بوكيتينو ونظرية البقرة والقطار..حين ينقلب السحر على الساحر

20 سبتمبر 2018
الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام (Getty)
+ الخط -
خرج الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، المدير الفني لتوتنهام، خلال المؤتمر الصحافي الذي سبق مواجهة إنتر ميلان الإيطالي في دوري أبطال أوروبا، بتصريح أثار قدراً من الجدل والسخرية على حد سواء، بعد حديثه عما اعتبر أنه نظرية "البقرة والقطار"، لكن السحر انقلب على الساحر وانتهت المباراة بفوز النيراتزوري 2-1 بهدف قاتل في الدقيقة الأخيرة.

وأوضح المدرب في قاعة المؤتمرات الصحافية، بقوله: "الخبرة هي الخبرة، لكن ينبغي أن تطبقها، إضافة للتعطش والحافز والمهارة، وإذا لم تكن ماهراً فلن تسعفك الخبرة مستقبلا، لأن الأمر يشبه بقرة لا ترى القطار يمر عبر القضبان يومياً لمدة 10 أعوام في التوقيت نفسه، وإذا سألتها عن أي توقيت يمر فيه القطار، فلن يكون لديها الجواب الصحيح"، ليخسر بوكيتينو بعدها بقليل المباراة في منعطفها الأخير دون أن يستغل خبرته أو ذكاءه.

وتابع بوكيتينو فريقه يسقط، إذ كان يشاهد تقدم فريقه بهدف، لتنقلب الطاولة على رأسه بهدفين لأصحاب الأرض، ورأى لاعبيه يسقطون في المباراة الثالثة على التوالي هذا الموسم، إثر الهزيمة من واتفورد، وليفربول في "البريميير ليغ"، ليدرك أن النظريات والتصريحات النارية سلاحاً ذا حدين.

وانعكست نتيجة مباراة دوري أبطال أوروبا العصيبة والدرامية على تصريحات بوكيتينو في المؤتمر الصحافي، الذي بدا فيه عصبياً وصب غضبه على وسائل الإعلام، حيث قال "تسألونني دوما عن اللاعبين الذين أدفع بهم، وتعطون الإيحاء بأن اللاعبين الـ13 أو الـ14 الآخرين ليسوا سوى حثالة".

وأضاف مدرب توتنهام "عندما يكون قراري بالبدء بـ11 لاعبا يجب أن تحترموا ذلك، لأنني أنا المدرب، ولا أفهم حقيقة كيف يمكنكم إطلاق الأحكام بهذه السهولة، خاصة حين تتحدثون عن أشخاص ليسوا موجودين معنا. تقتلون اللاعبين الذين يقدمون كل ما بوسعهم".


لكن حدة بوكيتينو على الأرجح ربما لا تتعلق بخسارة هذه المباراة تحديداً، بل بالسقوط في فخ الهزيمة ثلاث مرات على التوالي لأول مرة منذ وقت بعيد.

ولم يسبق لبوكيتينو أن ذاق مرارة الهزيمة في ثلاثة لقاءات متتالية، طيلة أربع سنوات قضاها مع أبناء شمال لندن، وإن كنت تريد معرفة متى آخر مرة حدث فيها هذا السيناريو المرعب، بالنسبة للمدرب الأرجنتيني، فربما يتعين عليك العودة للحقبة التي كان يدرب فيها ساوثهامبتون في مارس/آذار 2014.

ويعود السبيرز إلى غمار منافسات الدوري الإنكليزي، حين سيحل ضيفاً على برايتون في ملعب آميكس، الذي خسر فيه مانشستر يونايتد هذا الموسم، فهل ينجح بوكيتينو في إنهاء هذه الحقبة المظلمة وكسر لعنة هذا الملعب؟ لا سيما أنه سيستضيف برشلونة في مواجهة نارية في ثاني جولات مجموعته بدوري أبطال أوروبا.
المساهمون