بين ريال مدريد ويوفنتوس في نهائي دوري أبطال أوروبا، هناك كثير من الكلام الذي قيل وسيقال، بعضهم سيتحدث عن حظوظ لاعبي المدرب، زين الدين زيدان، وآخرون سيعلقون على قوة تشكيلة ماسيمليانو أليغري، لكن قبل هذه القمة سنعود سنوات إلى الوراء، لنضيء على ثلاثة نهائيات حصلت في مثل هذا اليوم 22 مايو/ أيار.
لقب الروسونيري الأول
في موسم 1962-1963 وصل ميلان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه، وذلك بعدما خسر في سنة 1958 أمام ريال مدريد بنتيجة 3-2، حينها كان الجميع في إيطاليا يعلمون قيمة الخصم البرتغالي بنفيكا، والذي كان قد حمل اللقب في الموسمين اللذين سبقا ذلك بعدما هزم كلاً من برشلونة وريال مدريد الإسبانيان.
كان الفريقان يومها يضمان أسماء لامعة، بنفيكا بقيادة أحد أشهر اللاعبين في تاريخه وأفضلهم "أوزيبيو" إلى جانب تشكيلة من اللاعبين البرتغاليين المميزين على غرار ماريو كولونا ولاعب الوسط خواكيم سانتانا سيلفا وأنطونيو سايمويس، في المقابل لم يكن ميلان أقل شأناً على صعيد الأسماء، إذ ضم في صفوفه هو الآخر نخبة من اللاعبين الإيطاليين على غرار القائد تشيزاري مالديني وجياني ريفيرا، إضافة للبرازيلي - الإيطالي جوزيه ألتافيني وجيوفاني تراباتوني.
وعلى ملعب ويمبلي في العاصمة البريطانية لندن، انطلقت معركة النهائي أمام 45 ألف متفرج، واستطاع بنفيكا أن يفتتح باب التسجيل باكراً، حين تلقى المهاجم المميز آنذاك خوسيه أغوستو توريس كرة في وسط الملعب، فمررها إلى أوزيبيو الذي توغل في مناطق الفريق الإيطالي ثم أطلق تسديدة زاحفة من داخل منطقة الجزاء، لم يحرك لها الحارس الإيطالي جورجيو كييزي ساكناً.
في الشوط الثاني، جاء الردّ من أبناء المدرب الإيطالي الشهير نيريو روكو، والذي يعتبر صاحب طريقة لعب "الكاتيناتشو" الإيطالية التي باتت في وقت لاحق عرفاً إيطالياً في السنوات التي تلت ذلك. وبالعودة إلى أجواء النهائي الكبير، سجل ألتافيني الهدف الأول من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 58 ليعود ويحرز الهدف الثاني والقاتل في الدقيقة 69، ليرفع مالديني اللقب الأوروبي الأول ويصبح ميلان أول فريق إيطالي يحصل على هذا الشرف.
يوفنتوس واللقب الأخير
كان يوفنتوس قد حقق لقبه الأول عام 1985 على حساب ليفربول، أما اللقب الثاني فكان في مثل هذا اليوم من موسم 1995-1996، حينها وصل الفريق الإيطالي إلى النهائي لمواجهة بطل الموسم الذي سبق ذلك، أياكس أمستردام الهولندي، الذي كان قد هزم في 1994-1995 نادي ميلان الإيطالي، إذ كان يضم في صفوفه نخبة من اللاعبين الهولنديين الشباب والمخضرمين.
يومها جرى اللقاء المنتظر على ملعب "الأولمبيكو" في العاصمة الإيطالية روما، كان البيانكونيري يومها بقيادة المدرب الإيطالي مارتشيلو بليبي يمتلك تشكيلة مميزة بتواجد أنجيلو بيروتزي في المرمى وتشيرو فيرارا في الدفاع والبرتغالي باولو سوزا في الوسط والفرنسي ديديه ديشامب، إضافة للقائد جيانلوكا فيالي والشاب الصاعد يومها أليساندرو ديل بييرو.
على المقلب الآخر، كان أياكس مع المدرب الهولندي لويس فان غال يضم الشقيقين فرانك ورونالد ديبور إضافة للحارس إدوين فان در سار وقائد الفريق وخط دفاعه داني بليند، إضافة لإيدغارد ديفيدز وجاري ليتمانين والشاب الصاعد باتريك كلويفرت. بالعودة إلى مجريات الأحداث يومها، استطاع السيدة العجوز التقدم بعدما أخطأ حارس أياكس في تقدير الكرة ليخطفها فابريسيو رافانيلي مسجلاً الهدف الأول في الدقيقة الثالثة عشرة، لكن ليتمانين عادل الكفة في الدقيقة 41 بعد كرة ارتدت من الحارس بيروتزي، ليتجه الطرفان على أثر ذلك إلى ضربات الحظ والتي ابتسمت للسيدة العجوز.
إنتر ولقب إيطاليا الأخير
كنا قد ذكرنا أن ميلان كان صاحب اللقب الأوروبي الأول لإيطاليا، أما إنتر فكان صاحب اللقب الأخير موسم 2009-2010، وبالتالي فإن اليوفي في نهائي كارديف أمامه فرصة لكتابة التاريخ من جديد، والعودة إلى تتويج إنتر يومها، والذي جاء على حساب بايرن ميونخ الألماني الذي كان يقوده المدرب الهولندي لويس فان غال مع مجموعة كبيرة من اللاعبين الكبار على غرار فيليب لام ومارك فان بوميل وباستيان شفاينشتايغر وآريين روبن وميروسلاف كلوزه.
على المقلب الآخر، لم يكن إنتر لقمة سهلة هو الآخر، فمع البرتغالي جوزيه مورينيو الذي أقصى برشلونة كان الجميع يعلم أن للفريق الإيطالي فرصة للتتويج، كيف لا وهو يمتلك دفاعاً مميزاً بقيادة لوسيو وصامويل وظهيرين من طينة مايكون والقائد خافيير زانيتي، إضافة لخط وسط شهد إبداع الهولندي ويسلي شنايدر، وخط هجوم مكون من الكاميروني صامويل إيتو ودييغو ميليتو.
وفي مثل هذا اليوم أطلق الحكم الإنكليزي هاورد ويب صافرة البداية على ملعب سانتياغو برنابيو في العاصمة مدريد أمام 73.490 متفرجا، ورغم سيطرة بايرن المطلقة على مجريات اللعب طوال الدقائق التسعين، إذ بلغت نسبته 68% مقابل 31% للإنتر مقابل 21 تسديدة بـ11، إلا أن النيراتزوري عرف كيف يتجاوز هذا المطب وذلك بفضل تألق الحارس البرازيلي جوليو سيزار، ليظهر الأرجنتيني ميليتو في الدقيقة 35 ثم يعود في الدقيقة 70 ليسجل الهدف الثاني بعدما تلاعب بالمدافع فان بويتن بطريقة أكثر من رائعة.