تاريخ اليورو (13) توريس يكسر لعنة استمرت 44 عاماً

09 يونيو 2016
+ الخط -

تترقب جماهير الساحرة المستديرة في القارة الأوروبية العجوز بشغف انطلاق النسخة الخامسة عشرة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم "يورو 2016" التي تستضيفها ملاعب كرة القدم الفرنسية، خلال الفترة ما بين العاشر من شهر يونيو/حزيران الجاري وحتى العاشر من شهر يوليو/تموز المقبل، ومع بدء العد التنازلي لساعة الصفر إيذاناً بانطلاق البطولة؛ يُواصل موقع "العربي الجديد" تسليط الضوء على تاريخ البطولة القارية التي ربما تفوق في قوتها بطولات كأس العالم.

بطولة أمم أوروبا تُقام في دولتين للمرة الثانية
وسنستعرض معكم في حلقة هذا اليوم ذكريات ما حدث في النسخة الثالثة عشرة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم التي استضافتها النمسا وسويسرا في عام 2008، لتكون هذه هي المرة الثانية التي تقام فيها نهائيات البطولة الأوروبية في دولتين منفصلتين، بعد بطولة أمم أوروبا 2000 التي أقيمت آنذاك في هولندا وبلجيكا، وفاز بلقبها المنتخب الفرنسي.

التصفيات
بعد صعود كل من النمسا وسويسرا للنهائيات بشكل تلقائي كونهما المستضيفين لتلك البطولة؛ تغير نظام التصفيات مقارنة بالنسخ الماضية، حيث أصبح يتوجب على المنتخبات الأوروبية الـ50 المشاركة في التصفيات، التنافس فيما بينها على 14 بطاقة تأهل للنهائيات، إذ تم تقسيم المنتخبات الـ50 المشاركة في التصفيات إلى سبع مجموعات، ضمت جميعها 7 منتخبات ماعدا المجموعة الأولى التي ضمت 8 منتخبات، على أن يصعد أول وثاني كل مجموعة للنهائيات، ليُصبح بالتالي عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات 16 منتخباً مع انضمام منتخبي الدولتين المضيفتين.

في المجموعة الأولى، صعد المنتخب البولندي للنهائيات للمرة الأولى في تاريخه، بعدما تصدر المجموعة الأولى مُتفوقاً بفارق نقطة واحدة على حساب المنتخب البرتغالي، وصيف حامل اللقب، والذي حلّ في المركز الثاني، فيما تأهل المنتخب الإيطالي، بطل العالم في ذلك الوقت، عن المجموعة الثانية برفقة وصيفه المنتخب الفرنسي، الذي جاء في المركز الثاني، رغم فوزه على حساب نظيره الأتزوري بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف.

وتصدر المنتخب اليوناني، حامل اللقب وصاحب أفضل النتائج في تصفيات يورو 2008، المجموعة الثالثة بعدما حقّق الفوز في عشر مباريات وتعادل في مباراة واحدة وخسر مباراة واحدة أيضا، ليحصد 31 نقطة في نهاية مشواره في التصفيات، ويضمن تأهله إلى النهائيات متفوقاً بفارق سبع نقاط كاملة على منتخب تركيا، صاحب المركز الثاني، فيما تربّع منتخب جمهورية التشيك على عرش المجموعة الرابعة مُتفوقاً على حساب نظيره الألماني، الذي خسر أمام نظيره التشيكي بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل، ليُضيع على نفسه فرصة تصدر المجموعة.

أما على صعيد المجموعة الخامسة، فقد فشل المنتخب الإنجليزي في بلوغ النهائيات بعد خسارته على أرضه وبين جماهيره على يد نظيره الكرواتي بنتيجة 2-3، حيث ودّع منتخب الأسود الثلاثة التصفيات، رغم أنه كان يحتاج إلى نقطة واحدة فقط من أجل التأهل للنهائيات الأوروبية ولكنه بدلاً من ذلك فقد خسر على ملعبه على يد نظيره الكرواتي ليفتح الطريق أمام روسيا للتأهل إلى النهائيات كثاني ممثل للمجموعة الخامسة بالتصفيات.

