إفراج متبادل عن السجينين سليماني ويونغ بين واشنطن وطهران برعاية سويسرا

07 ديسمبر 2019
ظريف يعلن الخبر من سويسرا (فابريس كوفريني/ فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت إيران، اليوم السبت، أنها أفرجت عن مواطن أميركي من أصل صيني كانت قد احتجزته في 2016 ثم اتهم لاحقاً بالتجسس، وذلك في صفقة مع واشنطن تمت بوساطة سويسرية، وتضمنت كذلك إطلاق سراح الأكاديمي الإيراني مسعود سليماني.

وجاء الإعلان عن الصفقة في تغريدة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، من زيوريخ السويسرية، حيث كتب على تويتر: "سعداء لأن البروفيسور مسعود سليماني والسيد شي يوه وانغ سيعودان إلى عائلتيهما قريباً. نشكر جميع من شارك في الأمر، خاصة السفارة السويسرية".

من جانبه، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه تم بالفعل الإفراج عن الأميركي المسجون في إيران. وقال ترامب في بيان: "بعد أكثر من ثلاث سنوات من سجنه في إيران، وانغ عائد إلى الولايات المتحدة".
كذلك كتب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في تغريدة، أن وانغ في طريقه إلى الولايات المتحدة الأميركية وأنه "تم احتجازه بناء على اتهامات واهية في إيران لما يزيد عن ثلاث سنوات"، مضيفاً أنه "سيرى قريباً زوجته وابنه، اللذين اشتاقا إليه كثيراً".

وتابع في تغريدة لاحقة: "لن يهدأ لنا بال حتى نعيد كل المواطنين الأميركيين المعتقلين في إيران وفي أي مكان بالعالم"، قبل أن يتوجه بالشكر إلى الحكومة السويسرية لتسهيلها عودة المواطن الأميركي، من دون أن ينسى التعبير عن إشادة واشنطن بتعاون الحكومة الإيرانية في هذا الشأن.

إلى ذلك، قال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية إن بلاده تأمل أن يؤدي الإفراج المتبادل اليوم إلى إطلاق سراح أميركيين آخرين محتجزين هناك، مشيراً إلى أن هذه الخطوة مؤشر إلى أن طهران ترغب في التفاوض بشأن قضايا أخرى.

وأبلغ المسؤول الصحافيين في مؤتمر صحافي "نأمل أن يؤدي ذلك إلى مزيد من النجاح مع إيران". وأضاف أن وانغ بدا في صحة جيدة ويتحلّى بروح الدعابة. ومضى يقول "هذا الأمر يجب أن ينظر إليه من جانب عائلات أخرى على أنه مؤشر يدعو للأمل... يحدوني أمل بأن يكون الإفراج عن السيد وانغ مؤشراً إلى أن الإيرانيين يدركون أن أسلوب دبلوماسية احتجاز الرهائن يجب أن يتوقف إذا أرادت إيران العودة إلى المجتمع الدولي".

وتابع المسؤول، وفق ما أوردته "رويترز"، أن ترامب ما زال ملتزماً بإجراء محادثات مع إيران دون شروط، مشيراً إلى أن حملة الضغوط القصوى التي تنفذها أميركا على إيران ناجحة وفعالة للغاية.

