تحتاجُـكِ المرآةُ لتطالعَ وجهِها
تحتاجُـكِ الشرفةُ
لتطلّ على روحِها
يحتاجُـكِ الشارعُ
ليعود إلى نفسِه
الطاولةُ الخشبيّـةُ تحتاجُـكِ
كي تشـمّ، بينَ حينٍ وآخر، رائحةَ الغابة.
* * *
بما أنّـكِ الكائنُ الوحيدُ
الذي استطاع ثقبَ الجدارِ
لماذا رجعتِ وأغلقتِه من جديد
من دون أن تخبرينا شيئاً عما رأيتِ
وكلّما لمحتِ واحداً منّـا
تذهبين بعيداً في البكاء؟
* * *
كنتُ رقيتُ نفسي بأسماء الصالحين والقديسين
ووضعتُ عيني في عينِ الله
قصدتُ بيتَـه
وانتظرتُ
***
كان قد غيّـرَ عنوانه
منذ زمنٍ بعيدٍ
من دون أن يخبرَ أحداً
أو يتركَ ورقة صغيرة
تتضمنُ عنوانه الجديد.
* * *
أحدِّثـُكِ عن أمّي:
وجودُ اسمِها في صفحة "أخوات مريم الصابرات"
في كتاب الله
ليس شيئاً مهماً في وجودها
إنه وجودُها.
* * *
على الرغم من الخسارات التي تكبّـدها جسدُها
في معاركه الأبديةِ مع "السكري"
وعلى الرغم من أن لصّـاً كبيراً
سرق نصفها الأيسر دفعة واحدة
فإنها لم تزلْ بعدُ بكاملِ أمومتها
وترفضُ فكرةَ التقاعد.
* * *
جاراتُها ترجلنّ
لم يعد يشاركنا فيها كثيرون:
كيسُ أدويةٍ ممتلئٌ دائمًا
أجهزةٌ طبيّـةٌ
أدواتُ مساعدة لكلّ حاجة
ورغبةٌ شديدة بالصلاة على وقتها.
تموز 2016
* شاعر من الأردن