قال تقرير اقتصادي حديث صادر اليوم الأحد عن بنك أوف أميركا ميريل لينش الأميركي، إن منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ستكون أمام ثلاثة خيارات رئيسية في أسواق النفط العالمية.
وذكر التقرير أن الخيار الأول، يتضمن قيام أوبك بخفض الإنتاج إلى ما يتجاوز 1.2 مليون برميل يومياً المتفق عليها، وتشجيع الدول غير الأعضاء على تعميق التخفيضات.
أما الخيار الثاني فيشمل قيام منظمة "أوبك" بزيادة الإنتاج بقوة ما يعيد حرب أسعار النفط.
ووفق الخيار الثالث، يمكن للمنظمة إبقاء مستوى التخفيضات على المستويات الحالية، لمدة تتراوح بين ستة وتسعة شهور إضافية.
ومن المقرر أن تجتمع "أوبك" وبعض المنتجين المستقلين بالعاصمة النمساوية فيينا، يوم الخميس المقبل 25 مايو/ أيار الجاري لبحث تمديد خفض الإنتاج.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وافقت دول "أوبك" على خفض إنتاجها من النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً، بينما اتفقت 11 دولة أخرى غير أعضاء في المنظمة من بينها روسيا، على خفض إنتاجها بنحو 558 ألف برميل يومياً.
ودخل الاتفاق حيز التنفيذ مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، ويستمر حتى نهاية يونيو/ حزيران المقبل، بهدف استعادة التوازن بين العرض والطلب، ومن ثم تحسين أسعار النفط.
وقال التقرير، إن جميع التوقعات تشير إلي قيام "أوبك" بابقاء مستوى التخفيض ثابتاً، خلال 6 أو 9 أشهر آملة في تحسن الطلب على النفط.
وزاد التقرير: "إذا خفضت أوبك الإنتاج أكثر من المستويات الحالية، فستفقد حصتها السوقية لاسيما في ظل حرب أسعار النفط المؤلمة خلال العامين الماضيين".
وفي حال قيام المنظمة برفع الإنتاج، فقد تنهار أسعار النفط إلى 35 دولاراً للبرميل، "وهذا الخيار لا يمكن تحمله للدول المصدرة حيث تعاني فعليا من عجز كبير في ميزان المعاملات الجارية الحكومي عند الأسعار الحالية"، وفق بنك أوف أميركا ميريل لينش للبحوث.
ورجح التقرير، أن تؤدي حرب أسعار النفط إلى تفاقم استنزاف احتياطي العملات الأجنبية، "وهي نتيجة اقتصادية محفوفة بالمخاطر".
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن استمرار تخفيضات إنتاج النفط الحالية وانضمام منتج أو اثنين من صغار المنتجين للاتفاق، سيقلص المخزونات بدرجة كافية.
وتابع الفالح "نعتقد أن استمرار التخفيضات بنفس المستوى وانضمام منتج أو اثنين من صغار المنتجين... سيكون كافيا وزيادة للعودة (بالمخزونات) إلى متوسط خمس سنوات بنهاية الربع الأول من 2018".
وكان الفالح يتحدث اليوم خلال مؤتمر صحفي قبل اجتماع منتجي النفط نهاية هذا الأسبوع للبت في تمديد اتفاق خفض الإنتاج الذي ينتهي في يونيو/ حزيران.
وتعاني أسعار النفط الخام من هبوط حاد منذ نحو عامين، نزولاً من 120 دولاراً للبرميل منتصف 2014 إلى حدود 52 دولاراً في الوقت الحالي، الأمر الذي دفع منتجي النفط حول العالم لاتخاذ خطوات لتعزيز الإيرادات غير النفطية.يذكر أن كلاً من روسيا والسعودية، قد أعربتا الاثنين الماضي، عن استعدادهما لتمديد اتفاق خفض إنتاج النفط بين الدول المنتجة داخل منظمة أوبك وخارجها حتى مارس/آذار 2018، على أن يتم اتخاذ القرار في اجتماع فيينا يوم 25 مايو/أيار، وأيدت كل من فنزويلا، الكويت، قطر، العراق، الاتفاق الروسي السعودي حول تخفيض الإنتاج.
ويعتبر بنك أوف أميركا ميريل لينش للبحوث العالمية، تابعاً لبنك أوف أميركا، أحد أكبر بنوك الاستثمار في العالم.
(الأناضول، العربي الجديد)