تجوالٌ في قرى النوم المهجورة
قلوبُ أهلِها أصبحت أكياس نايلون في مجمّعات التسوّق
وتاريخُهم تواظِبُ على محوه أضواءُ النيون وعمّال النظافة
على مدار الساعة
حشود المستهلكين لا تتسوّق إلا الألم المرئي لأولئك الذين قضوا لياليهم
في غرف اللجوء التي لا تصير بيوتاً
في بلدان اللجوء التي لا تصير بلاداً
عليك ألّا تصرخ
وهم يثبّتون يديك على صليب اللجوء
عليك أن تغفر للمسامير وأن تخفي أثرها
حين تَنزِلُ
عليك أن تُخفي رسغيك بقمصان طويلة.
■ ■ ■
ماذا تفعل ترنيمةٌ إلى مار مارون
بأطفال صبرا وشاتيلا الذين لم يكبروا
بأمهاتهم اللواتي ما زلن خائفات
في المقابر العشوائية
في المقابر اللاجئة
تحت شمس بيروت؟
لا تتقادمُ اللحظات الأولى لضرب المسامير
ورفع الصليب
واجتياح المخيّم
تظلُّ تضرِبُ
من وراء شقوق السنوات
من وراء الدم في الترتيلة
يرفعها المرنِّمون إلى مار مارون.