وكانت تلك هي المرة الأولى التي يغيب فيها المنتخب الإنجليزي عن إحدى البطولات الكبرى منذ نهائيات كأس العالم عام 1994 في الولايات المتحدة، كذلك فقد كانت المرة الأولى التي يتغيّب فيها منتخب إنجلترا عن البطولة الأوروبية منذ عام 1984، كما أنها كانت المرة الثالثة التي يبلغ فيها منتخب روسيا النهائيات منذ تفكك الاتحاد السوفييتي، بعد أن شارك في نسختي 1996 و2004.

من جانبها، فقد تزعمت إسبانيا صدارة المجموعة السادسة لتتأهل للنهائيات برفقة السويد، التي صعدت للنهائيات للمرة الرابعة بعد أعوام 1992 (الدور قبل النهائي) و2000 (الدور الأول) و2004 (الدور ربع النهائي) أما المنتخب الهولندي فقد ضمن تأهله للنهائيات قبل جولة من انتهاء التصفيات بعدما كان يتربع على عرش المجموعة السابعة، لكن خسارتها أمام بيلا روسيا في الجولة الأخيرة قد أفقدها الصدارة لمصلحة رومانيا، التي حققت فوزاً كبيراً على ضيفتها ألبانيا.

مجموعة نارية
بعد انتهاء مباريات التصفيات بأيام قليلة، كشف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن التصنيف النهائي للمنتخبات الستة عشر المتأهلة لنهائيات بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2008) بالنمسا وسويسرا والتي ستجرى في ضوئها قرعة البطولة، وسط توقعات بمجموعات نارية، وهو ما حدث بالفعل بعدما أسفرت القرعة التي أجريت في مدينة لوسيرن السويسرية عن وقوع المنتخب الإيطالي، بطل كأس العالم، في مجموعة الموت الثالثة إلى جانب وصيفه المنتخب الفرنسي، بالإضافة إلى منتخب الطواحين الهولندي، ورومانيا مفاجأة التصفيات، في مجموعة أطلق عليها لقب مجموعة الموت.

فيما أسفرت القرعة أيضاً عن وقوع المنتخب الألماني الفائز بالمركز الثالث في كأس العالم 2006 ضمن المجموعة الثانية التي تضم معه منتخبات: النمسا وكرواتيا وبولندا، بينما ضمت المجموعة الأولى كل من: البرتغال، وتركيا، وجمهورية التشيك، وسويسرا، فيما ضمت المجموعة الرابعة كل من: إسبانيا، روسيا، السويد، اليونان.


البرتغال تجتاز الدور ربع النهائي بسهولة .. وتأهل دراماتيكي لتركيا
بعد أن وصل المنتخب البرتغالي للمباراة النهائية من بطولة أمم أوروبا 2004 التي أقيمت بالبرتغال، والدور نصف النهائي في كأس العالم 2006 بألمانيا؛ لم يعد غريباً أن يحلم لاعبو المنتخب بإحراز لقب يورو 2008، لا سيّما أن المنتخب البرتغالي كان يضم في ذلك الوقت نخبة كبيرة من أبرز الأسماء اللامعة لعل أبرزهم النجم، كريستيانو رونالدو، الذي كان مُرشحاً بقوة في ذلك العام لنيل لقب أفضل لاعب في العالم.

وكما توقع الجميع، فقد استهل المنتخب البرتغالي مشواره في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم بتحقيق انتصار مستحق على حساب نظيره التركي بنتيجة هدفين دون مقابل، قبل أن يضمن تأهله للدور ربع النهائي بعدما حقّق فوزه الثاني بعد أن تغلب على حساب نظيره التشيكي بنتيجة 3-1 في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى ليحتل صدارة المجموعة برصيد ست نقاط، رغم خسارته في المباراة الأخيرة أمام سويسرا بنتيجة هدفين دون مقابل.

ورافق المنتخب التركي نظيره البرتغالي للدور ربع النهائي، بعدما تغلب على حساب نظيره التشيكي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، في المباراة التي جمعت بين المنتخبين، ضمن منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من مباريات المجموعة الاولى في الدور الأول للبطولة، حيث يدين المنتخب التركي بهذا الانتصار لمهاجمه، نهاد قهوجي، الذي قاد منتخب بلاده لتحويل تخلفه أمام المنتخب التشيكي إلى فوز ثمين بنتيجة 3-2.

