شددت "الإدارة الذاتية" الكردية إجراءات مواجهة فيروس كورونا في مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية، بعد ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات بالتزامن مع حلول عيد الأضحى، إذ طغت طقوس العيد على مخاوف الأهالي في مدن الحسكة والقامشلي، حيث أهملت الإجراءات الوقائية.
وقال عيسى الخالد، من القامشلي، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنه "لا فعاليات مرتبطة بالعيد في المدينة، فلا ألعاب للأطفال، والحدائق والمقاهي والمسابح مغلقة، لكن تبادل الزيارات جرى كما في كل عيد من دون أية إجراءات وقائية".
وتابع أنّ "الأهالي والأطفال تنقلوا من منزل إلى منزل كما جرت العادات المتوارثة في القامشلي، يقرعون الأبواب، ويعايدون الجميع، ولا تقتصر هذه العادة على الأقارب فقط، بل تشمل الجيران وأصدقاء المدرسة، ونحن أمام مخاوف من نقل الأطفال الفيروسَ لذويهم، أو من يعايدون، وأخشى أن أسبب الإحباط للأطفال في حال طلبت منهم عدم المعايدة، فالأطفال يترقبون العيد للفرح".
وقررت هيئة الصحة في "الإدارة الذاتية" إغلاق مشفى "الشعب" المعروف بالمشفى الوطني بعد الاشتباه بظهور إصابات بفيروس كورونا بين الكوادر الطبية فيه، والإبقاء على قسم الإسعاف للحالات الطارئة، ثم فرض الحجر الصحي المنزلي على مجموعة من كادر مستشفى "الكسرة" غربي دير الزور، بعد مراجعة أحد الأشخاص للمشفى، ليتبين بعدها أنه مصاب بفيروس كورونا.
وأوضح مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "هناك حالة من الخوف بين الأهالي في القامشلي، دفعتهم لاتخاذ خطوات احترازية للوقاية من الفيروس، كارتداء الكمامات وتخفيف الزحام في الأماكن العامة، وهذا يعود لتسجيل إصابات عدة بين الأهالي، على عكس الإصابات المحدودة التي سجلت في وقت سابق. لكن خلال اليومين الأول والثاني للعيد، تراجعت هذه الإجراءات نظراً للزيارات والمعايدات بين العوائل".
وقالت مديرية الصحة، التابعة لـ"الإدارة الذاتية" في الحسكة، إنّ 6 من الأشخاص المصابين بفيروس كورونا في المدينة يخضعون للحجر المنزلي، بينما يتم العمل على إجراء فحوص للأشخاص المخالطين لهم، والبالغ عددهم 25 شخصاً.
وأكد الهلال الأحمر الكردي أنّ أحد العاملين في صالون للحلاقة الرجالية، تبين أنه مصاب بفيروس كورونا في مدينة الحسكة، مع مخاوف من إصابة المخالطين له بالفيروس.
وأعلنت "الإدارة الذاتية"، أمس الجمعة، تسجيل 17 إصابة جديدة، ليرتفع عدد المصابين في مناطق نفوذها إلى 25، بينهم 3 في محافظة الرقة و3 في دير الزور.