تأجيل الاجتماع الوزاري حول السلام: أولى علامات الفشل؟

18 مايو 2016
كيري أبلغ المعنيين أنه منشغل في 30 الحالي (Getty)
+ الخط -
تسبّب إعلان فرنسا عن تأجيل الاجتماع الوزاري حول عملية السلام إلى موعد غير معروف، في إثارة شكوك حول الأسباب الحقيقية التي تقف خلف التأجيل الذي لم يحمل موعداً بديلاً. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن "وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أثناء لقائهما يوم الأحد الماضي، أن موعد اللقاء الوزاري التشاوري الذي كان مقرراً في 30 من الشهر الحالي، قد أرجئ لعدة أيام فقط"، مضيفاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "التأجيل يعود لتضارب الموعد مع مواعيد عدد من المدعوين". ولم يجب عريقات وعدد من المسؤولين الفلسطينيين على سؤال عن الموعد المقبل للاجتماع الوزاري الذي دعت إليه فرنسا.
فيما قالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أبلغ بداية الرئيس الفلسطيني محمود عباس والجانب الفرنسي أن لديه زيارة إلى فيتنام في 30 الحالي، وأنه "يستحيل تأجيلها أو إلغاءها في أي حال من الأحوال"، فخلص الطرفان الفلسطيني والفرنسي إلى أهمية التأجيل من أجل حضور كيري. ولمّحت المصادر إلى أن الاجتماع تأخر إلى موعد غير معروف، الأمر الذي ينسف تأجيل المؤتمر بذريعة زيارة كيري إلى فيتنام التي لا تتطلب أكثر من ثلاثة أيام على أبعد تقدير.
وأضافت المصادر أن "الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، فقد علمنا أن دولاً عربية تدخّلت لدى الفرنسيين، من أجل تأجيل انعقاد الاجتماع لما بعد شهر رمضان، الذي من المتوقع أن يصادف في الأسبوع الأول من يونيو/ حزيران، لكن القيادة الفلسطينية أصرت في حديثها مع الجانب الفرنسي على أن شهر رمضان لا يعتبر عقبة، ويجب عدم التعاطي مع فكرة تأجيله بسبب الشهر الكريم من الأساس".
لكن مصادر في وزارة الخارجية الفلسطينية ردت على ما سبق، قائلة إن "الفرنسيين قاموا بتحديد الموعد قبل بحث المواعيد مع المشاركين، وبعد تغيير الموعد حسب ما يتفق مع أجندة كيري، أصبح هناك تعارض مع وزراء خارجية آخرين لا تقل مشاركتهم أهمية عن مشاركة وزير الخارجية الأميركي، لذا يجب إعادة ترتيب الموعد مرة ثانية".


من جهته، قال السفير الفلسطيني في فرنسا سلمان الهرفي، إن تأجيل موعد الاجتماع الوزاري يعود لأسباب فنية، وأهمها أن جدول أعمال كيري ممتلئ في 30 مايو/ أيار، والسبب الآخر أن السعودية طلبت التأجيل لمدة يوم أو يومين، بسبب مصادفة انعقاد مؤتمر قمة خليجي في الموعد ذاته، أي نهاية الشهر الحالي. وأضاف الهرفي، في تصريحات لإذاعة فلسطين الرسمية: "ربما يتأخر الاجتماع يومين ولكن ليس أكثر".
وأوضح أنه "لم يتم تأجيل عقد الاجتماع الوزاري إلى الصيف، بل سيعقد في الأسبوع الأول من يونيو/ حزيران المقبل، وسيكون على مدار يوم أو يومين، أما المؤتمر العام فسيكون في الصيف"، مضيفاً أن "عدد الدول التي ستشارك في الاجتماع الوزاري محدود، وذلك لأن الهدف من الاجتماع وضع الخطوط العريضة مع دول معينة بشكل مباشر، وستشارك ما بين 20 إلى 30 دولة، أما المؤتمر العام في الصيف، أي المؤتمر الثاني، فإنه سيشهد مشاركة عدد أكبر من الدول".
وكان من المقرر أن يزور رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس، الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل بعد أيام، أي قبل انعقاد الاجتماع الوزاري، حيث كان من المقرر أن يزور إسرائيل في 21 و22 الحالي للقاء قادة الاحتلال، وينتقل إلى رام الله في 23 و24 منه للقاء السلطة الفلسطينية. ولم يُصَر بعد إلى معرفة ما إذا تأجلت زيارة فالس أم بقيت على الأجندة بعد تأجيل الاجتماع الوزاري.