بالاك يُهدي ألمانيا تذكرة الصعود.. وكرواتيا تتربع على عرش المجموعة الثانية
أثبت المنتخب الكرواتي بما لا يدع مجالاً للشك أنه واحداً من أبرز المنتخبات الأوروبية، فبعد أن قدّم عروضاً طيبة خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الامم الاوروبية الثالثة عشرة، من خلال حجزه تذكرة الصعود للنهائيات قبل مرحلة واحدة من نهاية التصفيات؛ عاد المنتخب الذي كان يُدربه في ذلك الوقت، سلافن بيليتش، ليُبرهن للجميع معدنه النفيس، بعدما تصدر المجموعة الثانية برصيد تسع نقاط، جمعها من ثلاث حالات فوز على ألمانيا والنمسا وبولندا.

فيما سجّل القائد المخضرم، مايكل بالاك، هدفاً رائعاً لمنتخب بلاده ليقوده بالتالي لتحقيق الفوز على حساب نظيره النمساوي، بنتيجة هدف دون مقابل، في المباراة التي جمعت بين المنتخبين بالعاصمة النمساوية فيينا في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الثانية بالدور الأول، ليتأهل "الناسيونال مانشافت" للدور الثاني مع نظيره الكرواتي متصدر المجموعة، بينما خرج المنتخب النمساوي من الدور الأول مع نظيره البولندي بعدما حصد كل من الفريقين نقطة واحدة خلال دور المجموعات.

هولندا تحصد العلامة الكاملة في مجموعة الموت
وحذا المنتخب الهولندي حذو المنتخب الكرواتي بعدما حصد العلامة الكاملة في مجموعة الموت الحديدية، إثر نجاحه في جمع تسع نقاط حققها من ثلاثة انتصارات متتالية على حساب: إيطاليا، وفرنسا، ورومانيا، فيما حجز المنتخب الإيطالي تذكرة الصعود الثانية عن مجموعة الموت، بعدما جدّد فوزه على حساب نظيره الفرنسي بعد عامين من فوزه عليه في نهائي بطولة كأس العالم 2006، حيث تمكن الأتزوري من الانتصار على حساب الديوك بنتيجة هدفين دون مقابل، ليتأهل للدور ربع النهائي مستفيداً من فوز المنتخب الهولندي على حساب نظيره الروماني، الذي جاء في المركز الثالث، بينما خرج المنتخب الفرنسي، وصيف بطل العالم، صفر اليدين من البطولة بعدما تجمد رصيده في المركز الاخير بالمجموعة عند نقطة وحيدة.

خروج مبكر لحامل اللقب
وودّع المنتخب اليوناني، حامل اللقب، البطولة دون أن يتمكن حتى من إحراز نقطة واحدة بعدما خسر في مبارياته الثلاث بالمجموعة الرابعة بالبطولة، إذ أنهى المنتخب الإسباني الدور الاول متربعاً على عرش المجموعة برصيد تسع نقاط، مُتفوقاً على حساب المنتخب الروسي، صاحب المركز الثاني برصيد ست نقاط، فيما احتل المنتخب السويدي المركز الثالث برصيد ثلاث نقاط، تاركاً المنتخب اليوناني في المركز الأخير بالمجموعة الرابعة دون أي رصيد من النقاط.

ألمانيا تستعيد هيبتها
في الدور ربع النهائي، استعاد المنتخب الألماني، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب أمم أوروبا لكرة القدم، أمجاده الأوروبية بعدما نجح في تحقيق الفوز على حساب نظيره البرتغال بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليصعد للمربع الذهبي في البطولة، وليُصبح على بعد خطوتين فقط من تعزيز رقمه القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الآوروبي الذي أحرزه ثلاث مرات سابقة.

تركيا تُوقف مغامرة جمهورية التشيك
من جانبه، أوقف المنتخب التركي مغامرة نظيره التشيكي بعدما نجح في تحقيق الفوز عليه بنتيجة (3-1) بضربات الجزاء الترجيحية، علماً أن الوقتين الأصلي والإضافي من المباراة قد انتهيا بنتيجة التعادل الإيجابي بهدف لكل منتخب، ليحتكم المنتخبان إلى ضربات الترجيح، ليضرب المنتخب التركي بالتالي موعداً في الدور نصف النهائي من البطولة مع نظيره الألماني الذي تغلب على حساب نظيره البرتغالي.

