تعتبر الضربات الثابتة بمثابة الكنز الثمين لأي فريق يبحث عن اللقب، إنها الكرات التي توفر القيمة المضافة لفرق الصدارة، وتجلب النقاط أثناء المباريات المعقدة. وبالعودة إلى بطولات الموسم الماضي، وصل برشلونة إلى الثلاثية مع إنريكي، بعد ضبط عملية التحولات، وتطوير استغلال الفريق للكرات الثابتة، سواء في الركنيات أو الضربات السريعة خارج منطقة الجزاء.
كرات الذهب
وتزيد قيمة الضربات الثابتة في دوري بقيمة الكالتشيو، خصوصاً مع زيادة التركيبات الدفاعية، واتجاه معظم الفرق إلى حماية مرماها أولاً، ومن ثم البحث عن أهداف. رقمياً، سجل يوفنتوس حامل اللقب 72 هدفاً في الدوري بالموسم الأخير، 19 هدفاً من هذا الرقم عن طريق الكرات الثابتة سواء ركنيات أو تسديدات، بنسبة تزيد عن 26 % أي فوق الربع تقريباً.
ويسير روما هذا الموسم على الخطى نفسها، بعد تصدره بطولة الدوري بجدارة، وتفوقه على الجميع فيما يخص اللعب السريع، واستغلال الكرات الثابتة، فذئاب العاصمة سجلوا حتى الآن 25 هدفاً، بواقع 8 أهداف من الكرات الثابتة، أي بنسبة تصل إلى 32 % من كامل رصيده التهديفي، مع نجومية شبه مطلقة للبوسني ميراليم بيانيتش، أحد أفضل اللاعبين في أوروبا منذ بداية الموسم.
ورغم الأداء السيئ للفريق الروماني في عصبة الأبطال، إلا أن فريق المدرب رودي غارسيا استفاد جيداً من سوء مستوى يوفنتوس، البطل الذي تفوق على روما في السنوات الأخيرة، ومجرد التفكير في إبعاده عن المنافسة، يعني فوراً دخول فريق العاصمة سباق اللقب من الباب الكبير، وكأنهم على موعد مع تكرار الموسم التاريخي مع فابيو كابيلو مطلع الألفية.
أسونساو
يبقى جيل روما 2000-2001 أحد أفضل الأجيال في تاريخ الكالتشيو الحديث، بعد الفوز باللقب الثمين رفقة المدرب الخبير فابيو كابيلو، مع النجوم العظام، غابرييل عمر باتيستوتا وفرانشيسكو توتي ومونتيلا وكافو وإيمرسون والبقية، حينما لعب الإيطالي بتكتيك 3-5-2، من أجل إغلاق الجانب الدفاعي جيداً، وتوفير الحرية الكاملة لكتيبة الهجوم في الأمام.
ألداير وزيبينا وصامويل، ثلاثي دفاعي أعطى ثنائي الأظهرة كافو وكانديلا كامل الأريحية في التقدم، مع خط وسط فولاذي يحمي الفريق من المرتدات، مع توتي كصانع لعب خلف مونتيلا أو ديلفيكيو وباتيستوتا، ومع كامل التقدير لهذه الكوكبة الرائعة، كان هناك مكان خاص للبرازيلي المنسي ماركوس أسونساو، رجل الضربات الثابتة، وصاحب الأهداف المهمة لروما أثناء الأوقات الحاسمة.
لعب أسونساو مع روما من 1999 حتى 2002، وشارك في 55 مباراة سجل فيها 9 أهداف، معظمها عن طريق الكرات الثابتة، ليقدم اللاعب نفسه كحل محوري يملكه فابيو كابيلو، ويحفر اسمه وسط الكتيبة الرائعة التي استحقت الفوز بالدوري في صيف 2001.
بيانيتش
يحافظ روما غارسيا على خطة 4-3-3، لا يُغيّرها إلا في أضيق الظروف، ويعاني المدرب الفرنسي من جمود أفكاره التكتيكية، وعدم توافر أي جديد في حالة اللعب أمام خصم يُغلق الملعب جيداً، هذا ما يتم تناقله في الأوساط الكروية الإيطالية، لكن الرجل يسير بشكل مميز محلياً، والسر في قوة الوسط بقيادة بيانيتش.
يحصل بيانيتش على كامل الحرية في الوسط، يلعب أمام محاور الارتكاز، ويتحرك بين العمق والأطراف، لذلك هو لاعب وسط ثالث في الثلث الأخير، وريشة هجومية تربط بين لاعبي الأجنحة وبقية الأسماء في المنتصف، ويساهم بشدة في أهداف روما من خلال التسجيل أو الصناعة لبقية المهاجمين.
رقمياً، سجل بيانيتش 5 أهداف وصنع مثلها، والأهم أنه سجل ثلاثة أهداف من خارج منطقة الجزاء، مع تميّزه اللافت في لعب الكرات الثابتة، الصفة التي تعيدنا إلى أيام أسونساو مع فابيو كابيلو. وإذا اخترنا أهم مباراة لروما هذا الموسم، ستكون مباراة يوفنتوس في الأولمبيكو، ويومها افتتح بيانيتش النتيجة عن طريق كرة ثابتة، مفتاح العبور إلى السكوديتو.