رهنما وُلدت في منطقة آراك (غرب طهران) عام 1973، وقد ارتبطت بالمخرج بيمان قاسم خاني منذ 1992، وهو العام ذاته الذي ظهرت خلاله في فيلم "أفعى"؛ أول عمل سينمائي مثلّت فيه. ومنذ ذلك الوقت تنوّعت أدوارها بين الدراما والكوميديا، ولا سيما في المسلسلات التلفزيونية، وآخرها مسلسل "حارس القلب" الذي عُرض العام الماضي.
كما قدّمت تجربة لاقت استحساناً حين أخرجت وألّفت وشاركت في تمثيل مسرحية "لقاء سيدات شكسبير"، والتي تسعى إلى تكرارها في أعمال ستُعرض على الخشبة في المستقبل القريب.
تقول رهنما لـ "العربي الجديد" إن اهتمامها بالفن بدأ في سن مبكرة، فقد ولدت لأم تحبّ التمثيل. وإلى جوار ممارسة الفن، نالت شهادات أكاديمية عدّة، في القانون والأدب الفارسي، والفن المسرحي، وهو ما منح عملها بعداً خاصاً وطوّر رؤيتها للفن، إضافة إلى كتاباتها المقال في الصحافة الإيرانية.
منذ أن شاهدت فيلم "نازنين" (1976) لـ علي رضا داود زاد، وهي في العاشرة من عمرها، قرّرت رهنما دخول عالم الفن، وساعدها في تحقيق ذلك ميولها الأدبية وقدرتها على الكتابة والتعبير، فواظبت على الانضمام لدروس خاصة مع كتّاب وأساتذة إيرانيين، منهم من علموها الكتابة وآخرون جعلوها تحترف التمثيل والإخراج، ومنهم المخرجة المعروفة بوران درخشنده على سبيل المثال، والتي تعلّمت منها الكثير كما تقول.
ظهورها الأول كان في فيلم "أفعى"، حيث تقدّمت لاختبار أداء وتم اختيارها بعد ذلك، وحاز العمل أعلى مبيعات في العام الذي عرض فيه، ما دفعها إلى الحرص على انتقاء أدوارها بعناية، واشتغالها بجديّة وتركيز على الشخصية التي تقدّمها سواء في المسرح أو السينما أو التلفزيون.
ترى الفنانة الإيرانية أن المعايير في انتقاء الأعمال يجب أن تكون صارمة، فالمشاهد الإيراني اعتاد أن ينقل له الممثّلون الأدوار بصدق وواقعية، وهو ما ميّز السينما والدراما الإيرانية بالدرجة الأولى، حيث إنها قريبة جداً من الواقع ومن حكايا المجتمع، وهو ما مثّل تحدياً صعباً بالنسبة إليها، وينطبق الأمر كذلك على اختيار الأدوار الكوميدية، التي ازداد الاهتمام فيها خلال السنوات القليلة الماضية، لافتةً إلى أن اعتناءها بالنص وتخليق الشخصية جعلها ضمن أبرز الفنانات الإيرانيات ممن يقدّمن أعمالاً كوميدية.
منذ قرابة ست سنوات، تركّزت جهود رهنما على السينما والمسلسلات، وتنوّعت أدوارها فيها، لكنها بعد ذلك بدأت بالالتفات أكثر إلى الأعمال المسرحية. وهي تعتبر أن المسرح في إيران ما يزال يحتاج إلى الكثير ليصل إلى ما وصلت إليه السينما في البلاد، فمن يحضرون لمشاهدة العمل المسرحي مازالوا من المحسوبين على فئة المثقفين والنخبة، كما أن عائدات المسرح للعاملين فيه أقلّ من غيره، والمواضيع المقدّمة على خشبته لم تصل إلى مستوى يُمكنه أن يشدّ عدداً كبيراً من الإيرانيين ليصبحوا من روّاد المسارح.
تصف رهنما السينما الإيرانية بالمتطوّرة والجادّة، لكنها ترى في الوقت ذاته أن هناك أعمالاً لا ترتقي إلى المستوى المطلوب، منوّهة إلى ضرورة احترام المشاهد لا رفع الإنتاج فقط لزيادة عدد الأفلام السينمائية، وهو ما قد يضرّ بها بشكل عام.
تعتبر رهنما أن السينما والمسرح وحتى الأعمال التلفزيونية قد تقدّمت كثيراً بعد "الثورة الإسلامية" عام 1979، لكنها واجهت العديد من القيود والعراقيل أحياناً، ما أدّى لتراجعٍ في كمّها ونوعيّتها. ورغم كلّ النجاح العالمي الذي حقّقته السينما الإيرانية، ترى أن صناعة السينما ما زالت تحمل نواقص لتتحوّل إلى فن يشدّ جميع الناس، وأن إيران لم تصبح بلداً سينمائياً.
وعن تقييمها لوضع المرأة الإيرانية في مجالات الفنون، توضّح أنه رغم كل التقدّم يظل وضع الممثّلات ليس كالممثّلين من الرجال من ناحية أجورهم، وهذه مشكلة موجودة في عدد من بلدان العالم، لكن الإيرانيات حاضرات وكرّسن تجارب لافتة.
وفي ظل وجود شروط تُفرض على الفنانة الإيرانية التي تظهر أمام الكاميرا، حيث عليها ارتداء الحجاب، ترى رهنما أن السينما وحتى الدراما الإيرانية قدّمت ما هو أبعد من ذلك، فالحجاب ليس بموضوع يجب التركيز عليه ليكون محدّداً قد يعرقل عمل المرأة الفنانة.
تحضّر رهنما في الوقت الراهن لعمل مسرحي جديد، وهو العمل الثاني عشر الذي تكتبه، والخامس الذي سيصدر في كتاب، كما أنها ملتزمة بالتجهيز لعدد من الأعمال التي تُعرض على الشاشة وعلى خشبة المسرح في إيران، وتعتبر أن الفنان يجب أن يكون شاملاً وأن يسعى لتحقيق ما يحب، حتى لو بدا الأمر صعباً لوهلة.