بومبيو من القاهرة: سننسحب من سورية ونواصل قتال "داعش"

10 يناير 2019
ألقى بومبيو الخطاب في الجامعة الأميركية بالقاهرة (العربي الجديد)
+ الخط -
قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إن سحب واشنطن لقواتها من سورية لا يتعارض مع مواصلة قتال تنظيم "داعش" الإرهابي في إطار التزام واشنطن بـ"القضاء الكامل" على خطر التنظيم، مشيرا إلى أن بلاده تعمل مع مصر على تعزيز التحالف الاستراتيجي "من أجل دعم السلم والأمن والرفاهية في منطقة الشرق الأوسط".

وأضاف بومبيو، في خطاب ألقاه في الجامعة الأميركية في القاهرة، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة "قوة خير" في الشرق الأوسط، وتحل الفوضى بانسحابها، داعياً دول المنطقة إلى بذل مزيد من الجهد في التصدي لخطر "داعش"، وخاصة أن قيادات سابقة لم تقدر خطر التشدد في المنطقة العربية، وأساءت تقدير "وحشية" التشدد الإسلامي، على حد تعبيره.

وتابع بومبيو، الذي وصل إلى العاصمة المصرية بعد زيارة خاطفة للعراق، أن "الولايات المتحدة واجهت الحقيقة القبيحة للإسلام المتشدد خلال 24 شهراً"، مستطرداً "حين تنسحب أميركا يسود الخراب والدمار، ولقد غابت الولايات المتحدة عن الشرق الأوسط في أوقات حساسة، وترددت في استغلال نفوذها لمساعدة أصدقائها، ولكن هذا انتهى مع تولي الرئيس دونالد ترامب للحكم".

وشدد كذلك على أن الولايات المتحدة مستمرة في تقديم الدعم إلى النظام المصري في حربه ضد الإرهاب بمناطق سيناء، معرباً عن "سعادته كمسيحي بزيارة القاهرة بعد افتتاح أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتقدم الذي تحرزه مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على صعيد تعزيز الحريات الدينية"، وفق قوله.

ووجه بومبيو انتقاداً لسياسات الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في الشرق الأوسط، وخطابه السابق في جامعة القاهرة عام 2009، بالقول: "وقف هنا قائد أميركي ليقول لكم إن التشدد لا ينبع من أيديولوجية معينة. هذا خطأ، فالولايات المتحدة ستظل قوة تحريرية، وليست قوة احتلال. ولكن هل يمكن قول المثل عن الصينيين أو الروس؟ هل يأتون للإنقاذ كما نفعل؟!".



وزاد بومبيو: "الولايات المتحدة أخطأت حين وجهت حديثها إلى مسلمي الشرق الأوسط وحدهم، وقوضت فكرة الأمة الدولة. والاتفاق النووي الإيراني كان نتيجة الرغبة في تحقيق السلام بأي ثمن"، مواصلاً "عصر العار الأميركي والسياسات التي أتت معه انتهت. ونحن نأتي بدعوة من الدولة نفسها، وبعد انتهاء المهمة نغادر، كما حدث مع عشرات الآلاف من الجنود في العراق".

وفي وقت سابق، قال بومبيو في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري، إن "واشنطن ستظل شريكاً راسخاً في الشرق الأوسط، ومن الممكن أن تسحب قواتها من سورية، وأن تستمر أيضاً في حملة محاربة داعش". وأضاف: "سنقوم بذلك بطريقة ما، وبشكل مختلف في سورية. لقد قرر الرئيس ترامب سحب قواتنا. حسناً، سنفعل ذلك".

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، فإن "زيارة وزير الخارجية الأميركي تأتي في إطار التواصل رفيع المستوى بين الإدارة الأميركية والحكومة المصرية، وتستهدف تعزيز العلاقات الاستراتيجية الراسخة بين البلدين، والتشاور حول كيفية التعامل مع مختلف القضايا والتحديات الإقليمية التي تعمل الدولتان على إيجاد حلول مستدامة لها، بهدف تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".

وصرح المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد حافظ، بأن الوزيرين "عقدا جلسة مباحثات تناولا خلالها سبل دفع وتدعيم أوجه العلاقات الثنائية، من خلال زيادة وتيرة الزيارات على المستويات السياسية والفنية، وتنويع أطر التشاور والتعاون المشترك، بما في ذلك البدء في التحضير لعقد جولة جديدة من آلية الحوار الاستراتيجي، والمشاورات (صيغة 2+2) بين وزيريّ دفاع وخارجية البلديّن خلال العام الجاري".

وقال حافظ إن شكري حرص على التأكيد خلال المباحثات على ما تحظى به العلاقات المصرية الأميركية من أهمية استراتيجية للجانبين، وهو الأمر الذي يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار، ليس فقط في مصر، ولكن في المنطقة بشكل عام، معرباً عن تطلع القاهرة إلى استمرار وزيادة دعم واشنطن لمجمل الجهود الجارية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية.

كما أعرب شكري عن "تقدير مصر للمساعدات الأميركية التي تعكس أهمية وخصوصية العلاقات بين البلدين، كما تخدم مصالح الجانبين بشكل متساو"، مشدداً على "أهمية الحفاظ على وتيرتها، بل وزيادتها على ضوء المتغيرات الجارية والتحديات المشتركة، خاصة ما يتعلق بدعم مصر في حربها على الإرهاب، بما يحقق مصالح الأمن القومي لكل من مصر وأميركا على حد سواء".

من جانب آخر، سخر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، من تصريحات بومبيو التي قال فيها إنه "حين تنسحب أميركا تحل الفوضى"، وكتب في حسابه على "تويتر": "حينما وأينما تتدخل الولايات المتحدة، تحل الفوضى والنقمة والقمع"، وفق ما نقلت عنه وكالة "رويترز".