بورصة الكالتشيو..أسهم ميلانو في ارتفاع وانهيار نابولي

15 سبتمبر 2014
إنزاجي يحتفل بهدف مينيز (موقع ميلان الرسمي)
+ الخط -
حملت الجولة الثانية من الدوري الإيطالي في طياتها نصاً نمطياً ومنطقياً من جهة، ونصاً مجنوناً من جهة أخرى، فانتصار "اليوفي" على أودينيزي وروما على إيمبولي وإنتر على ساسولو نتيجة منطقية، ومن السهل التكهن بها، ولكن ما حدث لنابولي يعتبر مفاجأة تزيد من غليان البيئة، التي أصبحت ترى في بينتيز المسؤول الأول والأخير عن الخروج المبكر من دوري الأبطال، وعن تدهور مستوى مجموعة، كان من المفترض أن تُنافس على الألقاب، في وقت جاء فيه فوز روما بهدف عكسي وبأداء اقتصادي لتوفير الطاقة قبل الاستحقاق الأوروبي، ويوفنتوس يرد بفوز بالسمات نفسها وبالشخصية نفسها بهدف من تيفيز، وهدف آخر من ماركيزيو، ليُرسل أبطال إيطاليا المباراة ضد فريق ستراماتشوني إلى أرشيفات هذا الموسم، ويتحرروا من ضيف مزعج قبل المشاركة في المهمة الأوروبية. هذا ملخص للتحدي عن بُعد بين روما ويوفنتوس، والذي على الأرجح سيكون مُميزاً هذا الموسم، وسيرافق الدوري إلى الجولات الحاسمة.

وكان الجميع في ملعب اليوفنتوس في انتظار فريق أليجيري، ولكنه وجد يوفنتوس كونتي بكل خصائصه من ناحية التمركز والمنظومة والرسم التكتيكي، باستثناء انتقال بوجبا نحو اليسار لتبادل المراكز مع إيفرا. وقد تشكل هذه التجربة حلاً يفتح أمام أليجيري أكثر من مجال لاستغلال تعدد وظائف الفرنسي الشاب.

في الوقت نفسه، استمتع جمهور يوفنتوس بأداء من الطراز الرفيع من قبل بوجبا، بينما جمهور "سان سيرو" حلق عالياً مع كوفاتشيش، الذي باختراقاته ومراوغاته في العمق، ولا سيما بأهدافه استطاع أن يحسم مبكراً مصير ساساولو المتواضع، والذي تعرض في الموسم الثاني على التوالي لخسارة بسباعية من الإنتر، وجاءت أهداف إنتر ميلان بتوقيع من إيكاردي وأوزفالدو وجوارين، وبالطبع من نجم الأمسية الموهبة الكرواتية كوفاتشيتش.

قد يحلم الإنتر، بينما نابولي عليه أن يستفيق من الكابوس الذي يعيش فيه، فبعد فقدان بطاقة التأهل إلى دوري الأبطال، بسبب الخسارة أمام أتلتيكو بيلباو، تذوق نابولي أول خسارة في الموسم على ملعب سان باولو بهدفٍ نظيف، حمل توقيع الأرجنتيني ماكسي لوبيز.

 وخلال هذه المواجهة، على نابولي أن يلوم نفسه، إذ إنه أهدر أمام فريق مدينة فيرونا نحو خمس فرص سانحة للتسجيل، وأهدر ركلة جزاء لم ينجح هيجواين في ترجمتها، في حين قد تُكلف هذه البداية الكارثية الفريق الكثير على الصعيد المادي، وتتسبب في عدم تمديد عقد بينتيز مع نابولي، وهناك من يتمنى من الآن إقالة المدرب قبل فوات الأوان.

في المقابل، يسمح تدهور أوضاع نابولي لأكثر من فريق بالمنافسة من أجل خطف المركز الثالث، في وقت يعاني فيه فيورنتينا حالياً، فبعد الهزيمة من روما في الجولة الأولى، خاض مباراة مُملة ضد جنوى من دون عزيمة وبأداء سطحي نتج عنه تعادل سلبي يزيد من شكوك البيئة وإحباطها، بعد الإصابة الجديدة لجوزيبي روسي.

والفريق الوحيد، الذي قد يُشكل مفاجأة في هذا الموسم هو لاتسيو، الذي بثلاثية من توقيع كاندريفا وبارولو وبأداء مميز، خصوصاً بعد دخول كلوزة، سحق تشيزينا المتواضع، وأظهر ملامح مثيرة للاهتمام على صعيد الانتشار والانتقال من الدفاع إلى الهجوم.

وفي مقدمة الأندية الطامحة إلى استغلال غياب نابولي وخطف المركز الثالث، نجد ميلان إنزاجي، الذي ضد بارما ربما لم يقدم ميلان الذي يحلم به بيرلوسكوني، إنما نسخة واقعية لفريق يستغل كل أسلحته من دون تردد. وميزة ميلان المُتجدد هو الانضباط التكتيكي والواقعية المطلقة، حيثُ يلعب بثلاثة خطوط متقاربة وبثلاثي متحرك في الهجوم، يتراجع في الدفاع، وينطلق بسرعة في الهجومات المرتدة.

 بالطبع لا يمكن الحكم على إنزاجي كمدرب بعد 180 دقيقة فقط، ولكن من الطبيعي الحكم على أفكاره، حتى على صعيد الانتدابات، إذ أراد فريقاً سريعاً ومنضبطاً يستغل العمل الجماعي بثلاثي هجومي قوي، فطلب من الإدارة انتدابات تتماشى مع هذه الفلسفة، وأصر عليها، وعندما عجزت الإدارة عن انتداب لاعب معين، طرح أسماء بديلة بالتعاون مع جالياني.

فظهر مينيز وبونافينتورا في انتظار توريس وعودة الشعراوي التامة، ولا سيما إعادة الثقة لهوندا، كلها أدلة على وضوح أفكار مدرب ميلان الشاب، في حين أنه أمام بارما أتى بفوز مهم جداً في مباراة مجنونة وجنونية شهدت تسعة أهداف كاملة، واحد منها بالكعب من قبل الفرنسي مينيز، وطرد كلّ من بونيرا وفيليبي، والتحامات تليق بنهائي كأس.

وقد لا يكون لدى فريق إنزاجي النفس الطويل لقلة العناصر، خصوصاً في الدفاع بعد طرد بونيرا وإصابة أليكس. الآن أصبح يعيش حالة طوارئ، وقلة خبرة المدرب، والنواقص التي يعاني منها على الصعيد البشري في بعض المراكز، ولكن من دون أي شك فإن عهد إنزاجي أتى بحماس اشتاق جمهور ميلان إليه في السنوات الأخيرة.

قدمت الجولة الثانية كذلك صورة بديعة بملامح أتلانتا وسامبدوريا، اللذين يتنافسان مع لاتسيو لخطف لقب مفاجأة الموسم، ويحتلان مركزاً مثيراً للاهتمام في الترتيب العام، فسامبدوريا فاز بسهولة بأهداف من جابياديني وأوكاكا، بينما أتلانتا عمق جراح كالياري بفوز ثمين خارج الديار بأهداف من إيستيغاريبيا وبوكايي، لذلك فإن لاتسيو وأتلانتا وسامبدوريا وقائع تزيد من إثارة بطولة واعدة في الموسم الكروي الجديد. 
المساهمون