وكان "العربي الجديد"، قد تطرق إلى بداية فصول الأزمة، بعد عودة المنتخب الجزائري من العاصمة المصرية القاهرة، والاستقبال البطولي الذي حظي به على المستويين الشعبي والرسمي، إذ تم تجاهل رئيس الاتحاد زطشي بشكل كلّي خلال الاحتفالات الرسمية والبروتوكولية التي جرت بقصر الشعب بدعوة من رئيس الدولة عبد القادر بن صالح.
وتم "تغييب" زطشي عن الصورة الرسمية التي أخذها أفراد المنتخب بالكأس الغالية برفقة رئيس الدولة، وتم استبعاد الأخير من الاحتفالات الرسمية، وعدم بث تصريحاته حول هذا الإنجاز من طرف وسائل الإعلام الرسمية، كما تم حرمانه أيضا من الحصول على وسام الاستحقاق الوطني الذي حصل عليه اللاعبون وبعض أعضاء مختلف الأجهزة الفنية والإدارية والطبية، رغم أن زطشي يعد جزءاً من الإنجاز من منطلق أنه رئيس الاتحاد الذي تمكن من إهداء الجزائر ثاني ألقابها الأفريقية خلال 19 مشاركة في النهائيات القارية منذ عام 1986 تاريخ أول مشاركة لها.
وكشفت تقارير إعلامية جزائرية، أن حبل الود انقطع بين زطشي وبين السلطات الحكومية في البلاد، ما جعله يقرر إعلان استقالته من منصبه، مشيرة إلى أن ذلك سيحصل خلال الاجتماع الشهري للمكتب التنفيذي للاتحاد يوم 30 يوليو/تموز الجاري.
وبحسب موقع "لاغازيت دوفيناك" الرياضي الجزائري، فقد دُفع زطشي "للاستقالة من منصبه" للأسباب المذكورة سابقاً، مضيفاً بأن رئيس الاتحاد الجزائري يوجد في "مرمى نيران الحكومة الجزائرية التي تسعى لدفعه للرحيل عن منصبه من أجل تفادي أي عقوبات من طرف الاتحاد الدولي، الذي يمنع تدخل الحكومات والهيئات السياسية في عمل اتحادات الكرة".
وتابع، أن مصالح رئاسة الدولة في الجزائر قامت بـ"منع" زطشي من مرافقة لاعبي المنتخب والمدير الفني جمال بلماضي خلال الاحتفالات الرسمية، كإشارة واضحة منها إلى أنه غير مرغوب فيه.
وفي سياق متصل، كشفت وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" عبر مراسلها في الجزائر، عن عزم زطشي تقديم استقالته احتجاجا على الطريقة التي عومل بها من قبل السلطات العليا في البلاد.
وأضاف ذات المصدر نقلا عن مصادر مقربة من الاتحاد الجزائري لكرة القدم، أن زطشي في حالة غضب شديد بسبب إقصائه من حفل التكريم الذي حظي به المنتخب بعد تتويجه بلقب كأس أمم أفريقيا 2019، مرجّحا أن يقدم زطشي على الاستقالة قريبا، لشعوره بأنه غير مرغوب فيه من قبل كبار المسؤولين في الجزائر، معتبراً أن رئيس الاتحاد الجزائري لم ينل وسام الاستحقاق الذي حصل عليه اللاعبون والجهاز الفني والمدير العام للمنتخب حكيم مدان، كما جلس في آخر مقعد بالصف الأول في الحفل الرسمي الذي أقامته رئاسة الجمهورية لتكريم المنتخب، بعيداً عن كبار المسؤولين، في حين أن الأعراف البروتوكولية تقضي بأن يكون إلى جانبهم.
وكان زطشي قد تم انتخابه رئيساً للاتحاد في مارس/آذار من عام 2017 وسط جدل قانوني حاد، بسبب التدخل الواضح للنظام الحاكم السابق الذي تمت إطاحته في خضم الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ شهر فبراير/شباط الماضي، حيث كان وزير الشباب والرياضة الأسبق الهادي ولد علي ومن وراءه رجل الأعمال المحبوس علي حداد، طرفين فاعلين في فرض زطشي مرشحاً وحيداً لانتخابات الرئاسة بعد إجبار الرئيس السابق محمد روراوة على عدم الترشح، قبل أن يفوز زطشي بالمنصب، وظل اسم الأخير ملتصقاً ببعض رموز النظام السابق الذين تم إطلاق لقب "العصابة" عليهم، ما تسبب في تشويه صورته لدى قطاع واسع من الجماهير ووسائل الإعلام، خاصة بعد سقوط الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة والزج بالكثير من رجاله في السجن بسبب قضايا فساد.
وواجه زطشي منذ توليه قيادة الاتحاد الجزائري لكرة القدم منذ أكثر من سنتين خلفا لمحمد روراوة، انتقادات شديدة بسبب اختياراته الفنية وتعاقده مع المدرب الإسباني لوكاس ألكاراز واللاعب الجزائري السابق رابح ماجر لقيادة المنتخب الجزائري. كما يعرف عن زطشي قيادة أول مشروع لتكوين اللاعبين عبر تأسيس أكاديمية بارادو التي تخرج منها عدد من اللاعبين المتألقين، ومن بينهم الثلاثي يوسف عطال ورامي بن سبعيني وهشام بوداوي المتوجون مؤخرا مع المنتخب الجزائري بأمم أفريقيا فضلا عن لاعبين آخرين شقوا طريقهم نحو الاحتراف خارج البلاد.