بين العسكرة والهدن النظام السوري يتجه إلى درعا

27 ديسمبر 2016
درعا تواجه مصيراً مجهولاً (إبراهيم حريري/ الأناضول)
+ الخط -

تواجه درعا التي يسميها السوريون المعارضون "مهد الثورة السورية"، حيث بدأ الحراك الشعبي بها في مارس/ آذار من عام 2011، اليوم مصيراً مجهولاً اتفق عليه على ما يبدو النظام والروس و"غرفة الموك" (غرفة عمليات للمنطقة الجنوبية تشارك بها العديد من أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية). ففيما يتم رصد تحركات عسكرية للقوات النظامية في الريف الجنوبي، يعمل النظام على فرض هدن وتسويات على العديد من المناطق داخل المحافظة.


وأفادت مصادر معارضة من درعا، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "الوضع العسكري ما بين الفصائل المعارضة والقوات النظامية مجمد منذ عام ونصف تقريباً، حيث أوقفت غرفة الموك دعم جميع الأعمال العسكرية المستهدفة للنظام، بل وعملت على منع أي دعم يدخل للفصائل المعارضة خارج إدارتها".

وبحسب المصادر ذاتها قدمت الغرفة دعماً مالياً كبيراً وعتاداً للفصائل التي تقاتل الفصائل المبايعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وكان لها محاولات لدفع الفصائل لمحاربة "جبهة النصرة" (فتح الشام حالياً)، ما حول اهتمام العديد من الفصائل من مواجهة النظام بسبب ارتباطها بالدعم.

وتابعت المصادر "في الطرف المقابل عمل النظام على محاصرة المدن والبلدات المناهضة له، وواصل عملياته العسكرية ضدها، وكان عمادها القصف العشوائي، الأمر الذي زاد من وتيرة تدهور الأوضاع الإنسانية فقلة بالمواد الغذائية والطبية وشبه انعدام للخدمات والتعليم، ليتدهور الوضع في درعا إلى درجة هناك من يتوقع أن تلتحق بحلب قريباً".

وقال الناشط الإعلامي جعفر الحوراني، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "تحركات مريبة في الجبهة الجنوبية، حيث تفيد معلومات متواردة من مناطق النظام بأنه قد استقدم تعزيزات تعتبر الأولى من نوعها، في وقت أخذت فيه الفرقة التاسعة في مدينة الصنمين مقراً لها، ما يجعلها قريبة على عدة مناطق استراتيجية، منها مثلث الموت ومدينة الحارة ذات التل الاستراتيجي، إضافة الى موقعها على الأوتوستراد الدولي".

وأضاف أن "القوات النظامية استقدمت أكثر من 20 دبابة و50 باصاً وعدداً كبيراً من سيارات السلاح والذخيرة ومدافع، في حين تم رصد دخول قرابة 9 دبابات و10 باصات الى داخل قرية دير العدس في مثلث الموت، الخاضعة لسيطرة النظام، في حين توجه أكثر من 15 آلية وباصاً الى مدينة الشيخ مسكين".

ولفت إلى أن "النظام يواصل استخدام سياسة الهدن والمصالحات تحت وطأة الحصار والعمليات العسكرية، في مدن جديدة، منها درعا البلد التي رفض أهلها وفصائل المعارضة بداخلها، أي هدنة مع القوات النظامية، رغم تهديدها بالقيام بعملية عسكرية؛ في حين ما زالت مدينة جاسم في الريف الشمالي تفاوض النظام من أجل إتمام اتفاق هدنة، يريدها النظام بعد سقوط قرية الفقيع بالقرب من جاسم".

وذكر أن "النظام ما زال يرفض مهادنة مدينة الحارة، ما يثير مخاوف قيام النظام بشن عمليات عسكرية عنيفة ضدها، بهدف السيطرة عليها".

ميدانياً، تواصل القوات النظامية قصف درعا البلد وأم المياذن، في حين حققت تقدماً في منطقة الوردات شرق بلدة محجة في الريف الشرقي.

يشار إلى أن العديد من المناشدات أطلقها أهالي وناشطون للفصائل المعارضة في درعا لاستئناف العمليات العسكرية، ورغم إعلان الأخيرة إطلاق العديد من المعارك، وخاصة عقب تعرض العديد من المناطق بريف دمشق للتهجير القسري، إلا أنه سرعان ما يكتشف أنها وهمية، ما يثير كثيراً من الأسئلة، خصوصاً إن كان مصيرها الرحيل إلى إدلب كذلك.