بعد موافقة اللجنة الإدارية الوطنية لـ"حزب الاتحاد الاشتراكي" على استمرار المشاورات مع رئيس الحكومة المعين، عبد الإله بنكيران، بشأن المشاركة في الحكومة المقبلة، يرتقب أن يشرع هذا الأخير في الجولة الثانية من مشاورات تشكيل أغلبيته البرلمانية ابتداء من يوم غد الإثنين.
ووافقت لجنة "الاتحاد الاشتراكي" على مواصلة مفاوضات المشاركة في الحكومة مع بنكيران، استناداً إلى "البرامج والتصورات، وليس وفق الحسابات العددية"، فيما أفاد زعيم الحزب، إدريس لشكر، ضمن تصريحات صحافية، بأن هذه المشاورات ستستحضر مصالح وصورة الحزب.
وأكد لشكر بأن دخول حزبه إلى الحكومة يتعين ألا يرتكز على الأمور التقنية في المفاوضات، أو على عدد الحقائب الوزارية التي ستمنح للحزب، مضيفا "يجب أن ندخل لو منحت لنا خمس حقائب، وحتى لو جاءت في نصيبنا حقيبة واحدة يجب أن ندخل إلى الحكومة".
وأورد رئيس اللجنة الإدارية للحزب ذاته، الحبيب المالكي، في تصريحات صحافية أن مفاوضات المشاركة في الحكومة ستنبني أساساً على "البرنامج والتوجهات العامة وترتيب الأولويات، ومعرفة المشاركين في الحكومة من حيث مكونات الأغلبية"، مبرزا أنه "بناء على ذلك سيتم اتخاذ القرار اللازم، والذي قد يكون إيجابياً".
وقال مصدر مقرب من رئيس الحكومة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه بعد توجه "حزب الاتحاد الاشتراكي" نحو المشاركة في الحكومة، من خلال المفاوضات التي سيقوم بها مع زعيم "العدالة والتنمية" وفق البرامج والتصورات، فإن حالة الجمود التي سادت أخيراً بدأت في الاندثار.
وتوقع المصدر ذاته أن تنطلق الجولة الثانية من مشاورات رئيس الحكومة المعين ابتداء من يوم غد، من خلال لقاءات يعقدها مع زعماء حزبي "الاستقلال" و"التقدم والاشتراكية"، اللذين قررا من قبل المشاركة في الحكومة بدون قيد أو شرط، وأيضا حزب "الأحرار" الذي لم يؤكد بعد مشاركته في الحكومة.
وتهم الجولة الثانية من مشاورات تشكيل الحكومة طبيعة وجود الأحزاب المشاركة في هذه الحكومة، وعدد القطاعات الوزارية، ونصيب كل حزب من الحقائب الوزارية، قبل أن يتم الإعلان النهائي عن الحكومة الجديدة الذي قد يمتد أياماً وأسابيع أخرى.
وتأتي هذه المستجدات في وقت توقع فيه الأمين العام لـ"حزب الاستقلال"، حميد شباط، أمس السبت، أن يتأخر الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة إلى بداية سنة 2017، بسبب ما سماه التوتر بين رئيس الحكومة المكلف، وبعض الأحزاب التي تتردد في إعلان قبولها أو رفضها، في إشارة إلى حزب "الأحرار" خاصة.