ألقى المرشّح المحتمل للرئاسة الأميركية جب بوش أمس الأربعاء، خطاباً في مدينة ديترويت بولاية ميشيغان الأميركية، اعتبر تدشيناً مبكراً لحملته الانتخابية نحو البيت الأبيض.
ولم يختر بوش منطقة مدينة ديترويت لإلقاء خطابه فيها، لأنها معقل العرب الأميركيين، وفقاً لمراقبين، لأن وزنهم الانتخابي "غير كبير"، والسبب على الأرجح في هذا الاختيار، هو أن الدعوة تلقاها من نادي ديترويت الاقتصادي، فكانت الفرصة سانحة أمامه لتقديم نفسه كمدافع عن الطبقة العاملة والفئات المحرومة اقتصادياً والأقليات، التي على رأسها الأميركيون الأفارقة.
فعندما تحدث جب بوش أمام نحو 500 من ذوي الاهتمامات الاقتصادية، بدا الرجل كأنه يحذو حذو الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، الذي هزم والده جورج بوش الأب في انتخابات 1992 نتيجة تركيز كلينتون على القضايا الاقتصادية الداخلية الملحة، وتفاخر بوش الأب بالانتصارات الخارجية.
وعبّر جب بوش عن طموحه الكبير بالقول إن الولايات المتحدة لا يجب أن تقل نسبة النمو فيها عن أربعة في المائة سنويا، أي ضعف النسبة الحالية. كما انتقد أسلوب تعامل السلطات المحلية في مدينة ديترويت مع أصحاب الأعمال الصغيرة، معربا عن انحيازه إليهم.
وفي محاولة منه للنأي بنفسه عن الأثرياء الذين تنتمي أسرته إليهم، أشار جب بوش إلى أن فئة صغيرة من الأميركيين تستحوذ على نسبة كبيرة من الثروات، في حين أن أصحاب الأعمال والمشاريع الصغيرة يواجهون صعوبات كبيرة في تطوير مستواهم الاقتصادي إلى الأفضل. ومثل هذه اللهجة تعتبر نادرة بين المرشحين الجمهوريين.
ومن الملاحظ أن أول خطاب لجب بوش يقدم فيه نفسه إلى الجمهور الأميركي لم يتم في ولاية آيوا أو نيوهامبشر كما جرت العادة، بل في ولاية تفخر بصناعة السيارات، ويوجد فيها مصانع الشركات الثلاث الكبرى لصناعة السيارات، جنرال موتورز وفورد وكرايسلر، في مؤشر على أن الرجل يعرف تماما أين ستكون نقطة ضعفه، وأنه يريد منذ الآن أن يكسب العدد الأكبر من العمال والعاطلين عن العمل عن طريق وعود الإنعاش الاقتصادي.
يذكر أن مئات العائلات في مدينة ديترويت انقطعت عنها إمدادات مياه الشرب في الشهور الأخيرة بسبب عدم القدرة على دفع الفواتير، وهو ما أثار جدلاً كبيراً في الأوساط السياسية الأميركية حول مسؤولية الحكومة الفدرالية في توفير الخدمات إذا ما فشلت السلطات المحلية أو أفلست المدن المسؤولة عن توفيرها.