنتجات الغذائية من أماكن غير نظيفة أو قريبة من مجاري المياه الآسنة.