لا يخفي مزارعون في المغرب تخوّفهم من تواصل انحباس المطر، الذي تعوّل عليه المملكة كثيرا من أجل الاحتفاء بمحصول حبوب تفضي قيمته المضافة إلى إعطاء دفعة قوية للنمو الاقتصادي، كما حدث في العام الحالي الذي سجل فيه محصول حبوب قياسي.
أحد مزارعي الحبوب الكبار، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، عبّر عن قلقه من تأخر الأمطار في هذه الفترة، التي يفترض أن تطمئن المزارعين على سير الموسم الفلاحي، حيث تشجعهم فيما لو كانت في مستوى الانتظارات على الزرع والحرث.
هذا المهني يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن تأخر الأمطار يدفع المزارعين إلى التأخر في الإقبال على الزرع مخافة أن يذهب جهدهم هباءً، فهم يكتفون بالحرث، ويشرعون في انتظار الأمطار التي يمكن أن تبعث الأمل في نفوسهم.
ويؤكد المتحدث أن المزارعين أضحوا، خلافا لأسلافهم، أكثر مراقبة لنشرات الأرصاد الجوية في الأعوام الأخيرة، فهي التي تدفعهم إلى الإقبال على الزرع أو الإمساك عن ذلك.
ويذهب إلى أن المزارعين يتطلعون فقط للأمطار التي يمنون النفس بأن تأتي كي تخرجهم من حالة عدم اليقين الحالية، بل هم يشيرون كذلك إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في الفترة الأخيرة، يجعل من الصعوبة الإقبال على الزرع، لما لذلك من تأثير على النباتات.
وكان معدل التساقطات المطرية في الموسم الماضي وصل إلى 400 مليمتر، بارتفاع بنسبة 4%، مقارنة بالمستوى الذي يسجل في سنة عادية، غير أن الملاحظ أن التساقطات في الموسم الماضي جاءت مرتفعة بنسبة 43%، قياسا بالموسم الذي قبله.
وكانت التساقطات المطرية التي عرفها المغرب في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أنعشت الأمل لدى المزارعين كي يبدأوا عملية الحرث بشكل مبكر، رغم عدم توزيع تلك الأمطار بشكل متساو بين جميع المناطق، غير أن انحباس المطر منذ أكثر من شهر، جعل الكثيرين يمسكون عن الإقبال على الزرع.
وكان وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، أكد عند إعطاء انطلاقة الموسم الفلاحي قبل أكثر من شهر، أن المؤشرات تنبئ بأن التساقطات المطرية التي شهدها المغرب في الموسم الفلاحي ستتكرر، وهو بذلك كان يحاول تعبئة المزارعين من أجل الإقبال على تقليب الأرض في بلد يمثل فيه النشاط الزراعي 15% من الناتج الإجمالي المحلي.
ويؤكد الفاطمي المسكيني، من منطقة البروج، الواقعة على بعد 230 كلم من مدينة الرباط، أن تأخر الأمطار يلحق الضرر أكثر بالمزارعين الصغار الذي يترددون في الانكباب على زراعة الحبوب، مخافة أن يخيب أملهم في المستقبل، فيما لو لم تهطل الأمطار.
وينبّه إلى أن 85% من الأراضي الزراعية في المغرب لا تتعدى مساحتها خمسة هكتارات، وهي تعود للمزارعين الصغار الذين يعولون على الأمطار، أما المزارعون الكبار، خاصة الذين يوجدون في المناطق السقوية التي لا تعتمد على الأمطار، فلهم القدرة على تدبير مسألة الحرث والزرع، بالاعتماد على ما يتوفر لهم من مياه.
ويتراوح إنتاج الهكتار الواحد من الحبوب، حسب المواسم، بين 3 و30 قنطاراً (القنطار يساوي 150 كلغ) في المناطق التي تعول على الأمطار، بينما يتراوح بين 15و50 هكتاراً في المناطق التي تعتمد على الري المنتظم.
لا يريد محمد إبراهيم، المزارع بمنطقة الشاوية، التي تعتبر خزان المغرب في مجال الحبوب، الاستسلام لليأس، فهو يعتبر أنه يمكن تدارك ما فات إذا هطلت الأمطار في الأيام المقبلة، حيث سيقبل المزارعون على الزرع.
يقر هذا المزارع بأن حوالي 7% فقط من المزارعين في منطقة الشاوية من قاموا بعملية زرع الحبوب منذ بداية الموسم الزراعي الحالي، غير أنه يرى أن المزارعين الصغار سوف يشمّرون عن سواعد الجد ويسارعون لإنجاز عملية الزرع في حال لاحت لهم بشائر أمطار.
وبنت الحكومة توقعات مشروع موازنة العام المقبل على محصول حبوب متوسط في حدود 70 مليون قنطار، غير أن ذلك المحصول سيكون، فيما لو تحقق، دون المستوى الذي بلغه في العام الحالي، حين وصل إلى 115 مليون قنطار، وهو أعلى مستوى حصاد تسجله المملكة في تاريخها.
تسعى الحكومة المغربية إلى تفادي شح المياه، خصوصاً في ظل تقارير دولية تدق ناقوس الخطر حول فقد المملكة لجزء كبير من مواردها المائية في الفترة المقبلة. وبوّأ معهد الموارد العالمية في تقريره الأخير، المغرب المركز التاسع عشر ضمن البلدان التي ستعرف نزيفاً على مستوى الموارد المائية، حيث توقع فقدان 80% من موارده المائية الحالية بحلول عام 2040.
