أكّد رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، أنّ "عهد التحكم السياسي في البلاد، قد ولّى إلى غير رجعة"، مبرزاً أن المملكة تسير بخطى حثيثة ولكنها ثابتة نحو ترسيخ الديمقراطية، في اتجاه معاكس لسياسة التحكم، وذلك بفضل دعم الملك محمد السادس لهذا المسار الجديد".
بنكيران، وضمن ندوة صحفية، خصصت لتقديم مرشحي حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات المحلية والجهوية، قال إنه لا خيار أمام المغاربة سوى الديمقراطية، متمثلة في الاحتكام إلى صناديق الاقتراع.
وبعد أن أبرز رئيس الحكومة أن حزبه "يعول على الله أولا، وعلى مناضليه ثانياً في الانتخابات المحلية المقبلة"، شدّد على أن "هذه الاستحقاقات التي ستشهدها المملكة تعتبر نقطة نهاية لسياسة التحكم، لتنخرط البلاد بذلك في مسار تحولات سياسية حقيقية يستفيد منها المواطنون".
وتوقّف بنكيران عند مسألة إشراف رئيس الحكومة على الانتخابات، بخلاف ما كان معمولاً به في السابق، عندما كانت الانتخابات تشرف عليها وزارة الداخلية. واعتبر في هذا الصدد، أنّ إشراف رئاسة الحكومة على الانتخابات "ثورة نحو الديمقراطية، وخطوة جبارة لا يمكن التراجع عنها".
واستطرد بنكيران بالقول إن "تحكم وزارة الداخلية وحدها في الانتخابات لم يعد العمل جارياً به في مغرب اليوم، بفضل الإصلاحات الدستورية، باعتبار أن رئيس الحكومة هو المسؤول السياسي عن الانتخابات، بينما أضحى وزير الداخلية المسؤول التقني عن هذه الاستحقاقات الانتخابية".
وطمأن رئيس الحكومة المعارضةَ التي شككت في شفافية ونزاهة الانتخابات البلدية المقبلة، مؤكدا أن لقاء جمع وزير الداخلية بولاة ومحافظي الأقاليم، وضباط سامين، تم خلاله التشديد على ضرورة تكثيف الجهود لضمان تطبيق القانون في الانتخابات، حتى تمر في أحسن الأجواء.
وحاول بنكيران التخفيف من الضغط النفسي الملقى على عاتق أنصار حزبه الذي يقود الحكومة، فأشار إلى أنه "حتى لو انهزم الحزب في انتخابات ديمقراطية، فسيكون ذلك مبعث سرور له، لأن حزبه خسر والوطن فاز"، لافتاً إلى أن "الأحزاب التي وصفها بالجادة، تعتبر أمل المغرب مستقبلاً".
ولم يفت بنكيران إبداء تخوفه من اقتحام ما سماه "المال الحرام" في الانتخابات المقبلة، ويقصد الأموال التي يمنحها المرشحون لشراء أصوات الناخبين، معتبراً أن "المال الحرام المستخدم أثناء الانتخابات، يمثل خطراً كبيراً يحدق بسلامة الديمقراطية في البلاد"، وفق تعبيره.
اقرأ أيضاً بنكيران: حكومتي وحزبي ليسا إسلاميَّين