تألق عربي لافت في الملاعب الأوروبية

22 مايو 2014
اللاعبون العرب الأبرز على الساحة الأوروربية
+ الخط -

شهدت ملاعب كرة القدم الأوروبية هذا الموسم تألقاً لافتاً للعديد من المحترفين العرب، الذين قدّموا مستويات مميزة ووضعوا بصماتهم في كبرى المنافسات، وساهموا أيضاً بفوز أنديتهم بالألقاب المحلية، حيث بدا لافتاً خلال الموسم المنصرم سطوع بريق العديد من لاعبي كرة القدم العرب لمعاناً.


ومع إسدال الستار على مختلف البطولات الأوروبية وانقضاء الموسم الطويل والشاق؛ طارت قلوب العرب فرحاً بأبنائهم المتألقين خُلقاً وأداءً، فالمتتبع لمسيرة المحترفين العرب خلال موسم 2013/2014 يجد أنهم قد حقّقوا سلسلة من النجاحات في ملاعب كرة القدم الأوروبية أمتعوا بها جماهير القارة العجوز.

حضور مصري غير معهود

وفرض اللاعبون المصريون أسماءهم بقوة في شتى ملاعب القارة العجوز، محققين إنجازات مبهرة رفقة أنديتهم، ولعل أبرز تلك الإنجازات ما حققه مدافع فريق هال سيتي الإنجليزي، الدولي المصري أحمد المحمدي، بقيادته فريقه إلى بلوغ نهائي بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، أقدم بطولة رسمية في تاريخ كرة القدم.


وساهم "المحمدي" في تأهل فريقه إلى نهائي بطولة كأس إنجلترا، ليُصبح أول لاعب مصري، يصل إلى هذا الدور، حيث لم يسبق لأي لاعب مصري طوال التاريخ أن بلغ نهائي البطولة الأقدم أوروبياً.


ولم يكتمل حُلم اللاعب المصري، البالغ من العمر 26 عاماً، بعد خسارة فريقه اللقب في المباراة النهائية، أمام فريق أرسنال، وذلك رغم تقدمه في الشوط الأول بهدفين لهدف، حيث نجح "المدفعجية" في قلب النتيجة إلى الفوز بنتيجة 3-2، ليفشل في تكرار ما فعله الحارس العماني الدولي علي الحبسي، الذي دخل تاريخ الكرة العربية من بابها الواسع الموسم الماضي، بعدما أصبح أول لاعب عربي يفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي.


أما في ملاعب كرة القدم السويسرية، فقد لعب متوسط ميدان فريق بازل السويسري، المصري محمد النني، دوراً مهماً في تتويج فريقه بلقب الدوري المحلي هناك للمرة الخامسة على التوالي والـ17 في تاريخه، فارضاً بذلك اسمه بقوة في تشكيلة الفريق السويسري التي خاضت الدوري، حيث لعب في 32 مباراة من أصل 36 في مجمل البطولة.


ولم يكن "المحمدي" و"النني" المصريين الوحيدين اللذين تألقا على الصعيد الأوروبي، بل شهدت الملاعب الأوروبية ظهوراً مميزاً للاعب المصري، محمد صلاح، الذي قدم نصف موسم رائع مع فريقه السابق بازل السويسري، قبل أن ينضم خلال فترة الانتقالات الشتوية، إلى فريق تشلسي الإنجليزي، مقابل 16 مليون يورو، ليُصبح بذلك أغلى لاعب كرة قدم عربي على الإطلاق.


ورغم أن اللاعب المصري، البالغ من العمر 21 عاماً، قد وجد نفسه أمام منافسة شرسة مع العديد من النجوم لضمان اللعب بشكل منتظم مع تشلسي، الذي تعج صفوفه بالعديد من اللاعبين المميزين ولا سيما في خطوطه الأمامية؛ إلا أنه قد اقتنص الفرص القليلة التي لاحت له خلال مشواره مع "البلوز"، ونجح في تسجيل هدفين خلال 10 مباريات خاضها هذا الموسم، مع فريقه.


