بيرلو وريبيري بين الاشتياق والتهديد بالعودة الى المنتخب

09 سبتمبر 2014
ريبري وبيرلو من أبرز نجوم الملاعب الأوروبية(getty-Marco Luzzani )
+ الخط -

 ما بين الرغبة والاشتياق الى العودة للساحة الدولية، والتعنت والاصرار على عدم تمثيل المنتخب، تبايَنَ موقفا النجمين الإيطالي، أندريا بيرلو، والفرنسي فرانك ريبيري.

فقد فضل بيرلو اعتزال اللعب دولياً في سن 35 بعد إخفاق الأزوري في مونديال البرازيل والخروج من الدور الأول، والتفرغ لفريقه يوفنتوس.

أما ريبيري، الذي حرمته الإصابة من المشاركة مع "الديوك" في كأس العالم، فقد أعلن بشكل مفاجئ اعتزاله الدولي، وهو في سن 31، مبرراً قراره أنه يود التفرغ لناديه "بايرن ميونخ" الألماني ورعاية أسرته.

انقسمت ردود الأفعال بشأن موقف بيرلو، فكثيرون احترموا رغبة بطل مونديال 2006 في الانسحاب خصوصاً بعد كبر سنه، وشجعوا تجديد الدماء، وكثيرون أيضا طالبوه بالعدول عن قراره نظراً لأنه لا يزال قادراً على العطاء، وليس من بين الجيل الحالي من يماثله الموهبة والإبداع.

أما موقف ريبيري فكان مثار دهشة بين الغالبية العظمى من جمهور الكرة العالمية، وبالأحرى داخل بلاده، فاللاعب لا يزال في أوج عطائه، وفاز قبل عام واحد بجائزة أفضل لاعب في أوروبا، كما أن أمامه فرصة التألق في بطولة أمم أوروبا بعد عامين على أرضه وبين جماهيره، وقيادة الكتيبة الحالية الواعدة الى التتويج باللقب.

وإذا كان الحافز لدى أندريا قد انخفض بعد المشاركة المخيبة في كأس العالم، والذي نال شرف التتويج به على أرض ألمانيا قبل 8 أعوام، فإن الحافز لدى فرانك كان من المفترض أن يتضاعف بعد استبعاده من المونديال الماضي في اللحظات الاخيرة بسبب الإصابة، فضلاً عن أنه لم يتوج بلقب كبير حتى الآن مع فرنسا، واكتفى بخسارة نهائي البطولة التي ظفر بها بيرلو.

ولعب مدرب اليوفي السابق ومدرب إيطاليا الحالي، أنطونيو كونتي، دوراً محورياً في تراجع بيرلو عن قراره، حيث أكد أهمية وجوده في مشروعه الجديد، وهو أفضل من يدرك قيمة بيرلو الذي جاءه في بداية عهده مع "السيدة العجوز" حين أغلقت أمامه أبواب ميلان، ليصنعا سويّاً المجد بقميص البيانكونيري ويساهما بأكبر قدر في التتويج بالكالتشو لثلاثة مواسم متتالية.

في المقابل فإن موقف ديشامب كان أضعف في محاولة إقناع ريبيري بالعودة الى المنتخب، ولم يخرج عن إطار التمني بأن يسير على نهج الأسطورة، زين الدين زيدان، ولعب دور القائد في يورو 2016 المقبل، وحمل رسالة ضمنية بأن غيابه لن يكون مؤثراً في ظل وجود بدائل جيدة.

لكن في الوقت الذي قوبل فيه بيرلو بحفاوة وترحاب في بلاده، لم يمنح أسطورة فرنسا السابقة أيضا ميشيل بلاتيني، وبالصدفة أيقونة يوفنتوس السابق كذلك، أية فرصة لريبيري للتفكير، وهدده بالإيقاف مع فريقه بايرن، بحجة أنه ليس من حقه الاعتزال دولياً بقرار أحادي من دون موافقة المدرب، وسبقه ديشامب في تأكيد أن ريبيري ملزم بالانضمام الى المنتخب إذا تلقى دعوة بذلك.

لم يعلق ريبيري حتى الآن على هذا التهديد، لكن ناديه البافاري قدم له الدعم، وأكد رفضه لما قام به رئيس الويفا من تهديد نجمه والضغط عليه.

ويبقى القرار في يد ريبيري حاليّاً، الذي أعلن عن رغبته في البقاء مدة أطول بين أبنائه وزوجته، فإما يتمسك بقرار الاعتزال حفظاً لكرامته وتمسكاً بدوافعه، أو يرضخ للضغوط بإرادته أو مرغماً، لكن الأكيد أنه لا ولن يلقى معاملة بيرلو نفسها.

 

المساهمون