بوادر أزمة بين اتحاد الشغل والحكومة في تونس

02 مارس 2018
أزمة جديدة تلوح في الأفق بين النقابة وحكومة الشاهد(Getty)
+ الخط -
تشهد العلاقة بين "الاتحاد العام التونسي للشغل" والحكومة، أخيراً، تصعيداً غير مسبوق من خلال التصريحات المتبادلة بين الطرفين، فيما رآها البعض بوادر أزمة كبيرة بين أكبر منظمة نقابية في البلاد والحكومة.

وبدأت بوادر الأزمة مباشرة بعد دعوة أمين عام "اتحاد الشغل"، نور الدين الطبوبي، إلى تحوير (تغيير) وزاري، مشيراً إلى ضرورة ضخ دماء جديدة وكفاءات سياسية في الحكومة، ليأتي رد رئيس الحكومة يوسف الشاهد، بأنه لا وجود لتحوير وزاري مرتقب، وعلى الراغبين بالتغيير تقديم برامجهم، مشدداً على أنه "كرئيس حكومة، هو المعني الوحيد بإجراء أي تحوير".

ويبدو أن هذا التصريح لم يرق كثيراً لقياديي "اتحاد الشغل" لتتالي تصريحاتهم المبررة تارة للدعوة إلى تحوير والمعلنة من جهة أخرى تمسك الاتحاد بوثيقة قرطاج ولكنها كشفت في طياتها عن ملامح أزمة بين الطرفين.

بدوره، كشف الأمين العام المساعد لـ"الاتحاد العام التونسي للشغل"، سمير الشفي، عن وجود "ملامح أزمة بين الاتحاد والحكومة، في ظل الصراعات الحزبية وتأثيرات الانتخابات المقبلة التي بدأت تخيّم على مواقفها".

وأشار الشفي، في تصريح إعلامي، إلى خطورة الوضع الذي تمر به البلاد، والذي ينذر بوقوع أزمات قد تعصف بالاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي، قائلاً "بلادنا تعيش مرحلة صعبة تقتضي ضرورة متابعة تطورات الصراع حتى لا يتمكن المتربصون بالمنظمة من الوصول لأهدافهم".

وجاءت تصريحات الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل على هامش إشرافه على أشغال الهيئة الإدارية للجامعة العامة للتعليم الثانوي.


وفي سياق متصل، أكّد الأمين العام المساعد والمتحدث الرسمي باسم "اتحاد الشغل"، سامي الطاهري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاتحاد طلب ضخ دماء جديدة في الحكومة ليعلن في العلن ما كان يدور في الكواليس وفي الاجتماعات الحزبية المغلقة، إذ لم يجرؤ أي طرف على إعلان هذا الطلب صراحة".

ورأى الطاهري أنه "طالما أن الأمور لا تسير بالنسق المطلوب، وأن هناك وزارات لا تشتغل بالكيفية المطلوبة، في حين تشكل أخرى عبئاً على الحكومة، فإن الاتحاد قيّم الأمور، ودعا إلى تحوير وزاري، وهذا الطلب هو تعبير عن موقف ولا يعتبر جريمة".

ولفت في السياق ذاته، إلى أن "الاتحاد أبدى رأيه بخصوص التركيبة الحكومية من منطلق تقييمي ولا يمكن لرئيس الحكومة أن يصادر له رأيه أو يمنعه من ذلك"، مشدداً على أن "الاتحاد متمسك بالعمل في إطار وثيقة قرطاج رغم أن كثيرين تلاعبوا بها أو خرجوا منها ولم يطبقوها وأن أكثر طرف حريص على المبادئ والبرامج التي جاءت بها وثيقة قرطاج هو اتحاد الشغل".

وتابع المتحدث الرسمي، أنّه "حتى لو غادرت كل الأحزاب وثيقة قرطاج فإن الاتحاد سيبقى متمسكا بها وستكون المنطلق الذي سيحاسب على أساسه الاتحاد جميع الأطراف التي أخلّت بالتزاماتها"، معتبراً أنّ "الانتقادات الموجهة للاتحاد بالضغط على الحكومة غير منطقية لأنها على العكس بصدد حل الإشكاليات العالقة".

وبيّن أنّ "الاتحاد توصل إلى حل الإشكاليات بالمفاوضات والحوار"، لافتاً إلى أنّ "الحكومة استجابت لعديد المطالب، من بينها الزيادات في الأجور والتي سيكون موعدها في شهر إبريل/نيسان المقبل، وكذلك فيما يتعلق بالتسويات المهنية، إذ تم إحراز بعض التقدم بالمفاوضات، في حين أن البعض لا يزال في طور المشاورات".

من جهة ثانية، أوضح أنّ "الدعوات للإضراب في قطاع التعليم كان نتيجة تدهور الأوضاع في القطاع وأن هناك استحقاقات لابد منها ولا تعتبر ضغطاً على الحكومة بقدر ما هي مطالب مشروعة".