اقرأ أيضا: المغرب يرصد 50 مليون دولار لتدريب 25 ألف عاطل
أحد مزارعي الحبوب الكبار، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، عبّر عن قلقه من تأخر الأمطار في هذه الفترة، التي يفترض أن تطمئن المزارعين على سير الموسم الفلاحي، حيث تشجعهم فيما لو كانت في مستوى الانتظارات على الزرع والحرث.
هذا المهني يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن تأخر الأمطار يدفع المزارعين إلى التأخر في الإقبال على الزرع مخافة أن يذهب جهدهم هباءً، فهم يكتفون بالحرث، ويشرعون في انتظار الأمطار التي يمكن أن تبعث الأمل في نفوسهم.
ويؤكد المتحدث أن المزارعين أضحوا، خلافا لأسلافهم، أكثر مراقبة لنشرات الأرصاد الجوية في الأعوام الأخيرة، فهي التي تدفعهم إلى الإقبال على الزرع أو الإمساك عن ذلك.
ويذهب إلى أن المزارعين يتطلعون فقط للأمطار التي يمنون النفس بأن تأتي كي تخرجهم من حالة عدم اليقين الحالية، بل هم يشيرون كذلك إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في الفترة الأخيرة، يجعل من الصعوبة الإقبال على الزرع، لما لذلك من تأثير على النباتات.
وكان معدل التساقطات المطرية في الموسم الماضي وصل إلى 400 مليمتر، بارتفاع بنسبة 4%، مقارنة بالمستوى الذي يسجل في سنة عادية، غير أن الملاحظ أن التساقطات في الموسم الماضي جاءت مرتفعة بنسبة 43%، قياسا بالموسم الذي قبله.
وكانت التساقطات المطرية التي عرفها المغرب في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أنعشت الأمل لدى المزارعين كي يبدأوا عملية الحرث بشكل مبكر، رغم عدم توزيع تلك الأمطار بشكل متساو بين جميع المناطق، غير أن انحباس المطر منذ أكثر من شهر، جعل الكثيرين يمسكون عن الإقبال على الزرع.
وكان وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، أكد عند إعطاء انطلاقة الموسم الفلاحي قبل أكثر من شهر، أن المؤشرات تنبئ بأن التساقطات المطرية التي شهدها المغرب في الموسم الفلاحي ستتكرر، وهو بذلك كان يحاول تعبئة المزارعين من أجل الإقبال على تقليب الأرض في بلد يمثل فيه النشاط الزراعي 15% من الناتج الإجمالي المحلي.
ويؤكد الفاطمي المسكيني، من منطقة البروج، الواقعة على بعد 230 كلم من مدينة الرباط، أن تأخر الأمطار يلحق الضرر أكثر بالمزارعين الصغار الذي يترددون في الانكباب على زراعة الحبوب، مخافة أن يخيب أملهم في المستقبل، فيما لو لم تهطل الأمطار.
وينبّه إلى أن 85% من الأراضي الزراعية في المغرب لا تتعدى مساحتها خمسة هكتارات، وهي تعود للمزارعين الصغار الذين يعولون على الأمطار، أما المزارعون الكبار، خاصة الذين يوجدون في المناطق السقوية التي لا تعتمد على الأمطار، فلهم القدرة على تدبير مسألة الحرث والزرع، بالاعتماد على ما يتوفر لهم من مياه.
ويتراوح إنتاج الهكتار الواحد من الحبوب، حسب المواسم، بين 3 و30 قنطاراً (القنطار يساوي 150 كلغ) في المناطق التي تعول على الأمطار، بينما يتراوح بين 15و50 هكتاراً في المناطق التي تعتمد على الري المنتظم.
لا يريد محمد إبراهيم، المزارع بمنطقة الشاوية، التي تعتبر خزان المغرب في مجال الحبوب، الاستسلام لليأس، فهو يعتبر أنه يمكن تدارك ما فات إذا هطلت الأمطار في الأيام المقبلة، حيث سيقبل المزارعون على الزرع.
يقر هذا المزارع بأن حوالي 7% فقط من المزارعين في منطقة الشاوية من قاموا بعملية زرع الحبوب منذ بداية الموسم الزراعي الحالي، غير أنه يرى أن المزارعين الصغار سوف يشمّرون عن سواعد الجد ويسارعون لإنجاز عملية الزرع في حال لاحت لهم بشائر أمطار.
وبنت الحكومة توقعات مشروع موازنة العام المقبل على محصول حبوب متوسط في حدود 70 مليون قنطار، غير أن ذلك المحصول سيكون، فيما لو تحقق، دون المستوى الذي بلغه في العام الحالي، حين وصل إلى 115 مليون قنطار، وهو أعلى مستوى حصاد تسجله المملكة في تاريخها.
تسعى الحكومة المغربية إلى تفادي شح المياه، خصوصاً في ظل تقارير دولية تدق ناقوس الخطر حول فقد المملكة لجزء كبير من مواردها المائية في الفترة المقبلة. وبوّأ معهد الموارد العالمية في تقريره الأخير، المغرب المركز التاسع عشر ضمن البلدان التي ستعرف نزيفاً على مستوى الموارد المائية، حيث توقع فقدان 80% من موارده المائية الحالية بحلول عام 2040.
اقرأ أيضا: المغرب يرصد 50 مليون دولار لتدريب 25 ألف عاطل