حتى أيامنا هذه، ما زالت الألقاب ترافق أسماء أبناء عائلات لبنانية على بطاقة الهوية الوطنية. منها "الأمير" و"الشيخ" والـ"بك" أو الـ"بيك" والـ"باشا".
ذكر أيامنا هذه بالذات مردّه من جهة إلى كثرة الألقاب التي يتغنى بها اللبنانيون لزعمائهم والتي تشهد أقصى ارتفاع لها في موسم الانتخابات، وهي ألقاب بعضها يرافق أسماء هؤلاء السياسيين على بطاقة الهوية. ومن جهة ثانية فإنّ هذا الذكر يستحضر تاريخ تلك الألقاب وما فيه من وراثة سياسية سلطوية تسلطية تستعيد زمن المقاطعجيين البائدين ممن تلقوا بحسب أزمنتهم بركات السلطنة في منحهم الألقاب والأراضي والتصرف بناسها. ومن جهة ثالثة، تعكس هذه الألقاب استمرار استيطان البنية التقليدية داخل مؤسسات يفترض أنّها تشكل هيكلاً لدولة حديثة، بل عريقة في "حداثتها" مقارنة بمعظم دول المنطقة.
تلك الألقاب المتوارثة تختلف عن ألقاب دينية من قبيل "الحاج" أو إنسانية كـ"المعلم" أو علمية كـ"الدكتور" أو مهنية كـ"الأستاذ" للمدرّس والصحافي والمحامي، أو عسكرية كـ"الجنرال" أو نضالية كـ"الرفيق" وغيرها، ولو أنّ تلك الألقاب أيضاً لها قواعدها العامة وإتيكيتها الاجتماعي وقدرتها على أسر قلوب الجماهير، خصوصاً عندما ترتبط بالسلطة مهما كان شكلها. الاختلاف في الألقاب المرافقة للهوية - ومعها لقبان أو ثلاثة غير مرافقة لها- أنّها متوارثة من جد الجد إلى حفيد الحفيد. ألقاب يُعرَف بها صاحبها ويعرّف عنه، لتدلّ على شرفه الرفيع ومقامه العالي ورقيّه الأخلاقي مهما كان سلوكه غير متوائم مع تلك الشمائل.
مناطق لبنانية كثيرة عانت من تسلط كبار أصحاب الألقاب هؤلاء، خصوصاً قبل الحرب الأهلية (1975). مع ذلك، كان لهم مؤيدون كثر يفتدونهم بدمائهم، واستمر التأييد حتى اليوم، ليزداد حدة في مواسم الانتخابات البرلمانية.
اقــرأ أيضاً
بعض المقاطعجيين القدامى التحق بالشكل السلطوي الجديد الذي أفرزته الحرب الأهلية وأحزابها وولاءاتها، فحافظ على ثروته وجزء من موقعه السياسي وحضوره الشعبي. آخرون حوربوا بما هو أشدّ تبعاً لتسلطهم المطلق السابق ومنعوا من العودة تحت أيّ ذريعة وبأيّ شكل.
من هؤلاء من بات لقب العائلة السياسي مع حفيد الحفيد، وما زال مؤيدوه- مؤيدو العائلة- يشيرون إليه عندما يتحدثون عنه: "هو بيك ابن بيك ابن بيك". فأيّ انتخابات وأيّ مؤسسات تغير في ذهنية ترفض الدخول إلى دولة حديثة، بل تطبع الأحزاب نفسها بالعشائرية والعائلية!؟ ذهنية تحاول التهرب من الواجبات ما أمكنها، ولا تعرف طريقاً لنيل حقوقها غير تقبيل يد الزعيم، والتظلل بعباءته المذهبية، وافتدائه بالروح والدم وبكثير من الرصاص عند الضرورة.
ذكر أيامنا هذه بالذات مردّه من جهة إلى كثرة الألقاب التي يتغنى بها اللبنانيون لزعمائهم والتي تشهد أقصى ارتفاع لها في موسم الانتخابات، وهي ألقاب بعضها يرافق أسماء هؤلاء السياسيين على بطاقة الهوية. ومن جهة ثانية فإنّ هذا الذكر يستحضر تاريخ تلك الألقاب وما فيه من وراثة سياسية سلطوية تسلطية تستعيد زمن المقاطعجيين البائدين ممن تلقوا بحسب أزمنتهم بركات السلطنة في منحهم الألقاب والأراضي والتصرف بناسها. ومن جهة ثالثة، تعكس هذه الألقاب استمرار استيطان البنية التقليدية داخل مؤسسات يفترض أنّها تشكل هيكلاً لدولة حديثة، بل عريقة في "حداثتها" مقارنة بمعظم دول المنطقة.
تلك الألقاب المتوارثة تختلف عن ألقاب دينية من قبيل "الحاج" أو إنسانية كـ"المعلم" أو علمية كـ"الدكتور" أو مهنية كـ"الأستاذ" للمدرّس والصحافي والمحامي، أو عسكرية كـ"الجنرال" أو نضالية كـ"الرفيق" وغيرها، ولو أنّ تلك الألقاب أيضاً لها قواعدها العامة وإتيكيتها الاجتماعي وقدرتها على أسر قلوب الجماهير، خصوصاً عندما ترتبط بالسلطة مهما كان شكلها. الاختلاف في الألقاب المرافقة للهوية - ومعها لقبان أو ثلاثة غير مرافقة لها- أنّها متوارثة من جد الجد إلى حفيد الحفيد. ألقاب يُعرَف بها صاحبها ويعرّف عنه، لتدلّ على شرفه الرفيع ومقامه العالي ورقيّه الأخلاقي مهما كان سلوكه غير متوائم مع تلك الشمائل.
مناطق لبنانية كثيرة عانت من تسلط كبار أصحاب الألقاب هؤلاء، خصوصاً قبل الحرب الأهلية (1975). مع ذلك، كان لهم مؤيدون كثر يفتدونهم بدمائهم، واستمر التأييد حتى اليوم، ليزداد حدة في مواسم الانتخابات البرلمانية.
بعض المقاطعجيين القدامى التحق بالشكل السلطوي الجديد الذي أفرزته الحرب الأهلية وأحزابها وولاءاتها، فحافظ على ثروته وجزء من موقعه السياسي وحضوره الشعبي. آخرون حوربوا بما هو أشدّ تبعاً لتسلطهم المطلق السابق ومنعوا من العودة تحت أيّ ذريعة وبأيّ شكل.
من هؤلاء من بات لقب العائلة السياسي مع حفيد الحفيد، وما زال مؤيدوه- مؤيدو العائلة- يشيرون إليه عندما يتحدثون عنه: "هو بيك ابن بيك ابن بيك". فأيّ انتخابات وأيّ مؤسسات تغير في ذهنية ترفض الدخول إلى دولة حديثة، بل تطبع الأحزاب نفسها بالعشائرية والعائلية!؟ ذهنية تحاول التهرب من الواجبات ما أمكنها، ولا تعرف طريقاً لنيل حقوقها غير تقبيل يد الزعيم، والتظلل بعباءته المذهبية، وافتدائه بالروح والدم وبكثير من الرصاص عند الضرورة.