تأهب أمني في تونس تحسباً من هجمات إرهابية في رمضان

27 مايو 2017
تعزيزيات أمنية في العاصمة تونس(ياسين غيدي/الأناضول)
+ الخط -
تعيش تونس استنفاراً أمنياً مع دخول شهر رمضان، إذ شملت منذ أمس الجمعة، التعزيزات الأمنية غالبية المداخل الرئيسة للمدن والشوارع والنقاط الحساسة بالعاصمة، وذلك تحسباً من هجمات إرهابية خاصة أن البلاد تعيش منذ فترة على وقع الاحتجاجات وعديد الأحداث التي قد تؤثر على الاستقرار والأمن العام.

ومع قدوم شهر رمضان كل عام، يستعيد التونسيون شريط الذكريات المأساوية التي عاشوها منذ سنوات، إذ نفذت في 16 يوليو/تموز الموافق لـ18 رمضان من العام 2014، مجموعة تضم أكثر من 40 عنصراً، هجوماً على نقطتين متقدمتين للجيش الوطني في المنطقة العسكرية المغلقة وتحديداً بجبل التلة من ولاية القصرين.

وفي 26 يوليو/تموز عام 2013 الموافق لـ28 رمضان، قتل عنصران من الجيش الوطنى وجرح 6 آخرين ومدني حاول إسعاف الجنود بسيارته بعد نصب كمين لدورية للجيش الوطني، في جهة غار الطين التابعة لمعتمدية ساقية سيدي يوسف من ولاية الكاف بعد 10 أيام على مجزرة القصرين.

كذلك شهد جبل الشعانبي من ولاية القصرين في رمضان 2013 هجوماً دامياً نفذته عناصر مسلحة ضد دورية عسكرية أسفر عن مقتل ثمانية جنود ذبحاً.



وفي هذا الصدّد، قال المختص في الجماعات الإسلامية، مازن الشريف، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المخاوف تزداد في رمضان، لأن الهجمات المسلحة تقترن عادة بأحداث ومناسبات، والإرهابي يعتبر مترجماً للتراث وللعقيدة"، موضحاً أن "رمضان بحسب الفكر الإرهابي وأيضاً من خلال أدبيات هذه العناصر هو شهر الاقتراب من الله".

وأضاف الشريف، أنّ "الإرهابي يرى أن غالبية العمليات وأفضلها تلك التي تتم يوم الجمعة أو عند صلاة الفجر، إضافة إلى أول أيام رمضان وفي الـ17 منه وفي ليلة القدر، وقبيل العيد على اعتبار أنها من الأيام المهمة، لافتاً إلى أن بداية ونهاية رمضان والأيام التي ترتبط بأحداث تاريخية تكتسي قيمة لدى العناصر "الإرهابية".

واعتبر المتحدث أنه "رغم أن الساعة الإرهابية دخلت في حسابات أخرى، وأصبحت مقترنة بأحداث عالمية مثل عملية بريطانيا ومانشتسر، إلا أن الحذر في رمضان يبقى مطلوباً".

وأشار الشريف إلى أنّ "الأحداث الاجتماعية التي عرفتها تونس والتي رافقها حرق لمراكز أمنية ونقاط متقدمة في تطاوين جنوباً، إلى جانب الحملة التي تشنها الحكومة على المشبوهين من رجال الأعمال الفاسدين والذين يهددون الأمن العام، كلها مسائل ستكون لها تداعيات على الوضع العام، ولا بد من الاحتياط".

وبين المختص في الجماعات الإسلامية، أن التعزيزات الأمنية التي تشهدها تونس خلال هذه الفترة هي أيضاً لإظهار هيبة الدولة وأن الأمن مستتب، وهي أيضاً من باب إظهار القوة للعدو ولكي يشعر المواطن أنه بأمان".

وأوضح أن "التواجد الأمني المكثف مهم، ولكن العناصر الإرهابية أو ما يعرف بالجماعات الانغماسية قد لا تبالي كثيراً بالتعزيزات الأمنية لأنها عندما تخطط وتقرر شن هجمات فإنها تنفذها"، مشيراً إلى أن التجربة الأمنية في تونس تطورت بشكل جيد ومناسب وأن النضج والظرف السياسي مهم ولكن الخطر صفر غير موجود في أي مكان، فبريطانيا رغم قوة مخابراتها تم اختراقها وتنفيذ الهجوم الذي شكل صدمة.

وأضاف الشريف أن "تونس عاشت عديد الهجمات الإرهابية في شهر رمضان، خاصة مباشرة بعد ثورة عام 2011، وبالتالي فإن الحذر يبقى مطلوباً"، مؤكداً أن "مكافحة الإرهاب ميدانياً وعسكرياً مسألة مهمة جداً ولكن مقاومته عبر الوقاية مسألة مختلفة وتحتاج إلى الكثير من العمل".
المساهمون