تجدّد تظاهرات جنوب العراق والأمن يحاول تفريقها بالغاز المسيّل للدموع

تجدّدت، مساء اليوم الأحد، التظاهرات في عدد من محافظات جنوب العراق، رغم الإجراءات الأمنية المشددة، بينما يحاول المتظاهرون اقتحام عدد من الدوائر الحكومية، في وقت تسعى القوات الأمنية لتفريقهم بالغاز المسيّل للدموع.

ووفقا لمصادر أمنية ومحلية عراقية، فقد تجددت التظاهرات في محافظات البصرة، والنجف، وميسان، وذي قار، والمثنى، مبينة أنّ "متظاهري البصرة انطلقوا من مناطق عدة وتجمعوا في الساحة المقابلة لمبنى الحكومة الجديد، ويحاولون اقتحامه مرة أخرى بعد فشلهم في وقت سابق من هذا اليوم".

وبحسب المصادر ذاتها، فإن القوات العراقية أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، بينما ناشدتهم عبر مكبرات الصوت للابتعاد عن المنطقة وعدم تخطي الحواجز الإسمنتية التي وضعتها قوات الأمن حول مبنى المحافظة.  

وفي محافظة المثنى الحدودية مع السعودية، قال عضو مجلس المحافظة، علي المعموري، لـ"العربي الجديد"، إن حظر التجوال خفف من حدة التظاهرات، لكنه لم يمنعها، مبينا أن "إهمال بغداد لمحافظات الجنوب هو ما فجر الوضع، وبالنسبة للحكومات المحلية لا تملك شيئا حتى تعد به الناس هنا".

وتتنوع مظاهر الاحتجاج في جنوب العراق من حرق الإطارات بالشوارع إلى إغلاقها، مرورا بحرق مقار الأحزاب واقتحام المباني الحكومية.

وحتى الساعة الثامنة من مساء اليوم، بلغ عدد القتلى 10 والجرحى قرابة 300، بينهم رجال أمن، جراء المواجهات التي دارت بين الأمن والمواطنين العراقيين في محافظات البلاد الجنوبية، بحسب مصادر في دائرة الإحصاء بالباب المعظم وسط بغداد، والتي أكدت لـ"العربي الجديد" أن الحصيلة قابلة للارتفاع. 

وعاين "العربي الجديد" في ذي قار أن التظاهرات اشتدت بعد دقائق من نهاية نهائي مونديال روسيا لكرة القدم، حيث شهدت موجات جديدة من المتظاهرين التي خرجت للشارع في مناطق عدة لتلتحق بالموجودين هناك. 

ويسمع إطلاق نار من حين لآخر في المثنى والديوانية، قال مواطنون إنها من قوات الأمن تطلقها في الهواء للتحذير من الاقتراب من الدوائر الحكومية. 

من جهتها، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية عن تشكيل خلية أزمة لمتابعة تطورات التظاهرات.

وأوضحت المفوضية، في بيان صحافي، أنّ "الخلية أخذت على عاتقها متابعة الأوضاع عن قرب، وتشكيل فرق تقصي، تقوم بمتابعة التطورات مع الجهات الحكومية"، مشددة على "ضرورة الحفاظ على سلمية التظاهرات".