وفي وقت سابق نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم السبت، عن مصدرين مسؤولين أميركيين قولهما إن المواطن الأميركي انتقل من طهران إلى مدينة زيوريخ السويسرية، حيث يوجد فيها وزير الخارجية الإيراني، مشيرة إلى أن وانغ التقى بعد وصوله إلى المدينة مع المبعوث الأميركي الخاص للشأن الإيراني برايان هوك.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته، قوله إن طهران وواشنطن قامتا بعملية تبادل للسجناء، مؤكداً أن "لا مؤشر على وجود المزيد من المفاوضات بين الطرفين".
إلا أن وجود ظريف وهوك في سويسرا يُثير تساؤلات عما إذا كانت هناك مفاوضات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، إذ كشف الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال الأسبوع الماضي، أن بلاده تلقت رسائل سرية من الإدارة الأميركية عبر الأوروبيين تدعو إلى التفاوض، وفيما لم يسم روحاني هذه الأطراف الأوروبية، إلا أن ظريف أعلن لاحقاً أن معظم الرسائل تتلقاها طهران عبر السويسريين.
كذلك أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، اليوم السبت، عبر قناته على "تليغرام"، أن واشنطن أفرجت عن سليماني المعتقل لديها منذ أكثر من عام على خلفية اتهامه بالالتفاف على العقوبات الأميركية.
وذكر موسوي أن عملية الإفراج عن المواطن الإيراني جاءت بتعاون الحكومة السويسرية، قائلاً إن سليماني سيعود إلى بلاده خلال الساعات المقبلة.
وأكد المتحدث الإيراني أن إفراج إيران عن المواطن الأميركي جاء بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي وموافقة السلطات القضائية والأمنية، قائلاً إن وانغ "كان معتقلاً بجرم التجسس وكان يقضي فترة محكوميته في إيران".
وقال إنه تم تسليم المواطن الأميركي للسلطات السويسرية ليعود إلى الأراضي الأميركية.
ووانغ أكاديمي أميركي اعتقلته طهران عام 2017 في طهران بتهمة التجسس، وحكمت عليه السلطة القضائية الإيرانية بالسجن لعشر سنوات.


وتكشف عملية الإفراج المتبادل استئناف مفاوضات سرية بين طهران وواشنطن بوساطة سويسرية خلال الفترة الأخيرة حول تبادل السجناء، إذ أعلن روحاني، خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن إجراء مفاوضات لمرة واحدة مع إدارة ترامب حول تبادل سجناء، إلا أنه قال إنها لم تصل إلى نتيجة، مضيفاً: "كان هناك استعداد لمفاوضات ثانية، لكن واشنطن طرحت شروطاً غير مقبولة بالنسبة إلينا".

وسليماني عالم إيراني بارز في علوم الدم والخلايا الجذعية واعتقلته قوات تابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI) في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، داخل المطار فور وصوله إلى الأراضي الأميركية.
وأعلنت جامعة "تربيت مدرس" الإيرانية في وقت سابق أنه سافر إلى الولايات المتحدة بدعوة من مستشفى "مايو كلينيك" في روتشيستر بولاية مينيسوتا، لإجراء بحوث تخصصية في إطار زمالة بحثية، معتبرة أن "الجريمة التي ارتكبها العالم الإيراني تتمثل بأنه قدّم طلباً لشراء مادة كيميائية باسمه لاستخدامها في فحوص الدم. لم يشترِ المادة بنفسه، بل قدّم طلباً بشأنها. وهو سبب مضحك جداً لاعتقاله".
وخلال مايو/ أيار الماضي، بثت قناة "بي بي سي" الناطقة باللغة الفارسية تقريراً بشأن اعتقال العالم الإيراني واثنين من طلابه الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة، قائلة إن الطالبين أفرج عنهما مقابل كفالة مالية.
وأرجعت القناة، نقلاً عن مصادر أميركية، سبب الاعتقالات إلى "خرق هؤلاء للعقوبات المفروضة على إيران"، من دون أن توضح صلة المواد التي تستخدم في الأبحاث على الخلايا الجذعية بالعقوبات على إيران.
وخلال الشهر الماضي، أصدرت عائلة سليماني بياناً بمناسبة مرور عام على اعتقاله، نددت فيه بمواصلة السلطات الأميركية احتجازه، داعية السلطات الإيرانية إلى تكثيف جهودها لإطلاق سراحه.
وأعلنت العائلة أنه يعاني من مرض متلازمة القولون المتهيج، مشيرة إلى أن سلطات سجن دايتون بجورجيا في ولاية أتلانتا الأميركية رفضت استقبال الأدوية التي أرسلت إليه من خلال السفارة الباكستانية التي ترعى المصالح الإيرانية بالولايات المتحدة، وأنه فقد 15 كيلوغراماً من وزنه، وبات يعاني من ضعف شديد في البصر.