دأب كلّ من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والنظام السوري طوال السنوات الأربع الماضية على قصف وتدمير وتفجير وانتهاك الأماكن الأثرية والتاريخية السورية، من دون أيّ رادع أو حسيب... مع هذا يتفاجأ العالم ومنظّماته بكلّ عملية تدمير وكأنّها غير متوقّعة، فيدينون ويحذرون...
بدورها حرصت "منظمة الأمم المتحدة للعلم والثقافة - اليونسكو" على استصدار بيان صحافي عقب كلّ مرّة يدمّر "داعش" أو يفجّر فيها آثاراً سورية أو عراقية، لتؤكّد إدانة المنظمة لهذا الفعل، مع بعض عبارات المفاجأة، وسرد نمطي لما تعرفه المنظمة عن هذه الآثار وأهميتها.
ما يميّز بيانات اليونسكو التي صدر آخرها أمس، أنّها لا تشبه بعضها كثيراً. بالعودة إلى البيانات الثلاثة الأخيرة التي تناولت انتهاكات داعش في تدمر، نجد أنّ مديرة اليونسكو ايرينا بوكوفا استنكرت قتل عالمين أثريين في تدمر وحزنت عليهما.
فيما دانت تدمير معبد بعل شمين واستدلّت منه على أنّ داعش لم يفعل هذا بنية صافية. أما في بيانها الأخير، أمس، وبعد تدمير داعش معبد بل الأثري، فقد أعربت بوكوفا عن "هلعها"، وقالت إنّها جريمة "لا يمكن التسامح بها".
اللافت أيضاً في بيان الأمس أنّ اليونسكو اعتبرت نفسها "في حرب جديدة"، وأكّدت أنّها "ستواصل حربها بلا هوادة"، وهو ما يشير إلى احتمال استصدار بيان جديد أقسى من سابقاته، في أيّ لحظة، خصوصاً مع وجود العديد من المواقع الأثرية الناجية في سورية، والتي لا تزال تحت رحمة "داعش".
اقرأ أيضاً: فنانة ايزيدية شهيرة تقود مسلّحات للانتقام من "داعش"