وشهدت الملاعب البرتغالية أيضاً، تألقاً لافتاً للثنائي المصري، علي غزال، وصالح جمعة، اللذين قادا فريقهما ناسيونال ماديرا، للتأهل إلى بطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم الموسم المقبل، وذلك بعد احتلال الفريق المركز الخامس على سلم ترتيب الدوري في البرتغال.

اللاعبون المغاربة على الموعد

وكان الحضور المغربي لافتاً في الملاعب الأوروبية، خلال الموسم المنصرم، فقد نجح مدافع فريق روما الإيطالي، الدولي المغربي المهدي بنعطية في قيادة فريقه لتحقيق المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإيطالي لكرة القدم.

وفرض "بنعطية" نفسه بقوة كواحد من أفضل المدافعين في ملاعب كرة القدم الأوروبية من خلال مشاركته في المباريات الـ26 التي خاضها فريقه هذا الموسم في "الكالشيو"، سجّل خلالها خمسة أهداف، ليُصبح في الآونة الأخيرة محط اهتمام كبرى الأندية الأوروبية، على رأسها برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي، في ظل تألقه اللافت رفقة فريق العاصمة الإيطالية خلال الموسم المنصرم.


وأجبر الأداء الراقي الذي قدمه مدافع المنتخب المغربي، إدارة نادي برشلونة الإسباني، على رصد مبلغ يتراوح بين 30 و35 مليون يورو من أجل إقناع إدارة نادي العاصمة الإيطالية بالتخلي عن خدماته، إلى جانب راتب سنوي يصل إلى "4" ملايين يورو؛ وذلك لإقناع اللاعب ذاته بفكرة الرحيل إلى برشلونة، ليكون البديل الأمثل لسدّ مكان مدافع الفريق المخضرم، كارليس بويول، الذي قرّر الرحيل عن صفوف "البلاوغرانا" بعد مسيرة كروية حافلة تُوّج خلالها بـ"21" بطولة.


وفي البطولة ذاتها، تأقلم مهاجم نادي إيه.سي.ميلان الإيطالي، المغربي عادل تعرابت، بشكل سريع رفقة فريق "الروسونيري"، ونجح في إقناع مدربه الهولندي سيدورف بالاعتماد عليه بشكل أساسي لقيادة خط هجوم الفريق المتعثر هذا الموسم، لينجح في تسجيل 4 أهداف خلال 14 مباراة خاضها مع النادي اللومباردي، منذ انضمامه إلى صفوفه على سبيل الإعارة، قادماً من فريق كوينز بارك رينجرز الإنجليزي.


وأجبر "تعرابت" المدير العام لنادي إيه.سي.ميلان الإيطالي، أدريانو غالياني، على التفكير بضمه إلى صفوف الفريق بصفة رسمية، حيث التقى مطلع الأسبوع الماضي، بوكيل أعماله، من أجل بحث إمكانية ضمّه إلى الفريق الإيطالي بصورة نهائية بعد انتهاء إعارته.


أما في الملاعب الفرنسية، فقد لعب الثنائي المغربي، نبيل ضرار ومنير عبادي، دوراً مهماً في حصول فريق موناكو، على المركز الثاني في ترتيب الدوري الفرنسي لكرة القدم، خلف البطل باريس سان جيرمان، وهو ما يعني التأهل من جديد لبطولة دوري أبطال أوروبا.


بينما، لم يغب اللاعبون المغاربة المحترفون عن المشهد في بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم خلال الموسم المنصرم، فقد سجّل مهاجم المنتخب المغربي، يوسف العربي، 12 هدفاً لفريقه غرناطة خلال الموسم الماضي، ليقوده إلى تجنب الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية.


فيما، قاد الثنائي المغربي نور الدين امرابط ومنير الحمداوي، فريقهما ملقا، لاحتلال المركز الحادي عشر، وذلك رغم الظروف الصعبة التي مر بها النادي هذا الموسم، في حين ساعد ثنائي فريق ليفانتي نبيل الزهر، وعصام العدوة، فريقهما في تفادي الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية.


وفي إنجلترا، رفع مهاجم فريق ستوك سيتي الإنجليزي، أسامة السعيدي، لواء الكرة المغربية بأفضل طريقة ممكنة، بعدما نجح في تسجيل 4 أهداف ليقود فريقه لاحتلال المركز التاسع في جدول ترتيب الدوري، بعد أن خاض معه 19 مباراة؛ لتختاره صحيفة "دايلي إكسبريس البريطانية" ضمن قائمة خمسة أفضل انتقالات خلال موسم (2013- 2014) في بطولة "البريميرليج".

