بيلاروسيا: استبدال إعلاميين مضربين رفضوا التغطية على الاحتجاجات بآخرين من روسيا

20 اغسطس 2020
إضراب للإعلاميين ومطالبات للتلفزيون بقول الحقيقة (Getty)
+ الخط -

كشف عدد من الإعلاميين وتقنيي القنوات التلفزيونية الحكومية البيلاروسية أن الإدارة تعاقدت مع عشرات الصحافيين والتقنيين من روسيا، لتغطية النقص الحاصل نتيجة إضراب العاملين في القنوات وانحيازهم إلى مطالب الشارع ورفضهم التغطية على حقيقة ما يجري في الشارع، المنتفض ضد حكم الرئيس ألكسندر لوكاشينكو الذي أعلن فوزه بانتخابات رئاسية نُظمت في 9 أغسطس/ آب الجاري، ما تسبب في خروج احتجاجات  في مينسك وباقي مدن البلاد، هي الأكبر من  نوعها منذ استلام لوكاشينكو السلطة في 1994. 
وذكرت المخرجة في هيئة التلفزيون والإذاعة البيلاروسية ألينا ما رتينوفسكايا، في تصريحات لعدة مواقع، من ضمنها Tut.by المعارض، أنه لم يسمح لها الأربعاء بالدخول إلى مقر عملها في مبنى التلفزيون ورجحت أن السبب يعود إلى  توقيعها على العريضة الجماعية يوم الإثنين الماضي، مشيرةً إلى أن موظفي الأمن طلبوا منها بطاقة الهوية، "وبعد التدقيق في جداول، أظن أنها للموقعين على العريضة، اعتذروا وطلبوا مني الاتصال بالإدارة من أجل السماح لها بالدخول".

وقالت: "طائرتان تضمان تقنيين واختصاصيين وصلتا الثلاثاء من روسيا، وعلى متنهما مئات الموظفين الذين يقومون بعملنا"، وزادت ساخرة "إنهم يتلقون مبالغ طائلة لعملهم في بلدنا الذي لا توجد فيه أموال لشراء وتوزيع الكمامات الواقية".

 وكشف صحافي بيلاروسي لموقع "اتكريتويه ميديا" الروسي، أن "الموظفين الروس وقعوا عقودا بقيمة خمسة آلاف روبل بيلاروسي (قرابة 2200 دولار) بينما يتقاضى البيلاروسيون 1500 روبل بيلاروسي".

وتسببت استقالة عشرات الصحافيين وإضراب مئات منهم في نقص كبير، ما تسبب في بث مقاعد وأرائك فارغة من مقدمي البرامج في بعض المحطات البيلاروسية وتعطيل بث فقرات منذ يوم الإثنين الماضي. 
وبعد إعلان فوزه بالنتائج النهائية للانتخابات الأخيرة، طالب لوكاشينكو الحكومة والجيش والأمن بإعادة الأمان والاستقرار إلى البلاد، وشدد على أنه "في حال رغبة شخص ما في وسائل الإعلام الحكومية، والتلفزيون البيلاروسي بالإعلان عن الإضراب ومن ثم العودة مرة أخرى فيجب ألا نعطيه هذه الفرصة... اخرجوا من العمل يعني اخرجوا ولا تعودوا". وحض لوكاشينكو وسائل الإعلام على "كشف المؤامرة على بلاده"، ولعب دور "أكثر نشاطا" في "تحذير" المواطنين من خطورة محاولات بعض وسائل الإعلام "المغرضة" إغراق البلد، والإيقاع بين شعبي روسيا وبيلاروسيا الشقيقين.

الأنباء حول استقدام تقنيين واختصاصيين في مجال الإعلام من روسيا، أكدها المراسل العسكري وصاحب مشروع WarGonzo الإعلامي الروسي سيميون بيغوف، الذي قال: "وصلتني من مواقع المحادثة المغلقة للمصورين وتقنيي المونتاج رسائل متبادلة حول عروض للعمل في تلفزيون بيلاروسيا، مقابل رواتب شهرية تتراوح بين 150 و200 ألف روبل (الدولار تقريبا 73 روبلاً روسياً)".
والإثنين الماضي، وقّع نحو 260 صحافياً وعاملاً في القنوات الحكومية على عريضة، وسلموها لرئيس هيئة التلفزة والإذاعة في بيلاروسيا إيفان إيسمونت، وطالبوا بإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية، واستقالة رئيسة لجنة الانتخابات المركزية ليديا يرموشينو، وعدم السماح باستخدام العنف ضد المواطنين، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإلغاء الرقابة والمضايقات على عمل وسائل الإعلام الحكومية.  

وتجمّع الإعلاميون المحتجون أمام مبنى الهيئة، لكن رئيس الهيئة لم يخرج للحديث مع المحتجين، وفي المقابل، التقى بالمصورين وتقنيي الصوت وخيّرهم بوضوح بين العمل أو الطرد.  وذكر المخرج في التلفزيون البيلاروسي فيتشيسلاف لومونوسوف لموقع  Tut.by، أن إيسمونت منح المصورين ساعة فقط من أجل اتخاذ قرار البقاء في العمل وعدم الإضراب أو التعرض للطرد. وعزا لومونوسف الضغوط على المصورين إلى أنه "يوجد مراسلون إخباريون يدعمون لوكاشينكو ويريدون نقل الأخبار حسب رغبة السلطات لكن هناك نقصاً حاداً في المصورين".  
وفي وقت لاحق، اتسعت رقعة الإضرابات في المحطات الحكومية التي يعمل فيها نحو 2000 موظف، من ضمنهم مقدمو النشرات والبرامج، ومخرجون، وتقنيون، لينضموا إلى عدد واسع من عمال المصانع والموظفين المعارضين لإعلان فوز لوكاشينكو بولاية رئاسية سادسة.

المساهمون