روسيا تُفجر مفاجأة من العيار الثقيل
وفجّر المنتخب الروسي مفاجأة من العيار الثقيل بعدما أطاح بنظيره الهولندي حينما فاز عليه بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل، ليُبدد بالتالي آمال الهولنديين في إحراز اللقب الأوروبي الثاني للمنتخب الفائز بلقب البطولة عام 1988، وليُواصل المدير الفني للمنتخب الروسي، الهولندي المخضرم غوس هيدينك، سجله الرائع في البطولات الكبيرة مع المنتخبات التي تولى تدريبها حيث سبق وأن قاد منتخب هولندا للمربع الذهبي في كأس العالم 1998 بفرنسا، ومنتخب كوريا الجنوبية لنفس الدور في كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، كما قاد المنتخب الأسترالي للوصول إلى نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا للمرة الأولى بعد غياب دام 32 عاماً.

إسبانيا تُطيح بأبطال العالم
فيما أكمل المنتخب الإسباني عقد المنتخبات المتأهلة للدور نصف النهائي، بعدما نجح في الفوز على حساب نظيره الإيطالي بنتيجة (4-2) بركلات الجزاء الترجيحية، التي لُعبت بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة بالتعادل السلبي بين المنتخبين، ليُثبت منتخب لافوريا روخا -من خلال فوزه على بطل العالم- للجميع أنه يُعد واحداً من أبرز المرشحين للفوز باللقب.

ألمانيا تصعد للمباراة النهائية بفوز صعب على تركيا
في الدور نصف النهائي، أنهى المنتخب الألماني مغامرة نظيره التركي بعدما نجح في تحقيق الفوز عليه بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين في المباراة التي جمعت بين المنتخبين على استاد "سانت جاكوب بارك" بمدينة بازل السويسرية، حيث يدين الناسيونال مانشافت بهذا الانتصار للظهير الأيمن لنادي بايرن ميونخ، فيليب لام، الذي حسم اللقاء لصالح ألمانيا في الثواني الأخيرة، ليُهدي منتخب بلاده تذكرة الصعود للمباراة النهائية.

إسبانيا تُوجه إنذاراً شديد اللهجة لألمانيا
ووجّه المنتخب الإسباني إنذاراً شديد اللهجة لنظيره الألماني بعدما اكتسح نظيره الروسي بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل، في مباراة الدور نصف النهائي التي جمعت بين المنتخبين على استاد "إرنست هابل" في العاصمة النمساوية فيينا، ليضرب بالتالي مع نظيره الألماني، الذي أطاح بالمنتخب التركي من المباراة الاولى في الدور نصف النهائي، بالمباراة النهائية، وليُصبح على بعد خطوة واحدة من تحقيق حلم الفوز باللقب الاوروبي الثاني له بعدما فشل على مدار تاريخه في إحراز أي لقب في البطولات الكبيرة التي شارك فيها باستثناء لقب البطولة الاوروبية الثانية التي استضافتها إسبانيا بالذات عام 1964.

منتخب "لافوريا روخا" يُتوج باللقب للمرة الثانية في تاريخه
في المباراة النهائية، تنافس المنتخبان الإسباني والألماني على لقب بطولة أمم أوروبا (يورو 2008) التي أقيمت في النمسا وسويسرا عندما التقيان آنذاك في المواجهة، التي أقيمت في العاصمة النمساوية فيينا، إذ نجح منتخب "لا فوريا روخا" آنذاك في التتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخه بهدف نجم نادي ليفربول الانجليزي السابق ومهاجم نادي أتلتيكو مدريد الإسباني الحالي، فيرناندو توريس، الذي أحرز هدف منتخب بلاده الوحيد، ليُهدي بلاده لقب البطولة الأوروبية الثانية، وليُوجه ضربة قوية للمنتخب الألماني الذي فشل للبطولة الاوروبية الثالثة على التوالي في إحراز اللقب رغم أنه صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الأوروبي.