وقال معاون الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، عشية توجه بوتين إلى اليابان: "القضايا منطقية: الوضع العام للعلاقات الثنائية والاستقرار الاستراتيجي والنزاعات الإقليمية المتعددة في سورية وأفغانستان وأوكرانيا وفنزويلا، وبالطبع المشكلة الإيرانية إلخ". وأضاف أوشاكوف في تصريحات صحافية: "سيجري بحث الوضع في سورية وقضايا العمل المشترك على المسار السوري".
وفي هذا الإطار، رأى رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاعية الروسية، فيودور لوكيانوف، في صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الحكومية، أن مسألة إبرام "الصفقة الكبرى" بين موسكو وواشنطن لم تعد مطروحة في ظل انعدام طيف من قضايا تهم الطرفين.
وفي مقال بعنوان "بلا أجندة"، ذكّر لوكيانوف بأن المفاوضات الروسية الأميركية كانت تجري سابقاً في إطار "حزمة"، وكانت أحياناً تؤدي إلى نتائج عن طريق تقديم تنازلات متبادلة غير رسمية مثل عملية "إعادة إطلاق" العلاقات في أعوام 2010 - 2012 والتي اشتبكت فيها بعض القضايا المنفصلة مثل العقوبات بحق إيران، وانضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية، ومعاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية "ستارت"، وخفض النشاط الأميركي في فضاء الاتحاد السوفييتي السابق.
وأشار كاتب المقال إلى أن وصول رجل الأعمال ترامب إلى سدة الحكم أثار أحاديث حول "الصفقة الكبرى"، ولكن أي أسس للصفقات والتبادلات تلاشت بعد عامين ونصف العام من رئاسته.
وخلص إلى أنه "لا أجندة متكاملة بين موسكو وواشنطن، وإنما بعض المواضيع المنعزلة مثل سورية، حيث توجد احتياجات محددة، حسب ما يبدو من المفاوضات الأخيرة في إسرائيل".
وسبق لسكرتير مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف، أن عقد مطلع الأسبوع الجاري في القدس، لقاء غير مسبوق مع مستشاري الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، والإسرائيلي، مئير بن شبات، تناول قضايا الوجود الإيراني في سورية.
من جهتها، رأت صحيفة "فيدوموستي" الروسية أن الهدف من لقاء بوتين وترامب لا يتجاوز إظهار وجود اتصال بين الرئيسين بعد تراجع العلاقات الروسية الأميركية إلى أدنى مستوى.
وفي مقال بعنوان "حين تكون المصافحة أهم من الحوار"، ذكّرت الصحيفة بأن بوتين وترامب بحثا الملف السوري في جميع اللقاءات السابقة، إلى جانب قضايا ملحة أخرى غائبة عن أجندة لقاء اليوم، نظراً لصعوبة التوصل إلى اتفاق بشأنها، ومنها كوريا الشمالية ومصير معاهدة "ستارت".
وأوضح مدير عام المجلس الروسي للشؤون الدولية، أندريه كورتونوف، لـ"فيدوموستي" أن سورية باتت من القضايا العالمية القليلة التي يجري البلدانِ حوارا حولها.
ويعد لقاء اليوم هو الرابع بين بوتين وترامب اللذين التقيا لأول مرة على هامش قمة مجموعة الدول العشرين في هامبورغ في صيف 2017، وتلاه لقاء آخر خلال منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "أبيك" في فيتنام في العام نفسه، وقمة متكاملة في هلسنكي في يوليو/تموز 2018.
كما كان من المقرر عقد لقاء بين الرئيسين على هامش قمة مجموعة الدول العشرين الأخيرة في الأرجنتين في نهاية العام الماضي، ولكن تم إلغاؤه على خلفية الاشتباك بين العسكريين الروس والأوكرانيين في مضيق كيرتش الرابط بين البحرين الأسود وآزوف.