وقال التحالف في بيان إن "تغييراً ديموغرافياً في حوض الفرات شمال سد سامراء يجري تمريره عبر ضغوط تمارسها القيادات الأمنية في المدينة على الأهالي".
وكشف البيان أن "مدير شرطة سامراء العميد جبار الربيعي قام بتهديد الأسر في إحدى مناطق سامراء بالتهجير القسري من منازلهم قبل نحو شهرين".
وذكر البيان أن "الربيعي هدد 19 أسرة تسكن منطقة العاشق بالتهجير من المدينة متذرعاً بمحاولة حماية مربي حيوانات الجاموس الذين جلبتهم الحكومة العراقية بأعداد كبيرة جداً من مدن جنوب العراق لتشكيل حاضنة للمليشيات في المدينة".
وتابع البيان "مربو الجواميس الذين وفدوا إلى سامراء واستقروا فيها يمتلكون أسلحة خفيفة ومتوسطة ويقومون بتهديد أهالي سامراء والضغط عليهم".
وأوضح اتحاد القوى أنه "جرى اجتماع موسع مع ممثل رئيس الوزراء لشؤون المصالحة الوطنية بحضور عدد من المعنيين دون حضور السلطة المحلية في صلاح الدين، واشتكى من حضروا الاجتماع من انحياز واضح للقادة الأمنيين في سامراء للأسر الوافدة إلى المدينة".
ولفت الاتحاد إلى أن "السلطات الأمنية في سامراء أنذرت سكانها الأصليين بأن الأراضي التي سكنتها الأسر الوافدة تابعة للدولة، ولا يحق لهم الاعتراض إلاّ بإثبات حقهم في تلك الأراضي".
وأبدى اتحاد القوى استغرابه الشديد من التهديدات التي يتعرض لها سكان سامراء الأصليون على يد القادة الأمنيين في المدينة، معتبراً أن وجود حيوانات الجاموس التي جلبتها الأسر الوافدة من الجنوب ستدمر البيئة المائية والحضارية للمدينة.
وكانت الحكومة العراقية جلبت في مايو/ أيار الماضي آلافاً من الأسر التي تسكن الأهوار جنوب العراق، وأسكنتها في سامراء، جالبةً معها أكثر من 8000 رأس من الجاموس، ما أثار غضب واستياء أهالي المدينة ووجهائها.
وقال أحد وجهاء سامراء، ويدعى ماضي الحنشلي، إن "الحكومة استقدمت مئات الأسر من جنوب العراق مع مواشيهم بأكثر من 8000 رأس من الجاموس، وأسكنتهم في سامراء بمحاذاة نهر دجلة وشكلوا حاضنة كبيرة للميليشيات المسلحة".
وكان المجلس المحلي لسامراء حذر من نشوب خلافات اجتماعية وحصول احتقان بين المواطنين بسبب توافد المئات من الأسر مع مواشيها من جنوب العراق والسكن في سامراء وحوض دجلة.
ويعتقد الخبير الاستراتيجي ممدوح العلي أنه "مع دخول منتصف عام 2014 وتصاعد وتيرة المعارك بين القوات العراقية وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وصدور فتوى الجهاد الكفائي من قبل المرجع علي السيستاني، كانت عمليات التغيير الديموغرافي في سامراء جارية على قدم وساق بعيداً عن وسائل الإعلام".
ولفت العلي إلى أن "عملية التغيير الديموغرافي تركز على سامراء بشكل خاص لوجود مرقد لأحد الأئمة الاثني عشر، فضلاً عن موقعها الجغرافي الذي يعتبر عقدة مواصلات بين مدينة ديالى الحدودية مع إيران، ومناطق شمال بغداد وغربها".