تجمع العاملون في مجال الطيران في إثيوبيا، اليوم الأحد، لتأبين الطيار ومساعده وأفراد طاقم الطائرة الستة الذين لاقوا حتفهم مع 149 راكباً قضوا في تحطم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية قبل أسبوع. في حين بيّنت التحقيقات الأولية أن مشكلة في التحكم بسرعة الطائرة كانت وراء الكارثة التي من المرجح أن تكون مطابقة لكارثة الطائرة الإندونيسية العام الماضي.
ووضعت نساء باكيات أكاليل الزهور أمام توابيت فارغة خلال مراسم تأبين ضحايا الطائرة. وعزفت فرقة الموسيقى الأمهرية التقليدية وبكى بعض أفراد الفرقة. وتوقفت الموسيقى مؤقتا عندما حاول أفراد الفرقة تهدئة الأقارب الثكلى الذين بدا عليهم الحزن الشديد وهم أمام التوابيت. وقال قسّ يرتدي عمامة سوداء تقليدية ورداء أسود للجمع "لا يمكن أن يعيدهم الحزن العميق". وأضاف "هذا حزن العالم" بينما بكى العاملون في الخطوط الجوية الإثيوبية.
وتحدثت مضيفة طيران بحرارة عن الطيار الراحل يارد جيتاشيو. وقالت قبل أن تجهش بالبكاء "كان شخصا لطيفا وصالحا حقا، وتنطبق عليه كل الكلمات التي يمكن أن تجدها للحديث عن شخص صالح". ويقام قداس تحضره عائلات الركاب في وقت لاحق اليوم الأحد.
وبعيدا في باريس، قال مصدر اطلع على تسجيلات المراقبة الجوية إن طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية المنكوبة سجلت سرعة كبيرة غير معتادة فور إقلاعها من المدرج، قبل أن يبلغ الطيارعن مشكلات ويطلب الإذن للارتفاع بشكل أسرع.
وقتل في الحادث جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 157 شخصاً. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، نظراً لأن التسجيل لا يزال قيد التحقيق، إن صوتاً من قمرة قيادة الطائرة بوينغ 737 ماكس 8 طلب الارتفاع إلى 14 ألف قدم فوق مستوى البحر (6400 قدم فوق المطار)، قبل أن يطلب العودة سريعاً.
واختفت الطائرة من شاشات الرادار على ارتفاع 10800 قدم. وأوضح المصدر: "قال (الطيار) إنه يواجه مشكلة في التحكم بالطائرة. ولذلك طلب الارتفاع"، مضيفاً أنه لم ترد تفاصيل بشأن المشكلة بعينها وأن الصوت بدا عليه الذعر.
وقال خبراء، أمس السبت، إن الطيارين يطلبون في العادة الارتفاع عندما يواجهون مشكلات قرب الأرض، وذلك من أجل الحصول على هامش للمناورة وتفادي المناطق المرتفعة. وتحيط بأديس أبابا تلال، وتقع جبال إنتوتو شمال العاصمة مباشرة.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الكابتن ياريد جيتشو هو من كان يتحدث في التسجيل، لكن مصدر "رويترز" أوضح أنه لا يعرف صوته ولا صوت زميله أحمد نور محمد نور، لكنه أوضح أنه نفس الصوت طوال التسجيل.
وقال المصدر إن طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية رقم 302 التزمت بالإجراءات القياسية المتبعة باتصال أول بعد المغادرة. وبدا كل شيء طبيعياً. وأضاف المصدر أنه بعد دقيقة أو اثنتين، طلب الصوت المسموع في تسجيلات المراقبة الجوية البقاء على نفس المسار والارتفاع إلى 14 ألف قدم.
وقال إن سرعة الطائرة فور مغادرة المدرج كانت كبيرة على غير العادة ووصلت إلى 400 عقدة تقريباً (740 كيلومتراً في الساعة)، بدلاً من 200 إلى 250 عقدة في المعتاد بعد الإقلاع بدقائق.
ولم يكشف علناً حتى الآن عن بيانات أخرى بالأقمار الصناعية لمسار الطائرة. وفي حادث طائرة ليون إير، يفحص المحققون طريقة عمل نظام جديد مقاوم للانهيار في طائرات 737 ماكس الذي تسبب في ارتفاع وانخفاض الطائرة، في الوقت الذي حاول فيه طياروها عبثاً التحكم فيها خلال تدخل الطيار الآلي. وقالت مصادر مطلعة إن من المتوقع أن تنتهي بوينغ من إعداد علاج برمجي لذلك النظام خلال أسبوع إلى 10 أيام.
(رويترز، فرانس برس)