البنك الإسباني كان قد استحوذ على النادي الأبيض والأسود عقب فشل الأخير في تسديد الديون المتراكمة عليه جراء عمليات اقتصادية سيئة متلاحقة تسبب فيها الرئيس الأسبق خوان سولير وفشل في مقاومتها الرؤساء الذين تلاحقوا على النادي عقب استقالة سولير وبيعه لأسهمه في النادي بعد أن تسبب في "خراب ملطة".
وبعد عملية استمرت لشهور، نجح أخيراً بيتر ليم في انتشال فالنسيا من الأزمة التي عصفت به على مدار سنوات وتسببت في رحيل كل نجوم الفريق الذين دأب النادي على تقديمهم للعالم ولم يستطع الاحتفاظ بهم أمام ملايين الأندية الأخرى.
خطوة ذكية..لتفادي البيروقراطية
بيتر ليم لجأ لحل ذكي جداً لتفادي بيروقراطية وطوّل عملية البيع تلك والتي صنفه تقرير صادر من صحيفة "آس" الإسباني كثاني أكبر عملية بيع في تاريخ كرة القدم، وذلك عن طريق شراء عقود عديد اللاعبين كثلاثي بنفيكا رودريجو مورينو وأندريه جوميش وجواو كانسيلو عن طريق شركته للتسويق الرياضي المسماه بـ "ميريتون" ثم إعارتهم لفالنسيا انتظاراً لإتمام عملية البيع –لأن فالنسيا لم يكن يملك المال اللازم لشرائهم قبل إتمام عملية البيع- كما لجأ لعقد شراكة قوية بينه وبين أهم وأشهر وكيل أعمال للاعبين في العالم جورجي مينديز الذي جلب من طرفه أكثر من لاعب آخر يملك حقوقهم كفيليبي أجوستو الذي لم يقنع كثيراً حتى الآن بينما أعاد المدافع الأرجنتيني نيكولاس أوتامندي إلى الواجهة بعد أن عاد للقارة العجوز عبر بوابة فالنسيا ويقدم مستوى رائعاً جداً.
لم يتوقف تأثير جورجي مينديز على انتقالات اللاعبين حيث جلب أيضاً مدرباً جديداً هو وكيل لأعماله وهو البرتغالي نونو اسبريتو سانتو بدلاً من المدرب الأرجنتيني بيتزي الذي كان قد حسّن كثيراً من مستوى الفريق في النصف الثاني من الموسم وكاد يصل لنهائي الدوري الأوروبي لولا رصاصة رحمة من إشبيلية، وهي خطوة أثارت تحفظات البعض من جماهير فالنسيا لما أظهره بيتزي من جانب ولمسيرة نونو التدريبية المتواضعة من جانب آخر.
فالنسيا إحساس وليس تجارة
لكن ليم كان ذكياً أيضاً في سوق الانتقالات حيث أتاح الفرصة للعمل بعيداً عن مينديز حيث بات اللاعبان الشهيران في الفريق الذهبي لفالنسيا، الجناح الأيمن فرانشيسكو روفيتي وأسطورة الدفاع روبيرتو أيالا ضالعين في عمليات ذكية لجلب اللاعبين حيث ضما المدافع الدولي الألماني شكودران موستافي من سامبدوريا الإيطالي وهو الذي سجل 3 أهداف في آخر مباراتين بالليجا وكذلك قاما بضم موهبة لاتينية هي الأرجنتيني رودريجو دي باول فكان غريباً أن تظهر صفقات فالنسيا وهي تقوم بالتقاط الصور مع رئيس النادي أماديو سالفو عندما تتم الصفقة من طرف مينديز أو ليم أو بالتقاط الصور مع المدير الرياضي روفيتي أو مسؤول التعاقدات اللاتينية أيالا عندما تتم الصفقة من طرفهما.
خطوة روفيتي وأيالا كانت ذكية من طرف المليادير السنغافوري الذي بدأ في إشعار جماهير فالنسيا بأنه ليس فقط مستثمر بل يسعى لعدم إفقاد النادي هويته ما جعل الجماهير تميل إلى جانبه ضد بنك بانكيا الذي بات يضع العراقيل الواحدة تلو الآخرى فجرت مظاهرات وأعمال تخريبية في أكثر من مرة بفروع بانكيا في مدينة فالنسيا أو أمام ملعب ميستايا قبيل المباريات أملاً في الضغط من أجل التحوّل التاريخي وذلك ضمن حملة "فالنسيا إحساس، وليس تجارة".
اتفاق بالملايين، ومستقبل مشرق
من ضمن ما قام ليم بعرضه ضمن عرضه الشامل للاستحواذ على أسهم مؤسسة فالنسيا هو أن يقوم بتوفير 60 مليون يورو في سوق الانتقالات الماضية بالإضافة لمنح النادي قرض بـ100 مليون يورو يتم تمويل صفقتي رودريجو وجوميش منهما والمقدرة قيمتهما معاً بـ45 مليون يورو تقريباً، وفي حين فات أوان الـ60 مليون يورو بسبب تأخر عملية الاستحواذ يُنتظر أن يكون سوق الانتقالات القادمة بمثابة المزيد من الدعم لصفوف الفريق في عدة مراكز.
وبحسب الاتفاق، فإن ليم لن يقوم باستعادة الـ100 مليون يورو التي قام بمنحها لفالنسيا إلا بعد أن يسدد ديون النادي تجاه بنك بانكيا والمقدرة بـ230 مليون يورو كما أن الاتفاق ينص على إنهاء ليم للأعمال المتبقية في الملعب الجديد "نو ميستايا" في موعد أقصاه عام 2019 ومساء أمس قال رئيس النادي سالفو إنه يُنتظر أن يلعب الفريق في الملعب الجديد في بداية موسم 2018/2019 وبكل تأكيد فإن السنغافوري سيكون أحرص الأشخاص على إنهاء الأعمال الخاصة بالملعب لأنها ستدر على النادي الملايين والتي سيكون له نصيب الأسد منها بعد أن قدم عشرات الملايين حتى الآن لانتشال النادي من أزمته بل وإعادته ليكون واحداً من أهم الأندية في إسبانيا بل وفي أوروبا هذا إن علمنا أن فالنسيا منذ فترة طويلة وهو عضو في قائمة الـ G14 والتي تضم أهم أندية أوروبا وها قد باتت النتائج تبشر بمستقبل مبهر للفريق خصوصاً عندما نعلم أن فالنسيا أصبح الفريق الذي يملك أصغر معدل أعمار في الليجا.