وتحدث بوتين، في كلمته اليوم الخميس، عن مختلف الخطط للتنمية التكنولوجية والاقتصادية للبلاد، ووعد بالحد من معدلات الفقر، وتحفيز العائلات على الإنجاب، وزيادة متوسط الأعمار المتوقعة، وتثبيت روسيا ضمن أكبر 5 اقتصادات في العالم.
وقال بوتين: "يمكننا اليوم وضع وتحقيق مهام من مستوى جديد. أظهر اقتصادنا صمودا، ويفتح تحقيق استقرار الوضع الاقتصادي، فرصا جديدة للقفزة في التنمية والنمو طويل الأجل".
ودعا إلى تجاوز التأخر التكنولوجي الذي تعاني منه روسيا، قائلا: "تعني التبعية والتأخر التكنولوجي، تراجع الأمن والإمكانيات الاقتصادية للبلاد، ونتيجة لذلك، فقدان السيادة".
وأعلن الرئيس الروسي عن عزمه على خفض نسبة الفقر في البلاد بمقدار النصف خلال ست سنوات، مذكرا بأن عدد الفقراء يبلغ حاليا نحو 20 مليونا، أي حوالي 14% من سكان البلاد، مقابل 10% في عام 2012.
وقال: "نتيجة للأزمة الاقتصادية، ازدادت معدلات الفقر مرة أخرى، ويعاني منه اليوم 20 مليون مواطن. هذا بالطبع ليس 42 مليونا، كما كان الحال عليه في عام 2000، لكن ذلك غير مقبول أيضا".
وتطرق بوتين إلى المشكلة السكانية في روسيا في ظل تراجع عدد السكان في سن الإنجاب، معلنا عن تخصيص نحو 60 مليار دولار لدعم الأمومة والطفولة في الأعوام الستة المقبلة، وذلك بزيادة نسبتها 40% مقارنة بولايته المنتهية، بالإضافة إلى خطة رفع متوسط الأعمار المتوقعة من 73 عاما إلى فوق الـ80 عاما.
ووعد برفع عدد العائلات التي تحسن ظروفها السكنية، من ثلاثة إلى خمسة ملايين سنويا، وذلك عن طريق زيادة دخل الفرد، وخفض أسعار الفائدة على قروض الرهن العقاري من 10% إلى 7%، وزيادة المعروض بسوق العقارات ووتيرة البناء من 80 إلى 120 مليون متر مربع سنويا، وضمان حقوق مشتري العقارات تحت الإنشاء ووضع المخاطر على عاتق المصارف وشركات البناء وليس على المواطنين.
وأعلن الرئيس الروسي عن خطة طموحة لتثبيت روسيا ضمن أكبر 5 اقتصادات في العالم، ورفع حصة الفرد في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 50% بحلول منتصف العقد الثالث من القرن، أي إلى حوالي 16 ألف دولار سنويا، وهو مستوى حصة الفرد قبل بدء أزمات الاقتصاد الروسي جراء تراجع أسعار النفط والعقوبات الغربية.
وبعد انتهاء القسم الاقتصادي الاجتماعي من رسالته، تطرق بوتين بشكل مقتضب إلى العملية العسكرية الروسية في سورية، مشيدا بزيادة قدرات الجيش الروسي وتعريف العالم بأحدث الأسلحة الروسية، وتحسين الظروف المعيشية والسكنية للعسكريين.
وبذلك وجّه بوتين رسالته إلى البرلمان للمرة الرابعة عشرة، إذ سبق له أن تولّى منصب رئيس روسيا خلال الفترة من عام 2000 إلى عام 2008، ثم شغل منصب رئيس الوزراء لمدة 4 أعوام، قبل أن يعود إلى الكرملين في عام 2012.
وتنص المادة 84 من الدستور الروسي على أن يوجّه الرئيس "رسائل سنوية إلى الجمعية الفيدرالية حول الوضع في البلاد، والاتجاهات الرئيسية للسياستين الداخلية والخارجية للدولة".
إلا أنّ بوتين لم يوجّه رسالته إلى البرلمان في نهاية عام 2017، بل تم إرجاؤها إلى موعد أقرب للانتخابات الرئاسية.
وعلى رغم أن ولاية بوتين المنتهية شهدت مجموعة من التطورات الدراماتيكية في الاقتصاد الروسي على أثر انهيار أسعار النفط في أعوام 2014 - 2016، إلا أن روسيا تمكنت من تحسين مؤشراتها الاقتصادية في العام الماضي، متجاوزة مرحلة الركود، وتسجيل نمو نسبته 1.5%.