تألق جزائري يُبشر بمستوى مميز في كأس العالم

وقدّم المدافع الجزائري، فوزي غلام، الذي انتقل إلى صفوف فريق نابولي الإيطالي، قادماً من سانت إيتيان الفرنسي في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، بعد أن وقع على عقد مدته أربعة مواسم ونصف؛ موسماً استثنائياً رفقة فريقه الإيطالي، بعد أن قاده للتتويج بلقب كأس إيطاليا.


وبرز "غلام" بشكل لافت للنظر مع فريقه الإيطالي خلال المباريات الـ 15 التي خاضها في الدوري ليساهم باحتلال فريقه للمركز الثالث في "الكالشيو" المؤهل لخوض تصفيات دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.


بينما كانت إسبانيا "مسرحاً" لتألق متوسط ميدان فريق فالنسيا، الجزائري سفيان فيغولي، الذي قدم موسماً مميزاً نجح من خلاله في قيادة فريقه لاحتلال المركز الثامن على سلم ترتيب الدوري الإسباني لكرة القدم.


وفي البرتغال، أحرز مهاجم سبورتنغ لشبونة، الجزائري إسلام سليماني، ثمانية أهداف، ليُساعد فريقه على المنافسة على صدارة الدوري البرتغالي لكرة القدم، قبل أن يخسر الدوري لصالح فريق بنفيكا، لكنه تأهل مباشرة لدوري أبطال أوروبا.


أما في الملاعب الإنجليزية، فقد خطف صانع ألعاب فريق توتنهام هوتسبير، الجزائري نبيل بن طالب، الأضواء في الملاعب الإنجليزية، بعد أن قاده لاحتلال المركز السادس المؤهل للدوري الأوروبي، حيث خاض رفقته 15 مباراة.

وقدم اللاعب الجزائري الشاب في إحدى المباريات 106 تمريرات، وهو الأمر الذي لم يحققه أي لاعب طوال مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، حيث تفوق نبيل بـ17 تمريرة كاملة على زميله في الفريق موسى ديمبلي الذي قام هو الآخر بـ89 تمريرة، وتفوق بأكثر من 50 تمريرة كاملة على متوسط ميدان نادي مانشستر يونايتد، مايكل كاريك.

ولم يكتفِ اللاعب الجزائري بهذا الرقم، بل أثبت أيضاً معدنه النفيس على صعيد دقة التمريرات، إذ وصل "بن طالب" إلى معدل 93.4%، كصاحب أعلى معدل في التمريرات الصحيحة، هذا الموسم، وهو الأمر الذي دفع صانع ألعاب فريق توتنهام هوتسبير السابق، جيمي ريدناب، لتشبيهه بصانع ألعاب نادي برشلونة الإسباني، الدولي الإسباني تشافي هيرنانديز.

وكان بن طالب بحاجة إلى ست تمريرات فقط، لمعادلة رقم تشافي هيرنانديز صاحب 112 تمريرة، وهو معدل عالٍ جداً للاعب شاب أضحى مؤخراً حديث الشارع الرياضي في إنجلترا.

التوانسة يغزون الملاعب الأوروبية

وترك اللاعبون التوانسة بصمة كبيرة في ملاعب كرة القدم الفرنسية، حيث قاد التونسي أيمن عبد النور، فريقه موناكو، للظفر بالمركز الثاني في ترتيب الدوري الفرنسي لكرة القدم، خلف البطل باريس سان جيرمان، وهو ما يعني التأهل من جديد لبطولة دوري أبطال أوروبا.


فيما قدّم التونسي وهبي خزري موسماً رائعاً من خلال دفاعه عن ألوان فريق باستيا في "32" مباراة، سجل من خلالها "10" أهداف ليقوده لاحتلال المركز العاشر، وذلك في الوقت الذي نجح فيه مواطنه، صابر بن خليفة، في قيادة فريقه لاحتلال المركز السادس في جدول ترتيب الدوري.

المساهمون