تسارعت وتيرة الاصطفاف الداخلي التركي، قبيل أشهر من انتخابات الإدارة المحلية، في خريطة تشبه إلى حد كبير خريطة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في يونيو/ حزيران الماضي.
وشهد اليوم الأربعاء حدثين مهمين على هذا الصعيد، إذ التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زعيم حزب "العدالة والتنمية"، مع زعيم حزب الحركة القومية دولت باهجلي، وجددا أهمية تحالفهما في "الحلف الجمهوري"، بعد مشادات بين الطرفين وإعلان فشل التحالف، في حين أعلنت جبهة المعارضة عن تشكل "تحالف الشعب" بين حزب "الشعب الجمهوري" أكبر حزب معارض، و"الحزب الجيد".
وعقب لقاء أردوغان وباهجلي، قال المتحدث باسم "العدالة والتنمية" حسين جليك، في مؤتمر صحافي، إن "الاتفاق الجمهوري في نقطة جيدة، وإن لقاء اليوم كان مهماً ومثمراً، وفي موضوع التعاون المشترك في الانتخابات المحلية في درجة إيجابية عالية، وإن كل زعيم جدّد إرادته القوية تجاه التحالف".
ولفت إلى أن نواب الحزبين سيعملون على الاجتماع في الأيام المقبلة، وتقديم تقاريرهم، ليعود الزعيمان للقاء مجدداً، وبهذا "سيظهر إطار الاتفاق الجديد، إلا أن الوضع الحالي إيجابي، والمرحلة المقبلة ستكون إيجابية أيضاً".
وبيّن أن "حزب العدالة والتنمية سيعمل السبت المقبل على الكشف عن أسماء ما يقرب من 40 مرشحاً، والتعريف بهم، في عدة ولايات، من بينها أنقرة وإسطنبول وإزمير وغيرها".
وقبل تصريحات المتحدث باسم "العدالة والتنمية"، صرّح نائب رئيس "الحزب الجيد"، كوراي آيدن، أن "الاتفاق الجاري مع حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات المحلية تم رسم ملامحه الأساسية وخاصة في المدن الكبرى، وحاليا يتم العمل على إدراج التفاصيل تحت الخطوط العريضة، وحتى الآن لم يتم البحث في الأسماء بعد".
وجاء هذا التصريح بعد لقاء مع عضو مجلس قيادة حزب "الشعب الجمهوري"، بولنت تيزجان، حول الاتفاق المشترك، مضيفا أن "الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من اللقاءات المتكررة، وجرى التوافق على المبادئ الأساسية، وبناء على هذا التوافق جرى إعداد خارطة الطريق".
وبهذا تكون الخريطة السياسية قد توضحت في المرحلة المقبلة، وأعادت الحلفاء مجدداً للتقارب والتوافق، إذ ينتظر أن تشهد المرحلة المقبلة الكشف عن المرشحين تباعاً، لتنطلق الحملات الانتخابية.